اكتظ الملعب باللاعبين متعددي المهارات ومنذ سنوات .. وتراكمت المشاكل وضغطت علينا جميعاً حتي أصبح المشهد مخيفاً.. بل ومرعباً. كل الألوية تراها الآن وتتسابق لاحتلال مربع أو أكثر فوق رقعة الشطرنج.. وما بين اخوان وأحزاب وتيارات سياسية مختلفة وأقباط تتقلب الحياة فرحاً وترحاً.. ونحن متحملون وصابرون حيناً وقلقون أحياناً وباكون في مناسبات لا أعادها الله. فجأة.. ظهر تياران قلبا الموازين رأساً علي عقب وزاد من فوضوية المشهد سلبية الحكومة. وجدنا السلفيين ينتشرون في الشوارع وكثير من المساجد.. يقلبون المجتمع. ويهدمون الأضرحة. ويقيمون الحدود بأيديهم في تحد سافر.. صرخنا وحذرنا ونادينا بموقف حكومي حاسم.. لكن ذهبت أصواتنا أدراج الرياح. الآن.. نزل الشيعة أيضاً إلي الملعب يحاولون انتزاع اعتراف رسمي ورسمي بهم وفرض أنفسهم علينا ونسف علاقاتنا مع الدول العربية التي تخالفهم في المذهب. *** ما يريده السلفيون والشيعة مرفوض شكلاً ومضموناً.. لسنا لبنان ولا العراق ولا البحرين ولن نكون السعودية أيضاً لكي "يبرطعوا" علي هواهم. نعلم جيداً ما تريده هذه الأطياف التي يعج بها المجتمع.. ومن وراء كل منهم .. والمفروض ألا يتركوا يحرقون مصر ويغيرون هويتها. وإذا أضفنا إلي كل هؤلاء.. البلطجية المنتشرين في الشوارع كالنمل حاملين الأسلحة النارية والبيضاء والتي أصبحت أكثر من عدد أصابع كل شعب مصر .. يهاجمون خلق الله. يسرقون. يعتدون. ويخطفون بلا رادع.. نصبح بكل تأكيد في دولة هشة لا نعرفها وتدير شئونها حكومة مرتعشة أو فلنقل لا حول لها ولا قوة. *** الأوضاع في البلد الآن .. لا يجدي معها الخطاب الديني "التعبان" والذي لا يتحدث إلا عن الوحدة الوطنية المهددة دائماً كلما "عطس" مسلم أو مسيحي في وجه الآخر. الأوضاع أصبحت لا تجدي معها "الأيدي الناعمة".. فقد مللنا من أسلوب الخواطر والطبطبة وعدم الحسم والبطء في التفكير واتخاذ القرار. لن أقول كما قال عبدالعزيز الجندي وزير العدل بأن الأوضاع تحتاج إلي قبضة حديدية .. بل أقول انها تحتاج لقبضة فولاذية .. تصحح المسارات المعوجة وتضع كل فريق ممن يريدون السيطرة علي البلد في حجمه الطبيعي. كفانا ما حدث في العمرانية وإمبابة وقنا وسيناء ومسجد النور وأمام الكاتدرائية. كفانا ما يحدث في كل جمعة في ميدان التحرير وغيره وما نراه من فوضي غير مبررة في معظم أنحاء البلاد. *** فليكن موقف من يدعي موريس صادق رئيس ما يسمي بالجمعية الوطنية القبطية بأمريكا والذي دعا المجتمع الدولي إلي التدخل واحتلال مصر بحجة انقاذ الأقباط ومنحهم الحكم الذاتي آخر دعوات الخزي والعار والاستهانة بالوطن ولابد من إسقاط الجنسية عنه رداً علي دعوته الفاجرة. ولتكن الوقفة الاحتجاجية التي نظمها الشيعة أمس آخر الوقفات "العنصرية" التي تريد تركيع مصر ونسف هويتها. يا حكومتنا "الطرية".. اخلعي القفازات واثبتي ان إياديك غير ناعمة.. بل خشنة وغليظة.. و.. وفولاذية.