سألت العديد من مصادرنا عن هؤلاء الذين يصرون علي الاشتباك والاحتكاك برجال الأمن وتصعيد المواجهة في القاهرة والمحافظات فلم أجد اجابة شافية ومقنعة.. البعض قال إنهم من الألتراس الذين لهم ثأر قديم مع الشرطة وانتهزوا الفرصة في الأحداث الجارية للانتقام.. والبعض قال انهم من الشباب صغير السن المغرر به الذي يعتبر الاشتباك مع الشرطة شجاعة ووطنية.. والبعض الآخر قال انهم تابعون لرجال النظام السابق الذين يريدون أن يشعلوا البلد حتي لا تجري الانتخابات ويتم الانتقال السلمي للسلطة إلي حكومة مدنية منتخبة تلبي أهداف الثورة. من الصعب طبعا أن نصدق الكلام المرسل أو الاستنتاجات وكنا نريد أن نصل إلي معلومات قاطعة في هذا الشأن من خلال من تم ضبطهم حتي نقتنع ويقتنع الناس جميعا بأن هؤلاء شيء والمتظاهرون المخلصون أصحاب القضية في ميدان التحرير شيء آخر. ستظل تضرب أخماسا في أسداس طالما أن المعلومات ناقصة والتحقيقات لم تظهر شيئا ملموسا تستند اليه .. ومع ذلك فإن هناك شواهد لا دلائل علي أن هناك من يحرض.. وهناك من يلعب دوراً تآمريا من وراء ستار.. وهناك من له مصلحة في استمرار سقوط الضحايا والمصابين واستمرار التوتر والاشتباكات حتي لا يهدأ البلد وتصبح القضية هي التعامل السياسي مع متظاهري الميدان لا التعامل الأمني مع المتظاهرين مثيري الشغب. هذه الشواهد تكاثرت علي مدي اليومين الماضيين.. وبدأت ملامحها تتبلور.. ومنها: * استاذ جامعي يحرر بلاغا رسميا يتهم فيه مجموعة من الشبان بتخزين كميات كبيرة من الأسلحة النارية والأسلحة البيضاء وقنابل المولوتوف في إحدي عمارات منطقة باب اللوق بالقاهرة.. وقد شاهد هؤلاء الشباب وهم ينقلون الأسلحة من السيارة لتخزينها وعندما سأل أحدهم لماذا يفعلون ذلك أشهر في وجهه سلاحا أبيض قائلا: لتطهير مصر من الخونة. * أمرت النيابة العامة بحبس 3 أمريكيين تم ضبطهم بميدان التحرير وبحوزتهم عبوات حارقة عبارة عن زجاجة مملوءة بالبنزين وعدة زجاجات أخري فارغة للمياه الغازية وفوطة وكاميرا. * إعلان اللواء عادل رفعت مدير أمن السويس أنه تم التوصل إلي الشخصية العامة بالمحافظة التي قامت بتمويل أعمال الشغب والبلطجة والفوضي ونهب المؤسسات الأمنية والحكومية.. وذلك بعد أن اعترف ستة من البلطجية علي هذه الشخصية العامة التي تحركهم. * شهادة الدكتور جميل علام عميد معهد الدعوة والدراسات الإسلامية بالاسكندرية التي قال فيها إنه رأي بعينه مجموعة من الاشخاص فوق أسطح الجامعة الأمريكية وهم ليسوا من شباب الثورة كان فريق منهم يسرق وينهب في الجامعة وفريق آخريطلق النار علي قوات الأمن المركزي وفريق ثالث يطلق الرصاص علي شباب المتظاهرين.. وقد تم التحفظ علي بعضهم في ميدان التحرير. * ضبط سيارتين ملاكي وربع نقل بأرقام ليبية يوم السبت الماضي محملتين بكميات هائلة من الأسلحة النارية والذخائر الحية.. واعترف سائق الملاكي وهو ليبي الجنسية بأنه يقوم بتهريب كميات الأسلحة للبلطجية ومثيري الشغب استعدادا للانتخابات البرلمانية القادمة. * قرار النيابة يوم الاثنين الماضي بحبس كل من ميشائيل بوركارت ألماني الجنسية ونوربيرت هانز نمساوي الجنسية بتهمة حيازة أسلحة نارية وذخائر بدون ترخيص تم ضبطهما معهما لدي وصولهما إلي مطار القاهرة علي متن الطائرة الالمانية القادمة من فيينا وهذه الأسلحة عبارة عن 4 بنادق و4 تليسكوبات ومائتي طلقة نارية.. وكان في استقبالهما بالمطار شخص يدعي نبيل واصف حبيب فر هاربا فور علمه بضبطهما.. ثم تم القبض عليه لاحقا. * ويوم الاثنين الماضي أيضا ضبطت جمارك مطار القاهرة أجهزة اتصال بالقمر الصناعي وأجهزة "جي. بي. اس" وأجهزة كمبيوتر محمول مع راكبة أمريكية. * ضبط 20 شخصا فجر أمس الأول الأربعاء من فوق أسطح مدرسة الفلكي الاعدادية القريبة من شارع محمد محمود أثناء قيامهم بإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف واطلاق الأعيرة النارية علي قوات الأمن والمتظاهرين في نفس الوقت.. وكانوا يرتدون أقنعة سوداء.. وقد اعترفوا بإطلاق النار علي المتظاهرين والقوات لاشعال الفتنة. * اعتراف وزير الصحة د. عمرو حلمي باستخدام الرصاص الحي والخرطوش والمطاطي في الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن. * ضبط عبدالمنعم عبدالحفيظ العقيد بجهاز أمن الدولة المنحل في ميدان التحرير بلحية مزيفة متركبة وعثر معه علي طبنجة وكاتم صوت 4 خزان ناقص منها 4 طلقات والكارنيه. *** كل هذه الشواهد تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك طرفا ثالثا يلعب بشكل مخطط ودقيق من الداخل والخارج لاشعال مصر.. ويبقي أن تتحول هذه الشواهد إلي دلائل وأحكام رادعة.. وحقائق تعلن بالاسماء عبر وسائل الاعلام.. لم يعد يكفي القول بأن هناك مندسين وبلطجية ومأجورين.. لابد من تحقيقات وأدلة وأحكام حتي تطمئن قلوبنا أن الشرطة بريئة وأننا لسنا في عهد حبيب العادلي.