* إذا كان صناع السينما الأمريكان مولعون بأفلام العنف الدموي ويجدون لها سوقا رائجا في حدود بلادهم وهذا الرواج يجعلهم يتفننون في تصوير اكثر المشاهد بشاعة ودموية واكثر المشاهد فظاظة وكأنهم يعيشون داخل مجازر آلية بشرية تتناثر فيها الرءوس والاطراف والجذوع والامخاخ ويضيفون إلي كل ذلك اناس يأكلون الجثث ويستمتعون بشرب الدماء ويشوون الاجساد ليأكلوها ويسلقون الاطراف ويطبخون عليها ويخزنون ذبائحهم البشرية في مبردات. * يؤسفنا نحن كمشاهدين عرب جالسين في منازلنا ونحرك مؤشر القنوات نحو قنوات عربية متخصصة في إذاعة أفلام أجنبية لنجدها تحولت فجأة من أفلام رائعة وحائزة علي جوائز وصناعة أمريكية أيضا لتقدم هذه النوعية الرديئة التي يتصدر مشاهدها سفاحون افتراضيون غير موجودين في أي مجتمع حتي المجتمع الأمريكي نفسه.. وللأسف تعرض هذه القنوات العربية منذ عدة شهور سلسلة من هذه الأفلام وتتلذذ بإعادة عرضها مرات ومرات. ولو كانت هناك رقابة ذاتية علي مسئوليتها ولو لجأوا إلي قياس لنسب المشاهدة لتأكدوا أنهم يخسرون كل يوم جمهورا جديدا.. جمهور من عشاق الأفلام الاجنبية الممتعة التي يجدون فيها نوعية مختلفة من الافكار وحرفية في التصوير والابهار وموضوعات بعضها إنساني مؤثر وبعضها رومانسي رائع وبعضها أسري جميل وبعضها يحمل نوعا من الآثار والرعب المحبب وبعضها يحمل أفكارا فلسفية وبعضها يتسم بكوميديا راقية وبعضها يحمل روحا طفولية شفافة. * لا احب أن اذكر اسماء القنوات التي اعتادت وتحولت مؤخرا إلي أفلام السلخانات ومصاصي الدماء وآكلي لحوم البشر ولكني أهيب بها ان تنتقي الأفلام التي تتعاقد عليها وتدرك انها تبث ارسالها إلي جمهور وثق بها ويتمني ان يقضي ساعات ممتعة أمامها ولا يريد ان يتلقي هذا الكم البشع من العنف الدموي. * اتمني الا تكون هناك مؤامرة لتصدير هذه النوعية المقرفة من الافلام إلي قنوات الأفلام العربية من اجل تأجيج مشاعر العنف لدي المراهقين وصناعة أبطال يتخذونهم مثلا أعلي من السفاحين والجزارين الذين يقتلون بلا رحمة ويقطعون البشر بلا أدني اهتمام أنهم ابطال شواذ في أفلام شاذة لمخرجين ومؤلفين شواذ.. شواذ في مشاعرهم وشواذ في فكرهم وشواذ في طبيعتهم البشرية لقدحذر علماء النفس وعلماء الاجتماع من هذه النوعية من الأفلام ومن المؤكد ان قنوات الأفلام في أمريكا نفسها لا تجرؤ علي عرض هذه الأفلام وتقصر عرضها علي دور السينما فقط لقد اكدالعلماء أن تعرض المراهقين لهذه الأفلام يؤثر في عقلهم الباطن ويدفعهم للتنفيس عن كبتهم بهذه الرغبات المنحرفة واكدوا ان عرض سلسلة هذه الأفلام في أمريكا نفسها زاد من ارتكاب جرائم القتل البشع. * اما الاطفال الذين يشاهدون هذه الأفلام فقد اثبت الباحثون انها تصنع لديهم ميولا عدوانية تزداد في فترة المراهقة وانها وراء الاضطرابات النفسية التي تحدث للشباب. * اتمني من قنوات الأفلام الاجنبية التي احبها المشاهد العربي وقدمت مئات من الأفلام الاجنبية المحترمة لكبار النجوم في هوليوود وقدمت عشرات الأفلام التي استحقت جوائز عالمية لمخرجين ذوي سمعة وحنكة عالية ان تعيد النظر فيما تقدمه الآن من أفلام عنف ودماء ورعب وان تراعي المشاهد العربي الذي يتابع ويتذوق الأفلام التي ينتجها العالم ويتوقف عند مواطن الجمال فيها ولا تنحرف ولا تنجرف نحو أفلام مرفوضة حتي في مجتمعاتها وتحاربها وتقف ضدها جماعات ونشطاء حقوق الإنسان.