سيناريوهات كثيرة تم رسمها لأحداث الاشتباكات التي وقعت مساء أمس وحتى صباح اليوم في ميدان التحرير بين عدد من الشباب وقوات الشرطة والتي نتج عنها 591 مصاب حسب الإعلان الرسمي لوزارة الصحة ، والتي حاول البعض الاجتهاد وذكر أعداد بخلاف الصحيحة .. ولم تتوقف الاجتهادات و " الفزلكات " الإعلامية والصحفية عند هذا الحد بل إن البعض حاول إشعال الموقف من خلال المساعدة في نشر الشائعات التي كانت تتردد هناك في ميدان التحرير والتي أشعلها البلطجية الذين حاولوا الاندساس بين شباب المتظاهرين لإحداث الوقيعة بين قوات الأمن والمتظاهرين . وبدأ المحللون والخبراء وعظماء التحليل السياسي في التفنن في تحليل الموقف لدرجة أن أحد من كانوا يدعون أنهم من قيادات شباب الثورة تهجموا علي الشرطة دون معرفة الحقيقة ، في انسياق غريب لما كان يدبر له من قبل عدد من البلطجية ومثيري الشغب ، لينزلوا إلي ميدان التحرير في محاولة لإعادة التجمعات التي كانت تملأ الميدان من قبل . وقد بدأت الاشتباكات بين عدد من أهالي الشهداء وبين قوات الأمن وعدد من المعتصمين أمام مجلس الوزراء وماسبيرو، وامتدت إلى ميدان التحرير بمنطقة وسط البلد، وجرت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمواطنين، تم خلالها اشتباكات بالحجارة وزجاجات المولوتوف من جانب عدد من المواطنين والذي وصفهم البعض بالمندسين فقام رجال الأمن باستخدام القنابل المسيلة للدموع بطريقه عشوائية وكثيفة وإطلاق الطلاقات النارية في الهواء من اجل منع المتظاهرين من الدخول إلا ميدان التحرير وماسبيرو ولكن الاشتباكات اشتعلت بين الطرفين. ومن جانبها أصدرت وزارة الداخلية أمس بيانا حول تلك الأحداث قالت فيه أنه وأثناء قيام إحدى الجمعيات بتكريم عدد 10 من أسر الشهداء بمسرح البالون بالعجوز قامت مجموعة من الأشخاص بمحاولة اقتحام المسرح مدعين أنهم من أسر الشهداء ولدى رفض منظمي الحفل مشاركتهم قاموا بمحاولة دخول المسرح عنوة وتحطيم زجاج بوابته . وأشارت إلي أن الخدمات الأمنية تمكنت من السيطرة على الموقف وضبط عدد 7 من مثيري الشغب .. وعقب ذلك قامت تلك المجموعة بالتوجه إلى منطقة ماسبيرو حيث أنضم إليهم بعض المعتصمين أمام مبنى إتحاد الإذاعة والتليفزيون ، وتوجهوا إلى مقر مبنى وزارة الداخلية بمنطقة وسط البلد حيث قاموا بأعمال شغب ورشق الحجارة تجاه المحلات والسيارات مما تسبب في إصابة بعض المواطنين من المارة وعدد من رجال الشرطة المعينين خدمات بتلك المنطقة .. وقد تصدت قوات الشرطة لهم مما دفعهم إلى التوجه إلى منطقة ميدان التحرير واستمروا في إحداث أعمال شغب .. وتقوم أجهزة الأمن حالياً بالتعامل مع الموقف وفقاً لتطوراته ، وحصر الإصابات والتلفيات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. فيما أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة البيان رقم 65 الموجه للشعب المصري عبر صفحته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك حذر فيه من الانسياق وراء الشائعات وإعطاء الفرصة لقلة من البلطجية وفلول الحزب الوطنى المنحل ، وذلك للحفاظ علي استقرار وأمن الوطن في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها . وأكد المجلس العسكري في بيانه أن تلك الأحداث التي جرت مساء أمس وحتى صباح اليوم تهدف لزعزعة الأمن واحداث الوقيعة بين شباب الثورة الشرفاء وبين المؤسسة الأمنية وفق خطة مدروسة للمخربين. كانت اشتباكات قد وقعت مساء أمس الثلاثاء في ميدان التحرير بين مجموعة من المواطنين يتردد أنهم من أسر الشهداء انضم إليهم بعض المعتصمين أمام مبني الإذاعة والتليفزيون " ماسبيرو " وبين قوات الشرطة التي حاولت الدفاع عن نفسها بعد رشقها بالحجارة من قبل المتظاهرين . وردد المتظاهرون شائعات عن مقتل العشرات من أسر الشهداء وهو ما نفته المصادر الطبية التي وصل إليها المصابين الذين تم نقلهم إلي مستشفي المنيرة العام بالسيدة زينب ، وذلك بعد إصابتهم باختناق من رائحة الغاز المسيل للدموع والحجارة التي تم إلقاءها علي قوات الأمن الموجودة بالمكان . وتعود بداية القصة إلي قيام إحدى الجمعيات بتكريم أحد أسر الشهداء في مسرح البالون فذهبت مجموعة من أسر الشهداء إلي المسرح فتم منعهم من الدخول فحاولوا اقتحام المكان وتحطيم المداخل المؤدية إليه فتصدت لهم قوات الأمن وألقت القبض علي سبعة أشخاص كانوا يثيرون الشغب ، فانتقل الباقون إلي التحرير وقاموا برشق وزارة الداخلية بالحجارة ، وهو الأمر الذي دفع قوات الأمن إلي التصدي للمحتجين الذين انتقلوا إلي ميدان التحرير ورشقوا المارة والمحلات ورجال الأمن المتواجدين بالميدان بالحجارة . ومن جانبها قامت قوات الأمن بإلقاء عشرات القنابل المسيلة للدموع علي المحتجين الذين رشقوها بالحجارة ، خاصة بعد سقوط عدد من المجندين بعد إصابتهم بحجارة المحتجين ، وهو الأمر الذي أدى إلي سقوط مصابين من الجانبين وتم نقلهم لمستشفي المنيرة العام . كان الدكتور عادل عدوى مساعد وزير الصحة للطب العلاجى قد أن عدد المصابين في أحداث التحرير قد بلغ 590 مصابًا تم علاج معظمهم فى مكان الأحداث بميدان التحرير باستثناء 75 مصابًا تم نقلهم بسيارات الإسعاف إلى 9 مستشفيات موزعين ، حيث بدأ نقل المصابين بنقل 33 مصابًا لمستشفي المنيرة و4 لمستشفي أحمد ماهر التعليمى و 1 العجوزة و23 فى مستشفى الهلال و4 قصر العينى و1 الفرنساوى و 7 الدمرداش من بينهم مصاب ليبى الجنسية يدعى محمد ناجح ابراهيم و 1 منشية البكرى و 1 معهد ناصر . وأشار إلى أنه لم يبق بالمستشفيات سوى 33 حالة مازالت تتلقى العلاج .. موضحا أنه مازال فى ميدان التحرير حتى الآن 23 سيارة إسعاف متمركزة فى 3 نقاط الأولى بجوار الجامعة الامريكية والثانية بميدان سيمون بوليفار والثالثة بجوار المتحف. وأشار إلى أن معظم الاصابات كانت جروحًا قطعية وطلقات نارية بالرشاشات وحروقًا متفرقة بالجسم وكدمات متفرقة وتمزق بالأربطة وجروحًا قطعية بفروة الرأس.