* احمد الهادي بقلم : احمد الهادي حقا انها البراءة تاكل وبدون رحمة ولا يسمع احد لصرخاتها البريئة فهذا الوقت هو الوقت الذي لا يسمع فيه صوت لاي برئ يتصرف بطبيعته وباخلاق الثورة التي قامت علي اساس البراءة والفطرة الصادقة المرسومة فينا والغرائز الاساسية من كره الظلم وحب الحق الذين يكونا مكون اساسي في كل فرد ولكن البيئة المحيطة بالفرد هي المسئولة عن تلويث الغرائز الصادقة داخل الانسان اوتنميتها وتقويتها وترسيخ دعائمه داخل النفس. كل القوي السياسية حولنا تساعد في ذلك كلهم يريدون مصلحتهم فقط يريدون ان يستفادوا من الثورة علي اكمل وجه ويعتبرون هذا نوعا من الحقوق المكتسبة تعويضا لاي معاناة كانوا يتعرضوا لها ولاي ظلم لحق بهم اثناء فترة حكم النظام السابق وهم حقا كانوا جزء من الثورة اتفقنا او اختلفنا جزء صغير ام كبير ولكنهم اسوأ نموذج للثائر الذي يثور ويكون بداخله ما يسمي بالثورة النفسية التي تجعله يريد ان يتحول من دور المفعول به الي الفاعل اي انه يريد ان يلعب لعبة تبديل الكراسي التي تحدث علي اجساد الشعب فهم ابساط الذي تتبادل عليه المقاعد ولكنهم يجب ان يقتنعوا ويتذكرا جيدا ان سبب ما كانوا يتعرضون له هو الانانية السياسية التي كان يتميز بها جميع زعماء أي تجمع سياسي في مصر- مع بعض الاستثناءات القليلة- وكانوا يتكلمون ولا يفعلون بما يتكلمون ويستغلوا حماسة الشباب في النطاق الذي يخدمهم لكي تزيد الاسهم ومعها تزداد المميزات و بناء علي ذلك فشلوا في جذب الشباب اولا والشارع ثانيا . و في الساحة السياسية الان بلغ الصراع اشد مراحله بين القوي السياسية بعضها البعض وبينهم قوي الي حد ما تنظر من بعيد وتتصرف كالتمساح الصامت الذي يريد ان يهلك جميع منافسيه وهذا اضعف احتمال بالنسبة له حتي يلتهم الساحة السياسية باكملها ويريد ان يجعلنا نشعر بقمة الخوف من المستقبل حتي عندما ياتي لنا يكون هو الخيار الوحيد المتاح امامنا فلا تصدقوا انه ضد العلمانية انه معها يريد العلمانية الكاملة تحكمنا حتي يعرف الشعب مدي مساؤها ويذهبوا الي هذا التمساح راجيين ان يرحمنا من هذه العلمانية فان هذه القوي حقا لا تلعب مطلقا والمسالة اصبحت بالنسبة اليهم مسالة لا تقبل فيها القسمة فهم لنا يفرطوا في شئ واحد من الغنيمة التي يعتبروها حقا مكتسبا لهم . و الكارثة التي تخيفني والتي هي ام الكوارث التي اصابتنا هي كارثة الجهل السياسي الذي يصيب معظم الشعب المصري الذي معظمهم يقول من العيب محاكمة مبارك ولكنه من الواجب ان يحاكم بدل المرة الف وعنده من الجرائم الكثير واخطرها ما فعله في هذا الشعب جعله مغيب حتي اصبحت سمته الاساسية والان وعندما وضع امام الاختيار الاصعب الذي لا يصح فيه الخطاء فهو تائه الان وعلي استعداد ان يغير رايه بدل المرة مرات عدة وبدون اقتناع ولكن لمجرد تغيير الراي والاحساس بالحرية الجديدة كما يفرح الطفل بملابس الاعياد فلا سامح الله مبارك واعوانه وكل من ساعدوا علي ما حدث للشعب المصري البسيط منهم الذي كان العالم بالنسبة لهم هو التلفاز والراديو وكلام مسئول . انه الطوفان قادم وبقوة سيفتك بنا ويهم وبكل من تسمح له نفسه ان يخدعنا من جديد وان كانوا يظنوا انهم بمنأي واغفلوا انه الطوفان يولد من رحم طوفان اخر فليدرك الجميع الموقف وليحرص كل منا علي المناقشة ولا يترك أي شئ يقال امامه ولا يتناقش فيه ارجوكم ارجوكم استيقظوا لا تجعلوا احد يتحكم في مصائرنا نريد نحن من نصنع مصائرنا ولا يتحكم احد فيها ويفرض علينا شروط من اجل مطالبنا يجب ان نتعود علي الحق الكامل والواجب الكامل لان الحق والواجب لا يقسما .