فتش عن المال تجده وراء كل مصيبة وابتلاء وكارثة حلت أو ستحل علي رأس مصر, ومصيبتنا في نوعين من المال, مال يغدق بوفرة من جهات لم يتم فضحها حتي الآن. داخلية كانت أم خارجية لتخريب مصر وتحويلها إلي الفوضي والوصول بالصراع بين الفرقاء إلي قمته, ومال يحبس ويضن به علي مصر لنفس الأسباب, وويل لهذه الحكومة التي تحاول لاهثة اللحاق بطوق النجاة الذي تسحبه سفينة البنك الدولي والدول المانحة للقروض وكلما اقتربنا من الطوق أسرعت السفينة بالهروب. في كل يوم يصدر تصريح من مسئول لانعرف من هو يخبرنا بأن تفاهما يجري حاليا مع البنك الدولي لتمويل مشروعات البنية الأساسية الواردة بالخطة وأن الحكومة تعيد التفاوض حول قرض قيمته ثلاثة مليارات من الدولارات كان البنك قد أتاحها لمصر من قبل ولم تأت, والبنك يملي شروطه التي من أهمها إلغاء الدعم علي الكهرباء والبنزين وغيره ومن يريد فعليه تنفيذ المطالب, وما المطالب إذا نفذت إلا النار التي ستشتعل في جنبات هذا البلد المنكوب. لقد قالت كريستين لاجارد رئيسة صندوق النقد الدولي في كلمتها بمركز وودروويلسون للأبحاث بواشنطن إن الصندوق لديه35 مليار دولار يمكن إقراضها للدول التي قامت بالثورات العربية والتي تطلب التمويل, وأن بإمكان الصندوق أن يتغلب بأفعاله علي السمعة التي اقترنت باسمه في المنطقة بسبب فرض سياسات لاتحظي بالشعبية. فهل سيغير الصندوق الدولي سياساته سيئة السمعة؟ لايهمنا الإجابة عن هذا السؤال الآن, فالواجب يقتضي أن ننظم المليونيات في حب مصر بحق وحقيق. لقد آن الأوان لننصرف عن هذا المال وألا نمد أيدينا لأحد في الشرق أو في الغرب, وعلينا قبول التحدي وفداء مصر الآن بالأموال وليس بالأرواح فكفانا أزهاق أرواح. ماذا يمثل مبلغ3 مليارات دولار بالنسبة لأغنياء مصر, إذا تكاتف أبناء نصف هذا الشعب فقط فسننقذ مصر وسنحيا بكرامة وعزة ولا يستطيع أحد إملاء شروطه علينا ولتذهب أموالهم إلي الجحيم. هذه هي معالم الطريق الواجب السير فيه والأمل معقود علي شباب مصر الغيورين عليها لتحقيق هذا الهدف, إن الضر مهما إشتد فإنه عارض سيزول, فلنشق طريقا لأنفسنا, ولنيقظ الروح الرائدة التي طالما تحلينا بها نحن المصريين لتصنع لنا المعجزات. المزيد من أعمدة سهيلة نظمى