منير أديب: أغلب التنظيمات المسلحة خرجت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية.. فيديو    بجوائز قيمتها 2 مليون جنيه.. الأوقاف تطلق مسابقة «الخطيب المفوه»    تجليس نيافة الأنبا توماس على دير "العذراء" بالبهنسا.. صور    3 إعفاءات للأشخاص ذوي الإعاقة في القانون، تعرف عليها    بصور قديمة.. شيريهان تنعي الفنان الراحل صلاح السعدني    حزب "المصريين" يكرم 200 طفل في مسابقة «معًا نصوم» بالبحر الأحمر    خالد منتصر: ولادة التيار الإسلامي لحظة مؤلمة كلفت البلاد الكثير    عيار 21 الآن فى السودان .. سعر الذهب اليوم السبت 20 أبريل 2024    تعرف على موعد انخفاض سعر الخبز.. الحكومة أظهرت "العين الحمراء" للمخابز    هل يتم استثناء العاصمة الإدارية من تخفيف الأحمال.. الحكومة توضح    رسميا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 20 إبريل 2024 بعد الانخفاض الأخير    GranCabrio Spyder| سيارة رياضية فاخرة من Maserati    نشرة منتصف الليل| الأرصاد تكشف موعد الموجة الحارة.. وهذه ملامح حركة المحافظين المرتقبة    300 جنيها .. مفاجأة حول أسعار أنابيب الغاز والبنزين في مصر    إيران لإسرائيل: ردنا سيكون على أقصى مستوى إذا تصرفت ضد مصالحنا وما حدث أمس لعب عيال    ارتفاع ضحايا مجزرة "تل السلطان" برفح الفلسطينية ل 6 شهداء    العميد سمير راغب: اقتحام إسرائيل لرفح أصبح حتميًا    أعضاء الأهلي والزمالك إيد واحدة، أشرف قاسم يحتفل بزفاف نجله بحضور الخطيب ولبيب (صور)    سيف الجزيري: دريمز فريق محترم والمباراة صعبة    «أتمنى الزمالك يحارب للتعاقد معه».. ميدو يُرشح لاعبًا مفاجأة ل القلعة البيضاء من الأهلي    بركات: مازيمبي لديه ثقة مبالغ فيها قبل مواجهة الأهلي وعلى لاعبي الأحمر القيام بهذه الخطوة    ملف رياضة مصراوي.. إغماء لاعب المقاولون.. رسالة شوبير.. وتشكيل الأهلي المتوقع    يوفنتوس يواصل فقد النقاط بالتعادل مع كالياري.. ولاتسيو يفوز على جنوى    دوري أدنوك للمحترفين.. 6 مباريات مرتقبة في الجولة 20    صفقة المانية تنعش خزائن باريس سان جيرمان    وسط انهيار والدته، تشييع جثمان الطفل المذبوح على يد جاره القهوجي بشبرا الخيمة    أهالى شبرا الخيمة يشيعون جثمان الطفل المعثور على جثته بشقة ..صور    حالة الطقس اليوم السبت 20 - 04 - 2024 في مصر    "محكمة ميتا" تنظر في قضيتين بشأن صور إباحية مزيفة لنساء مشهورات    كل ما تريد معرفته عن رياح الخماسين التى تضرب البلاد الآن    حريق هائل بمخزن كاوتش بقرية السنباط بالفيوم    وزارة الداخلية تكرم عددا من الضباط بمحافظة أسوان    إياد نصار يكشف تأثير شخصيته في صلة رحم على أبنائه    حميد الشاعري يشعل حفل زفاف نجل محمد فؤاد ومصطفى قمر يرد ب"السود عيونه" (فيديو)    يسرا: فرحانة إني عملت «شقو».. ودوري مليان شر| فيديو    نسرين أسامة أنور عكاشة: كان هناك توافق بين والدى والراحل صلاح السعدني    انطلاق حفل الفرقة الألمانية keinemusik بأهرامات الجيزة    بعد اتهامه