* يسأل موظف باحدي الشركات: بعد موت شقيقي بأشهر ظهرت امرأة تدعي زواجها من المرحوم عرفيا ومعها طفل حديث الولادة تريد إثبات نسبه لأخي. وطلبت عمل تحليل البصمة الوراثية.. أفيدونا؟! ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر: من المقرر شرعا أن عقد الزواج الصحيح له مقدمات من الخطبة وحسن الاختيار ومكونات من الايجاب والقبول بين طرفي العقد وتسمية الصداق. والولي عند جمهور الفقهاء. والإشهاد. ومتممات من الاعلان والوليمة والزفاف. وإذا وجدت مكونات العقد كان صحيحا تترتب عليه آثار ومنها نسب الولد إذا كان في مدة يحتملها وأقل مدة الحمل ستة أشهر لقوله عز وجل "وفصاله في عامين" من سورة لقمان. يعني في انقضاء عامين. وفي آية أخري "وحمله وفصاله ثلاثون شهرا" من سورة الأحقاف فحصل بمجموع الآيتين أن أقل مدة الحمل ستة أشهر إذا تم إسقاط المدة الثانية من المدة الأولي وهو استدلال ابن عباس رضي الله عنهما وهو ما عليه أئمة العلم. أما أقصي مدة الحمل فلم يرد نص قطعي الورود ولا قطعي الدلالة يحددها. غاية ما فيه تقول واجتهادات في الفقه التراثي الموروث. وفي الفقه المعاصر فإن ادعاء حمل الآن لمدة أكثر من غالب الحمل مع عدم ظهور الحمل وعلاماته لا يقبل بمجرد الادعاء مع سهولة الاختبارات الطبية الكاشفة عن وجود الحمل من عدمه وعدد مدة الحمل إن كان موجودا. ووسائل إثبات النسب فإنه يجب فقه أن الأصل في النسب والاحتياط ويتشوف الشارع الحكيم إلي إثبات النسب بكل الوسائل المشروعة الممكنة ومنها: إثبات وجود الفراش الصحيح أي الزوجية القائمة بين رجل وامرأة عند ابتداء حملها بالولد لا عند حصول الولادة لما رواه الشيخان بسندهما أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: الولد للفراش أي الولد ينسب لصاحب الفراش وهو الزوج. ويثبت النسب أيضا بالبنية من شهادات رجلين أو رجل وامرأتين علي توافر الزواج والفراش بمعناه الشرعي. والحق الفقهاء لخطورة النسب بالزواج الفاسد والوطء بشبهة والتسامع استحسانا. وأما عن البصمة الوراثية فهو جائزإذا وجد الفراش الصحيح والبصمة الوراثية يؤخذ بها استئناسا أو قرينة ولا يؤخذ بها دليلا قائما بذاته لامكانية حصول خطأ فيما نحن بصدده ويمكن الأخذ بالبصمة الوراثية في مجهول نسب. واختلاط جثامين قتلي في حروب وكوارث وحوادث وما أشبه. * يسأل المهندس محمود زكي. والطبيب محمد سلامة من السويس ما صحة الحديث الذي يخبر أن الناس في آخر الزمان يظهر فيهم السمنة؟ ** الدكتور كمال بربري حسين محمد مدير عام مديرية أوقاف السويس: لقد جاء ذكر السمنة في الحديث الذي أخرجه الإمامان البخاري ومسلم من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران لا أدري أذكر النبي صلي الله عليه وسلم بعد قرنه قرنين أو ثلاثة قال النبي صلي الله عيه وسلم إن بعدكم قوما يخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن". والسمنة دلالة علي كثرة الأكل. وقلة الحركة. وهذا ليس من صفة التقي والورع. فضلا عن العالم والداعية. والسمنة من علامات الساعة. وهي في الرجل دلالة علي الترفه و التنعم وعدم إعمال للبدن. وليس كل علامات الساعة حراما. فمن علامات الساعة ما نحبه. كفتح بيت المقدس والقسطنطينية. وغير ذلك من أمور الخير.. والجامع بين علامات الساعة أنها أشياء لم تكن موجودة ولم تعهد في زمن الصحابة رضي الله عنهم. ومنها الشيء المحمود ومنها الشيء المذموم. ومن اللطائف أن الإمام الشافعي رحمه الله تعالي يقول: "ما رأيت في سمين خيرا قط إلا في محمد بن الحسن فقد كان محمد بن الحسن سمينا وكان فطنا".. والذي يظهر من الحديث وأقوال العلماء أن المذموم هو كثرة الأكل وقلة الحركة والترفه والدعة وعدم إعمال البدن فالسمن يظهر في آخر الزمان علي حال لم يكن معروفا في زمن أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم.. والسمنة التي لم تأت من قلة الحركة. وكثرة الأكل. والترفه. والدعة لا تذم لأنها ليست بإرادة الرجل والله أعلم.