يوم القيامة لا يعلمه إلا ربي تماما ولكني أقصد أياما آتية لا شك فيها في الدنيا نعم آتية في غفلة منك يوم تزول المناصب والأضواء وتبقي مع نفسك وأعمالك وحياتك. تختفي منك الانتماءات الكاذبة وينفض المولد ويختفي من حولك الطبالون والمزمارون بأنواعهم هذا يوم لاشك قدومه لأنها لو دامت لك ما وصلت لغيرك. إذن هذا يوم آت هل عملت له حسابا أم ان المنصب وحلاوة السلطة وسحر الكرسي قد ذهب بعقلك وضميرك إلي غياهب الظلام فافتريت وعطلت مصالح الناس واستخدمت السلطة والجاه للهدم لا البناء وعملت لأجندتك الخاصة بزهو الطاووس. ها أنت الآن وقد أتي هذا اليوم وانتهت أيام زهوك الطاووسي هل عملت حسابك؟ * يوم يداهمنا المرض والشيخوخة. هل سنجد من يساعدنا ويسعفنا كما نساعد الناس الآن أم سنترك للزمن وقسوته نعم إني أفكر مليا في هذا اليوم وهو آت لا جدال. ولكن ماذا سنفعل؟ هل سنجد امكانية مصاريف العلاج. هل سنجد مكانا آمنا نعالج فيه. هل سنجد ضمائر حقيقية وليست إعلامية تساعدنا في أزمة المرض. كفاكم الله شرها وشر الضعف الذي يصيب المريض. بالله تصوروا اننا قد لا نجد حولنا من ينقذنا وتضيع أيام العمر وكل ما يبذل الآن من جهد لخدمة الآخرين هل فعلا ستكون هذه الخدمات نصيرا لنا؟ * يوم الحقيقة الوحيدة في الحياة يوم الموت وهو يوم لا يعرفه أحد علمه عند الله عز وجل "يأتيكم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة". نعم يوم آت لا ريب فيه. فهل استعد كل واحد منا لهذا اليوم. هل عملنا في حياتنا الحافلة لاستقبال هذا اليوم بنفس راضية مطمئنة. هل ضمائرنا مستريحة. هل الكذب والخداع والنفاق والفساد والظلم والمحاباة والوساطة وغيرها مظاهر لا شك تؤثر سلبا في دفتر أحوالك في الآخرة أمام العادل الوحيد الله عز وجل وعلا؟! هل تصورت وصولك لهذه المحطة الأخيرة وحسبت حساباتك عليها. هل قدمت لآخرتك أم ان زخرف الحياة وعجلة الزمن والمناصب الزائلة أغضمت عينك وخدرت عقلك وفكرك. ولم تعد تري إلا نفسك وعظمتك الزائلة وسلطتك المستمرة. فلنفق ونعمل للآخرة. ونخف الله في كل توقيع وفي كل كلمة. فالكلمة أمانة وكل تصرف نحسب حساب الله ثم البشر وليس العكس فكل شيء فان إلا وجه الكريم. اعمل حساب أيام آتية آتية آتية يارب نصحو ونعمل ألف حساب لها والله يهدي من يشاء ويضل من يشاء.