بالكفر.. خالد منتصر يكشف حقيقة تصريحاته حول منع شرب ماء زمزم    استعد لاحتفالات شم النسيم 2024: نصائح وأفكار لتجديد فرحة الربيع بأساليب مميزة    أعظم الذكر أجرًا.. احرص عليه في هذه الأوقات المحددة    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    آلام العظام: أسبابها وكيفية الوقاية منها    لأول مرة.. اجراء عمليات استئصال جزء من الكبد لطفلين بدمياط    عاجل - فصائل عراقية تعلن استهداف قاعدة عوبدا الجوية التابعة لجيش الاحتلال بالمسيرات    إعلام عراقي: أنباء تفيد بأن انفجار بابل وقع في قاعدة كالسو    باحث عن اعترافات متحدث الإخوان باستخدام العنف: «ليست جديدة»    إياد نصار يكشف سبب مشاركة الشيخ خالد الجندي في مسلسل صلة رحم    وزير دفاع أمريكا: الرصيف البحري للمساعدات في غزة سيكون جاهزا بحلول 21 أبريل    خبير ل«الضفة الأخرى»: الغرب يستخدم الإخوان كورقة للضغط على الأنظمة العربية المستقرة    تعليق مثير من ليفاندوفسكي قبل مواجهة «الكلاسيكو» ضد ريال مدريد    عمرو أديب يطالب يكشف أسباب بيع طائرات «مصر للطيران» (فيديو)    مرض القدم السكري: الأعراض والعلاج والوقاية    مرض ضغط الدم: أسبابه وطرق علاجه    «هترجع زي الأول».. حسام موافي يكشف عن حل سحري للتخلص من البطن السفلية    وزير الأوقاف ومحافظ جنوب سيناء يفتتحان أعمال تطوير مسجد الصحابة بشرم الشيخ    50 دعاء في يوم الجمعة.. متى تكون الساعة المستجابة    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    أفضل الأدعية في يوم الجمعة.. كلمات احرص على ترديدها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بريد الجمعة يكتبه: خيرى رمضان
النقطة السوداء
نشر في الأهرام اليومي يوم 12 - 11 - 2010

‏{{‏ سيدي‏..‏ أكتب إليك وقد تصلك رسالتي وأنا واقفة بين يدي الله تعالي مؤدية مناسك الحج باكية وآسفة وراجية منه تعالي أن يتقبل مني توبتي وأن يخلصني من أقسي أنواع الادمان هذا الادمان الذي يسري في دمائي وأعصابي وحتي هذه اللحظة لا أعرف منه فكاكا‏..‏ سيدي الفاضل‏..‏ قبل أن أوضح لك ما هو نوع ادماني استسمحك عذرا لاطالتي عليك والتي قد لاتجد فيها إلا سيرة ذاتية لا تهم ولاتنفع‏,‏ ولكنني اعلم تماما من خلال متابعتي لك أن الله سبحانه وتعالي أودع في قلبك الكريم ونفسك الصبر ولا أطمع منك سوي في أن تستمع إلي من خلال الورق‏,‏ ويكفيني أنني قد أفضت إليك بسري الذي لا يعلمه إلا رب العباد وحده‏.‏
بداية‏...‏ أنا امرأة في الخمسينيات من العمر لا تبدو علي السن فانا شديدة العناية بنفسي ومظهري ومؤمنة تماما بأن الانسان لابد أن يحب نفسه بما لا يضر الآخرين حتي يستطيع أن يحب كل شئ في الحياة‏,‏ وأول الحب حب الله تعالي هذا الذي يصل بنا إلي كل أنواع الحب الطاهر‏.‏ ومن خلال هذا المبدأ أحببت الدنيا بكل ما فيها من نقائص‏..