أعرف أن هناك كثيراً من منغصات الحياة تحاصرنا إلا أن هناك ما يجعلنا نتفاءل! ولعلها عدة أشياء. ما يجعلنا نتفاءل : أننا إزاء حكومة جديدة ترأسها شخصية تتصف بأنها كانت قوية ونظنها لاتزال كذلك .. وهذه الحكومة تضم شخصيات ليست كلها شخصيات تتفق عليها معظم الأطياف .. إلا أنها تضم من الشخصيات ما يكفي لنتفاءل ..! هذه الحكومة وعدت الشعب أول ما وعدت بأن تعيد له الأمن .. فإن نحن أعطيناها الفرصة .. ولابد أن نعطيها الفرصة .. فإن نجاحها في هذه المهمة يكفينا لنتفاءل خاصة أن النجاح في استتباب الأمن هو مقطورة نجاحها لمهام اخري كالاقتصاد والسياحة وخلافه. مما يدعونا للتفاؤل أيضاً الحزم والحزم القاطع علي لسان رئيس وأعضاء المجلس العسكري بأنهم زاهدون في الحكم وإن الحكم ليس مطمعهم ولا مبتغاهم .. وأن 30 يونيو القادم هو موعد تسليمهم الحكم للرئيس المنتخب .. ونحن سوف نصدقهم في ذلك .. ومن مصلحتنا .. كشعب .. أن نصدق .. ونكذيب ذلك .. وتكرار تكذيبه ليس في صالحنا بكل تأكيد! ما يدعونا للتفاؤل أيضاً أننا نجتاز بالفعل أول تجربة لانتخابات ديمقراطية لتأسيس أول مجلس تشريعي بعد ثورة 25يناير .. هذه الانتخابات تدار علي قدم وساق .. ومرحلتها الأولي أفرزت مجموعة من الشخصيات كل منهم مطلوب من الشعب لذاته : البدري. أبوحامد. العليمي الخضيري وحمزاوي ود. النجار إلي آخر تلك الأسماء الثورية التي نجحت وهذا لو تعلمون نجاح كبير يجعلنا نتفاءل! ومرحلتها الثانية علي الأبواب .. والثالثة تليها .. ومزيد من الثوار سوف ينجحون ..! وإذا كان لدينا ما أشرنا إليه .. ويدعونا للتفاؤل فإن هناك الكثير الذي يدعونا أكثر وأكثر للتفاؤل .. يكفينا لنتفاءل يقظة هذا الشعب الذي اسقط فيما أسقط من رموز أمثال من يتطاول علي رموزنا الثقافية نجيب محفوظ وأبوالهول .. والأهرامات والبقية تأتي .. اسقاط من يتطاول .. وليس اسقاط الرموز. نتفاءل لأن هذا الشعب أنجب مثل أولئك الشباب الثوار الذين لايزالون علي أهبة الاستعداد لتغيير المسار وتصحيحه وقت أن يرون لذلك ضرورة .. وقد حدث بالفعل في ثورة التجديد الثانية في 19 نوفمبر وما تلاها ولولاهم ما تم التصحيح بالتأكيد علي مواعيد التسليم ولما جاءت وزارة د. الجنزوري .. أو المجلس الاستشاري. وجود هؤلاء الثوار بذاته يجعلنا نتفاءل .. هؤلاء متهم من يتهمهم وهذان من يدينهم .. وخارج عن المألوف من يخرج عليهم بسيفه .. أو بقلمه أو بقنبلته .. ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح .. أو ما يريده شباب مصر الأبرار..