مصيبتنا نحن المصريين اننا لم نتعلم من أخطاء الماضي فدائما وأبدا يكون البطء في اتخاذ القرار هو السمة السائدة حتي تحل الكارثة.. فمثلا عندما تأخر الرئيس المخلوع حسني مبارك في تهدئة الشعب منذ بدء الثورة ولم يتخذ قرارا فوريا بحل حكومة نظيف علي أقل تقدير قامت الدنيا ولم تقعد في ميدان التحرير.. وعندما طالبه الثوار بالتنحي تأخر في اتخاذ القرار ولم يشفع له خطابه الدرامي المؤثر الذي أبكي العاطفيين فكانت النتيجة انه تنحي إجباريا. حتي بعد قيام الثورة وما حدث فيها لم يستفد المجلس العسكري وحكومة الدكتور شرف هم الآخرون من الدرس ولم يتخذوا قرارات فورية تشعر الشعب بالأمان علي مستقبله وان الحال قد تغير إلي الأفضل بعد ثورة يناير بل اكتفوا بسياسة "الطبطبة" التي نعتبرها هي السبب في إثارة الفوضي العارمة التي تجتاح البلاد حاليا فوقعت الكارثة الجديدة التي راح ضحيتها 35 شهيدا حتي كتابة هذه السطور وأكثر من ألف جريح لندخل في دوامة أخري لا يعرف أحد سوي الله القادر علي كل شيء متي ستنتهي. عشرة شهور مضت منذ أحداث ثورة يناير ولم نتقدم خطوة للأمام حتي محاكمة الفاسدين من النظام السابق الذين يقبعون داخل جدران سجون طرة تسير هي الأخري ببطء شديد رغم ان كل الدلائل تؤكد انهم يلعبون الدور الرئيسي في إثارة الفوضي والبلطجة والانفلات الأمني لكي يعم الخراب هذا البلد علي طريقة شمشون الجبار فينهدم المعبد علي رءوس الجميع انطلاقا من مقولة "علي وعلي أعدائي". ان ما يحدث هذه الأيام في ميدان التحرير ينذر بسقوط المزيد من الضحايا الذين يدافعون عن أبسط حقوقهم في العيش الكريم بطريقة آدمية وذلك بسبب ان قوات الأمن المركزي والشرطة ليست لديها ثقافة فض اعتصامات بسلامة وأمان وكيفية التعامل مع المتظاهرين فلننظر لاحتجاجات آلاف المواطنين في الخارج ومنها ما حدث مؤخرا في وول ستريت بأمريكا حينما فضت الشرطة المظاهرات هناك دون أن تصيب مواطنا واحدا رغم اعتقال المئات. ورغم المرارة التي نعيشها هذه الأيام بسبب ما يحدث في ميدان التحرير حزنا علي فلذات أكبادنا وخيرة شبابنا إلا ان الفرصة مازالت سانحة وعلينا أن نبدأ من جديد وألا نفقد الأمل في المستقبل بشرط أن نتخذ من الآن قرارات إصلاحية سريعة بلا بطء أو مماطلة فكفانا ما حدث من ضريبة التأخير التي يدفع ثمنها شعب مصر بأكمله. رحم الله شهداء الوطن وحمي الله مصر من كل سوء ومكروه.