‏ حياتي الخاصة هي زواج في سن مبكرة اسفر عن طفل صغير وزوج توفاه الله أفنيت عمري كله في تربية ابني‏,‏ وأغلقت علي نفسي كل أبواب أنوثتي لأكون راعية لطفلي الصغير ليتربي علي القيم والمبادئ التي تربيت عليها في أسرتي المتدينة‏,‏ وبرغم عملي في جهاز حساس ورعايتي الدائمة لأبني حققت النجاح وراء النجاح في عملي وفي أمومتي‏,‏ وحرصت دائما علي أن اضع حدودا مهذبة بيني وبين الآخرين حتي لا أكون مطمعا لأي رجل‏,‏ ومرت السنوات بمرارتها وحلاوتها وكنت دائما في حياتي أحول المرارة إلي قوة تدفعني إلي الأمام أكثر وأكثر‏.‏ كان حبي لربي ثم حبي لابني هو كل الأمل الذي استمد منه قوتي وحباني الله تعالي بأسرة متماسكة محبة لبعضها وصديقات أوفياء من نفس مستواي الاجتماعي والأخلاقي وكلل الله تعالي كفاحي وصبري بنجاح باهر لابني وتخرج في احدي كليات القمة شابا وسيما متدينا وسرعان ما حصل علي وظيفة في مكان مرموق وحباه الله تعالي بزوجة فاضلة وكم كانت سعادتي وأنا أجني ثمرة شبابي وكفاحي وصبري كل شئ معي‏:‏ حب الناس وأسرتي الحبيبة ونجاحي في أن أري ابني ناجحا مع زوجة رقيقة ومنزل رقيق وكل شئ جميل‏,‏ وفي اثناء فرحتي الشديدة همست لي احدي الصديقات بأنه قد آن الأوان لانظر إلي نفسي وإلي أنوثتي التي أغلقت عليها كل الأبواب لينشأ ابني في أسرة مستقرة‏.‏
كانت تحدثني عن رجل يقترب من الستين من عمره علي خلق وأرمل وعلي ثراء واسع وأنه تحمل مرض زوجته سنوات طويلة حتي توفاها الله وان عنده ثلاثة رجال اثنان منهم تزوجا والأخير يتولي رعايته لأنه مازال طالبا في احدي الجامعات الخاصة‏.‏
فلم يمس شغاف قلبي في كل هذا السرد إلا وفاؤه لزوجته المريضة ورعايته لها‏,‏ فالوفاء عملة نادرة في هذا الزمان‏.‏
وأخيرا ياسيدي قابلت هذا الرجل أخذ يقص علي كيف أن زوجته كانت تكبره في العمر وأن زواجهما كان تقليديا أسفر عن ثلاثة أبناء وأنه كان حارسها الوفي في مرضها الذي دام أكثر من عشر سنوات وأنه اكتفي بما جمعه من مال وكان يحلم بالزواج من امرأة مثلي ذات خلق وشخصية وثقافة ووسط عائلي راق‏,‏ وكم يقدر لي كفاحي من أجل تربية ابني‏,‏ وأنه يريد أن يعوضني عن كل ما مر من عمري ومن عمره لنبدأ معا حياة زوجية جميلة تعوضه عن أيام كفاحه وشقائه وأكون فيها ملكة متوجة في حياته كان يبكي وتنهمر دموعه وهو يقدم لي حبه‏,‏ لا أعرف ياسيدي كيف تفجرت في قلبي ونفسي مشاعر لم أخبرها من قبل‏,‏ كان وفاؤه لزوجته أساسا في مشاعري نحوه ووافقت علي الزواج منه بعد عدة لقاءات وبرغم تحفظ والدتي عليه حيث انها كانت تري ان تعامله مع العمال في مصانع الاثاث التي يملكها قد لايناسبني ورغم ذلك تزوجته بدون أي مطالب إلا حبه واحترامه وحنانه‏,‏ حتي أنني لم أفكر لحظة أن أغير أي شئ في المنزل ربما كان حبا له وحرصا شديدا مني علي مشاعر ابنائه حتي أنني والله وضعت كل صور والدتهم في اماكن بارزة كان كل همي أن أتفاني في عطائي له واكتساب حب أولاده وزوجاتهم‏.‏
