هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم الناتجة عن حالة الانفلات التي تسيطر علي الشارع.. وانتشار جرائم السرقة بالإكراه التي تحولت إلي ظاهرة يخشاها الجميع في الاحياء النائية والشوارع الهادئة.. وأيضا علي الطرق السريعة.. والتي تأتي نتيجة الغياب الأمني الكامل عن الشارع.. وأعمال البلطجة التي نراها في كل مكان. الجريمة رغم وضوح معالمها ودوافعها وملابسات حدوثها.. إلا أن الغموض الكثيف أسدل ستائره علي الجناة.. وهرب "الجاني" بجريمته تاركاً وراءه ضحية دفع حياته ثمنا لإصراره في الدفاع عن ماله وحقه في الأمن والأمان.. فقام الجناة بقتله بدم بارد لسرقة سيارته.. وكأن حياة الإنسان لا تساوي سوي بضعة جنيهات قلت أو كثرت فإنها لا تدوم. وتؤكد هذه الجريمة ان العنف اصبح اسلوب حياة.. والبلطجة تحولت إلي مهنة يحترفها الكثير ممن اعجبتهم لعبة تحدي القانون واستحلال دم ومال وعرض الابرياء والبسطاء.. وراحوا يعيثون في الأرض فساداً وافساداً.. لا يهمهم وازع ديني أو وخزة ضمير.. يسعون إلي جني المال الحرام بأي طريقة.. وبأي ثمن!! بدأ الكشف عن فصول هذه الجريمة عندما تلقي مأمور قسم شرطة القنطرة غرب إشارة من المستشفي العام بالإسماعيلية باستقبال جثة مازن شوقي "44 سنة" مندوب بسفارة الكويت بالقاهرة مصابا بطلق ناري بالفخذ اليسري.. ولقي حتفه فور دخوله المستشفي. تم اخطار رئيس مباحث القسم الذي اسرع إلي المستشفي ودلت تحرياته علي ان "المجني عليه" كان عائداً من بورسعيد وأثناء مروره علي طريق الإسماعيلية بورسعيد وبالقرب من منطقة أبوخليفة بمدينة القنطرة غرب استوقفه 3 أشخاص مسلحون بالأسلحة النارية.. واجبروه تحت التهديد علي النزول من سيارته الخاصة والتي تحمل ارقام هيئة سياسية محاولين سرقتها منه بالإكراه. كما تبين ان الجناة الثلاثة تعدوا عليه بالضرب لاجباره علي تسليمهم مفاتيح السيارة إلا أنه قاومهم فاطلق أحدهم النار عليه فأصابه بطلق ناري بالفخذ اليسري ليسقط علي الأرض مدرجاً في الدماء ويهرب المسلحون الثلاثة بجريمتهم.. ويتم نقل "المصاب" إلي المستشفي لكن القدر كان اسرع ليلفظ آخر انفاسه فور وصوله المستشفي وقبل محاولة اسعافه. انتقل رئيس مباحث القسم إلي احدي الكافتيريات القريبة من مكان الحادث.. لكن احدا لم يدل بأي معلومات تشير إلي شخصية الجناة أو أي تفاصيل عن الحادث.. ويتم تحرير محضر بالواقعة والتحريات المتوافرة وعرضها علي النيابة التي أمرت بنقل الجثة إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة اسباب الوفاة وساعة حدوثها.. وإن كان الجرح الناتج عن الطلق الناري سبب الوفاة من عدمه.. ونوع السلاح المستخدم في الحادث والمقذوف أيضاًً. كما كلفت المباحث بالتحري عن الواقعة وملابساتها ودوافع ارتكابها.. وجمع التحريات اللازمة لضبط "الجاني" والسلاح المستخدم في الجريمة.. وسرعة تقديمه إلي النيابة للتحقيق وتقديمه للعدالة للقصاص منه. علي الفور أعد مدير مباحث الإسماعيلية فريق عمل بقيادة رئيس مباحث القسم باشراف رئيس مباحث المديرية وأكدت المعلومات المتوافرة ان الدافع الواضح هو السرقة وان الجناة من البلطجية أو مجرمي السرقة بالاكراه الهاربين من السجون واقسام الشرطة خلال احداث يناير الماضي. راح فريق البحث يفحص المسجلين خطر بلطجة وسرقات بالاكراه بدائرة قسم القنطرة غرب والاقسام والأحياء المجاورة بالاضافة لفحص المترددين علي الكافيتريا المجاورة لمكان الحادث وفحص كاميرات المراقبة علي الطريق.. وأيضا التحري عن المقيمين بالاحياء العشوائية والبدوية القريبة من الطريق والمترددين علي المنطقة.. بالاضافة لفحص العاملين بالمنطقة والتحري عن الهاربين بالجبال والأوكار المنتشرة علي أطراف المدينة. كما تم اعداد فرق ومأموريات من رجال الشرطة بالتنسيق مع عناصر من القوات المسلحة لتمشيط الدروب والاوكار القريبة من مكان الحادث لضبط المختبئين فيها من البلطجية وتجار المخدرات.. والابلاغ عن مواصفات السيارة بمنافذ القنطرة غرب وحدود المحافظة. وعلي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال المباحث جهوداً مضنية وحثيثة لكشف غموض الجريمة وحل الغازها.. إلا أن كافة الجهود والخيوط التي توافرت بين أيديهم لم تقودهم إلي الكشف عن أسرار الجريمة.. أو تحديد شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولاً.. حتي الآن!!!