سعدت إلي درجة الفخر لنجاح مسيرة الصديق العزيز حسام البدري المدير الفني السابق لفريق النادي الأهلي في الفوز ببطولة الدوري السوداني لكرة القدم مع فريق المريخ في أول تجربة تدريبية له خارج مصر. ومن أول موسم. ومن بعد فوزه ببطولة الدوري المصري مع الأهلي مباشرة.. فالبدري أثبت بهذا الانجاز انه مشروع ضخم وناجح لمدرب مصري كبير.. ربما تأخر كثيرا في اثبات وجوده بعد أن غرق لشوشته لسنوات مع الأهلي كمدير كرة ومدرب عام مع مانويل جوزيه. في الزمن الذهبي للأهلي.. حتي نال فرصته في ظروف استثنائية جداً بعد رحيل جوزيه قبل عامين. وإخلال فينجادا البرتغالي باتفاقه مع الأهلي.. فكان أن أعطي حسن حمدي الفرصة أخيراً للبدري. وسط شكوك كبيرة في قدراته لقيادة فريق كبير وعملاق. مثل الأهلي الذي حقق في خمس سنوات مع جوزيه كمسئول أول. والبدري كمسئول ثان. قدرا استثنائيا من البطولات والإنجازات منها المشاركة في مونديال الأندية ثلاث مرات متتالية. واحتكار بطولة الدوري خمسة مواسم متتالية أيضاً.. ووصلت الشكوك إلي حد توقع أن تتوقف المسيرة المستمرة للأهلي مع بطولة الدوري لتنتقل إلي ناد آخر.. ولكن البدري خيب كل هذه الشكوك وتحداها بشجاعة. واحتفظ بالأهلي بطلاً ليسلم المهمة إلي الجهاز الحالي. عبر المدير الفني المؤقت الكابتن عبدالعزيز عبدالشافي.. المهم أن حسام البدري ترك الأهلي بطلاً. وفي ظروف استثنائية عندما اشتدت عليه الانتقادات. وتعثرت نتائج الأهلي في بداية الموسم الماضي. وزادت التلميحات من داخل الفريق من بعض النجوم. لأن البدري أراد أن يدعم فريقه ببعض الشباب. وزيادة حيويته.. إلا أن هذه التلميحات كانت مثل القنابل الموقوتة. بفعل رد فعل الجماهير العاشقة لهذا النجم أو ذاك.. فكان قرار البدري أن يرحل. ولا يكون عائقا أمام إدارة الأهلي بعد أن لمح في الأفق نوايا لاستقدام جوزيه من جديد.. ورغم أن البدري تلقي ما يفيد بالبقاء مع الفريق بوضعه السابق.. ولكن المدير الفني الجديد. لم يشأ أن يعود إلي الوراء. وأن يواصل التقدم للأمام.. ومرة أخري يقبل التحدي الصعب مع نفسه. ويقبل عرض تدريب نادي المريخ السوداني. وهو ناد ذو شعبية ضخمة جداً ومحرجة أيضاً.. وهنا صعوبة هذا التحدي في أن يعمل خارج مصر لأول مرة. ومع ناد جماهيري. سيحاسبه علي كل صغيرة قبل الكبيرة.. وبإخلاصه واجتهاده. ومساندة رئيس نادي المريخ له استطاع البدري أن يصل إلي الهدف الكبير. ويفوز ببطولة الدوري السوداني. وهذا إنجاز فريد في عالم التدريب بأن يفوز المدرب الوافد ببطولة الدوري من أول موسم له. وقليلا ما يحدث هذا الإنجاز.. ولكن هناك سر! فالهدوء الظاهري الذي يبدو عليه حسام البدري يخفي داخله شخصية قوية تعشق التحديات. ولا تخشاها.. شخصية كروية تربت علي البطولات منذ أن كان ناشئا في النادي الأهلي ثم لاعبا في جيل رهيب من نجوم القلعة الحمراء جيل الخطيب ويونس وعبده وهمام وربيع وطاهر وإكرامي ومختار وغيرهم.. والأهم من ذلك أن البدري عرف هدفه من البداية واستعد له. وهو عالم التدريب. فكان كل يوم يدعم ثقافته التدريبية ويطلع علي الأحدث.. ودليل ذلك انه عندما كلف بمهام مدير الكرة في الأهلي خلفاً للراحل ثابت البطل رفض تماماً أن يتخلي عن عمله الأساسي وهو التدريب. وجمع بين المهمتين الثقيلتين جداً. مدير الكرة والمدرب العام في النادي الأهلي.. وهذا هو حسام البدري. تبقي جزئية مهمة وهي ان البدري يفكر بين البقاء مع المريخ في الدوري السوداني لموسم آخر. وبين العودة لمصر. وقبول أحد العروض لتولي فريق في الدوري الممتاز المصري.. ونصيحتي للبدري أنه ليس وقت العودة لمصر. وأن عليه أن يكمل تجربته الناجحة مع المريخ فالفرصة قائمة أمام البدري والمريخ.. وعليه مواصلة طموحه وصبره.