كان كل همي أن اسعدهم وأقسم بالله انني احببتهم حبا عظيما وكأنهم ابنائي الذين لم انجبهم‏,‏ حتي ابنه الذي كان يعيش معنا احسنت معاملته حتي انه بالفعل أحبني رغم أن الجميع كانوا يشكون من سلوكياته واستهتاره‏,‏ كنت اتركه يفعل ما يشاء في المنزل يستقبل اصدقاءه في أي وقت يدخل حجرتي يعبث بأشيائي فأغض البصر حتي أن اباه حذرني منه‏..‏ كنت ياسيدي استقبل زوجي في ابهي صورة وبالورد وأعطر له كل ركن في المنزل حتي ملابسه كنت قبل أن اذهب إلي عملي اهتم بافطاره وبملابسه حتي أن حذاءه كنت المعه بكل فرحة وسعادة‏,‏ كنت أخشي من الموت حتي لا أفارقه‏..‏ وكان هو الآخر يبكي متأثرا بحبه لي وبأنني نعمة من الله انعم بها عليه‏,‏ وكان يحكي لي عن طفولته البائسة وكيف أن اباه تزوج من خادمة كانت عندهم وعاشت معهم في المنزل وأن المنزل كان به العديد من الاخوة والاخوات‏,‏ وكان طفلا ضائعا لايعلم عنه أبوه شيئا حتي إنه كان يعمل وهو صغير ليشتري ثمن الكتاب‏,‏ كم ابكاني بؤس طفولته وكم احتويته بكل حب وحنان‏..‏ كنت دائما أضفي علي المنزل كل المرح والسعادة وكم كنت أغض البصر عن الغيرة التي أراها في عيون ابنائه وزوجاتهم بالرغم من أنهم في البداية أظهروا كل الحب والموافقة والمباركة لهذا الزواج‏,‏ لا أعلم متي وأين بدأت الانقلابات في حياتي معه‏,‏ كيف تحول هذا الرقيق الحنون المهذب إلي إنسان آخر تماما‏..‏ سب في الناس وافتعال المشاكل وخاصة مع البائعين عند شراء أي شئ‏,‏ حتي الجيران ياسيدي لم يسلموا من لسانه‏,‏ ألفاظ بذيئة ومشاجرات كلما خرجنا في الشوارع وضرب وبدأ ياسيدي القناع يذوب رويدا رويدا في البداية ثم ما أفزعني أن مشاجراته مع ابنائه مفزعة‏,‏ الابن يشتم اباه بل يطلب من الله أمامه أن يموت ليستريحوا منه والأب يلعن ابناءه ويلطم علي خدوده مثل النساء وحديثه ليس إلا علي أعراض الناس حتي أخت زوجته وصفها بالعانس‏,‏ وأساء إلي سمعتها‏..‏ ثم تحول الأمر معه إلي أنه كان يشرب الكحوليات ويدعي أنها بسبب العلاج حتي في السيارة يشرب ويتعمد الشجار مع الآخرين من سائقي السيارات وتبادل السباب ومع العمال في المحال وما أذهلني منه أنه كان يدعي أمام الناس صفة المستشار الذي سيبطش بهم‏..‏ كنت في ذهول ياسيدي غير مصدقة أن من آراه هو هذا الرقيق المهذب المتدين الذي تزوجته‏..‏ ثم تحول الأمر إلي افتعال المشاكل معي ونقدي في كل شئ حتي تحولت حسناتي وميزاتي التي كان يفخر بها ويبكي والله العظيم من نعمة الله التي أنعم عليه بها وهو زواجي منه إلي سيئات‏.‏
كنت لا أري هذا الرجل يصلي اطلاقا إلا يوم الجمعة ليراه الناس الرجل التقي الورع حتي زكاته كانت من أجل التفاخر والاعلان عنها‏.‏
كنت في ذهول ياسيدي من هذه الأسرة وهذه الشريحة من المجتمع‏..‏ ثم تطور الأمر سريعا معي إلي محاولة تعمد اهانتي ونقدي حتي أنه كان يعترف أنه يبحث بكل طريقة عن أخطاء لي‏..‏ ثم بدأ في معايرتي أنه كان بمقدوره أن يتزوج فتاة صغيرة بفلوسه‏(‏ تبوس جزمته وتلبي له طلباته الجنسية وتمتعه‏)‏ ثم تذكيري الدائم انه مليونير وأنه بفلوسه يعمل كل حاجة وبدأ بعد ذلك بطردي وبتهديدي بأنه سيذهب إلي مقر عملي ليعلن للناس أن هذه السيدة المرموقة المكانة ليست إلا امرأة فاشلة ولا تنفع زوجة وعندما كنت أطالبه بأن يطلقني بالمعروف كان يبكي ويقبل الايادي باديا أسفه وندمه وأن الحياة بدوني ليست حياة كنت أتسامح معه ولكن كان بساط الاحترام ومعه الحب ينسحب وفي أثناء صراعي النفسي للخروج من هذه الحياة‏..‏ حدثتني زوجة ابنه محذرة من أن هذا الرجل يعد خطة مع ابنائه للاستيلاء علي مجوهراتي وصارحتني بأنه لم يكن وفيا لزوجته المرحومة كما يدعي‏,‏ بل أنها في أواخر أيامها امتنعت تماما عن أخذ الدواء راجية من الله تعالي أن يتولاها برحمته وأن هذا الرجل كان يعايرها بمرضها وبسنها‏,‏ ثم صارحتني بأن كل أسرار حياتي بالتفصيل مع أبنائه‏:‏ اهاناته ومشاجراته معي يعرفونها وأنه لم يحصل علي مؤهل عال وأنه يحتد علي لوضعي الاجتماعي وأنه بدون المال لا يساوي أي شئ وان مصارحتها لي حبا لي وشفقة علي مما سوف يحدث لي وبالفعل ياسيدي وضعت مجوهراتي في خزانة خاصة واخذت أراقب تصرفاته وأسفر الأمر عن أهانات متتالية وترك المنزل بدون أي مصاريف بالشهور ومحادثات بصوت خافت ثم مطالبتي صراحة بمجوهراتي ساعتها ياسيدي تأكدت تماما أن القناع سقط سقوطا مروعا وكم احتقرته واحسست بالاشمئزاز منه وخرجت ياسيدي من هذا المنزل غير آسفة إلا علي ما مضي من عمر مع هذا الذي انطبقت عليه كلمات الحديث الشريف آية المنافق ثلاث‏..‏
وطلبت من أهلي مساندتي في الخلاص منه لاستعيد صحتي التي كانت تذوي يوما بعد يوم وبالفعل حصلت عليه بعد معاناة شديدة وتنازلت عن حقوقي المشروعة‏,‏ كما خطط هو لذلك ولكنني وأقسم برب العباد كنت ومازلت أسعد النساء يوم الخلاص حتي أن المأذون كان غاضبا من تنازلاتي عن حقوقي وقال ان حقك عند الله في السماء أمام الجميع حتي ملابسي ياسيدي كاملة تركتها ورائي وبدأت ياسيدي أتنفس عبير الحرية والكرامة أعود إلي حياة الصدق والوضوح والنظافة مرة أخري وذهبت إلي اداء العمرة شاكرة ربي كل الشكر وعندما عدت وجدت هذا المنافق الكاذب يطاردني انا وأهلي مطاردة ملحة يبكي آسفا نادما طالبا أن نسامحه مدعيا أن أولاده كانوا السبب بتحريضهم أياه وأنه بدوني ضائع كنت أغلق التليفون في وجهه ثم بدأ يحدث أهلي ويترك لي رسائل صوتية يبكي ويبث فيها لوعته وشوقه ويعترف بأنه تزوج فتاة صغيرة لتخدمه أوفر من الخادمة وتلبي له رغباته وأنه في كل لحظة معها لا يري إلا وجهي الذي أضاعه من بين يديه وهنا ياسيدي بدأت رحلتي مع الادمان نعم ادمنت أن أسجل له كل بكاء يبكيه وكل ندم يبديه وكل حديث مهين عن حياته الخاصة وعن ابنائه وعندما أشبعت نفسي بكم من التسجيلات الصوتية له أغلقت جميع تليفوناتي وأصبحت لا أنام إلا بسماع صوته وهو مهان وذليل وحتي نفاقه وكذبه كان يشجيني‏.‏ حاولت ياسيدي أن اتخلص من هذه العادة وهذا الادمان ولكنني لم استطع‏..‏ أعرف أن براكين الغضب وأيام الذل والمهانة مع هذا المخلوق لم تشف منها نفسي ولكنني غاضبة من ضعفي امام ادماني برغم حرصي الشديد علي اداء كل واجباتي والفروض الدينية والاجتماعية إلا أن هذه النقطة السوداء في حياتي لم استطع الفكاك منها وكلي أمل في أن يرحمني رب العباد من هذا الادمان ويطهرني من هذا الغضب ويسامحني ويعفو عني‏.‏
اعرف ياسيدي ان الله تعالي منحني السعادة الآن بحريتي وبحياتي الاسرية والاجتماعية الجميلة ولكنني لا أعرف كيف ومتي ساتخلص من هذا الادمان آسفة لك كل الاسف‏..‏ وشكرا لك علي تحملك كل هذا الحديث‏.‏
‏*‏ سيدتي‏..‏ أولا حج مقبول وذنب مغفور بإذن الله‏,‏ ولا تنسينا في الدعاء‏,‏ تقبل الله منك ومن كل المسلمين‏,‏ وحفظ مصر بدعاء الصالحين‏.‏
أما عن إدمانك والنقطة السوداء في حياتك فهي ابتلاء واختبار لك‏,‏ عليك أن تتجاوزيه‏,‏ ولكن قبل ذلك عليك أن تتأملي ما حدث لتفهميه‏.‏
لماذا تزوجت هذا الرجل؟ لأنك بعد رحلة من الشقاء والعطاء أردت أن تستريحي مع ونيس آمن وأخلاقي‏,‏ يشاركك وحدتك‏,‏ ويعوضك عما فقدتيه في رحلتك الصعبة‏,‏ أيضا ولأنها جزء من السعادة والمتعة‏,‏ تمنحينه حبك وحنانك الفائض بعد أن تزوج ابنك‏,‏ خاصة أنه أتي إليك بدراما إنسانية كلها عطاء وتضحية تشبه تضحيتك‏,‏ ولكن هل كان اختيارك صحيحا؟ هل تعجلت في قرارك؟ هل تمهلت وسألت وتأكدت من حسن خلقه؟ وإذا سألت فكيف غابت عنك كل المعلومات التي تكشفت بعد أن سقط القناع؟
سيدتي‏..‏ لتسمحي لي‏,‏ لقد تسرعت في قرارك‏,‏ ولم تتوقفي كثيرا أمام اعتراض والدتك علي سلوك هذا الرجل مع العاملين في مصانعه‏,‏ لأنك سقطت أسيرة عاطفتك أمام رجل محترف فسلمتي له وراهنتي علي قدرتك في احتوائه‏.‏
ما أقصده هو الاعتراف بالخطأ في الاختيار لأن هذا يجعلنا نقبل بالنتائج والخسائر فلا نظل أسري لفكرة أننا ضحايا والآخرون جناة‏,‏ وهذا الإحساس مؤلم ولا يساعد علي تجاوز المحن التي تواجهنا‏.‏
لا تشغلي بالك سيدتي بالسؤال ومحاولة فهم سر سوء هذا الرجل‏,‏ فتاريخه الآن لا يعنيك في شيء‏,‏ والتجارب القاسية هي وقود الخبرة والسعادة لمن يجيد التعلم‏,‏ ويري في كل ضربة لا تميت قوة للمستقبل‏.‏
سيدتي‏..‏ يمكنني تفهم حالة الإدمان التي سقطت فيها‏,‏ فهي إحساس طبيعي للتصالح مع نفسك‏,‏ مجرد سماع صوته باكيا متوسلا يؤكد لك أنك الأفضل‏,‏ وأنه نادم علي فراقك‏,‏ ولكن ماذا بعد؟
لقد سمعت هذا البكاء وهذا الندم لأشهر طويلة‏,‏ حالة تصيبه مع الفقد وعندما يعود ويتملك من حوله يرتد إلي طبيعته السيئة‏.‏ هذا الرجل خرج من حياتك إلي الأبد‏,‏ ولديك من التاريخ السعيد والواقع المبهج ما يستحق أن تعيشيه‏,‏ فلماذا البحث عن العذاب؟‏!‏
إن احتفاظك بصوت هذا الرجل‏,‏ كمن يريد أن يحتفظ بموطن ألمه ليظل يضغط عليه ويقول آه من الألم‏,‏ قد ترينها مرحلة مؤقتة‏,‏ لكنها يمكن أن تتحول إلي حالة مرضية يمكنك الهروب منها‏.‏ خذي قرارك فورا‏,‏ امسحي صوت هذا الرجل‏,‏ الغه من حياتك تماما‏,‏ تجربة وانتهت‏,‏ قد تحتاجين إلي وقت حتي تبرئي من جراحك‏,‏ ولكن عليك أن تساعدي نفسك بالتخلص من كل ما يتعلق بهذا الرجل‏,‏ وأعتقد أنك ضيفة علي الرحمن في الأراضي المقدسة في فرصة للدعاء أن ينير دربك‏,‏ وينقي قلبك‏,‏ ويذهب حزنك‏,‏ ويسعد أيامك‏,‏ وينسيك ما كان فيها قاسيا‏,‏ ويذكرك دائما بكفاحك وعطائك‏,‏ ومحبة من حولك‏,‏ حفظك لهم وأدامهم لك‏,‏ وإلي لقاء قريب بإذن الله‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.