قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" إن أكثر من 12 مليون شخص في أفريقيا سيحتاجون إلي المساعدات الغذائية بعد ارتفاع أسعار الغذاء والحبوب يحتاج شرق أفريقيا إلي المساعدات الغذائية خاصة أثيوبيا وأن حوالي 4.5 مليون شخص يواجهون نقصا في الغذاء في مرتفعات أثيوبيا الشمالية والجنوبية ونحو 1.4 مليون في أريتريا يواجهون خفض الحصص الغذائية التي يتلقونها نتيجة نقص المساعدات وحوالي 2.3 مليون شخص في كيناو 1.7 مليون في أوغندا بالإضافة إلي 1.2 مليون في منطقة دارفور. قالت المنظمة: لقد أدت قلة الأمطار إلي تراجع المحاصيل.. وأصدر البرنامج نداء عاجلا إلي الدول المانحة لتقديم 95 مليون دولار أمريكي لمواجهة الأزمة. أكد العالم الكبير د. سعد نصار - أستاذ الاقتصاد - أن دول حوض النيل هو من يطلق علي 10 دول أفريقية يمر فيها نهر النيل سواء التي يخترق أرضها أو التي يوجد علي أرضها المنابع أو التي يجري بها. قال إن اهتمام منظمة الأغذية والزراعة بدول أفريقيا باعتبارها الأكثر فقرا علي مستوي العالم وهي الأشد احتياجا إلي المساعدات الدولية والإقليمية. أضاف د. نصار أن أفريقيا لكي تكسر حاجز الفقر لابد من التعاون والتكامل فيما بينها وقد آن الأوان لذلك خاصة أن الظروف الإقليمية والسياسية حاليا متاحة للتعاون بعد قيام ثورة 25 يناير التي وحدت الشعوب. أكد أن مساحة دول الحوض 3.4 مليون كيلو متر مربع من المنبع في بحيرة فيكتوريا وحتي المصب في البحر المتوسط وأن التنمية الزراعية وأمن الغذاء من أبرز القضايا والتحديات التي تواجه دول حوض النيل خاصة بعد الاختلافات القائمة حول اتفاقيات توزيع مياه نهر النيل والتي أمكن التوصل إلي إيجاد صيغة ملائمة خاصة بعد ثورة 25 يناير والتي كانت من أبرزها الزيارات التي تمت علي المستوي الرسمي والشعبي سواء زيارات رئيس الوزراء المصري د. عصام شرف أو زيارة رئيس الوزراء الاثيوبي مليس زيناوي للقاهرة والتي كان لها أكبر الأثر في تقارب وجهات النظر. قال نصار: إن الملاحظ خلال الفترة الماضية أن الزراعة لم تلعب دورا فعالا في انتشال سكان المنطقة من الفقر من خلال إيجاد إطار للنمو الاقتصادي المتنوع أو المشترك ويلاحظ ارتفاع أسعار السلع الغذائية مع ارتفاع حالات التضخم في عدد كبير من دول الحوض. أضاف أن دول الحوض تقع بين أكبر 30 دولة ارتفع بها معدل التضخم حيث بلغ في أثيوبيا حوالي 44.4% وكينيا 26.3% ومصر حوالي 20.3% وأصبح وضع الأمن الغذائي من أكثر الأوضاع الغذائية ترديا في العالم والأمر يستلزم دراسة تحليلية للأمن الغذائي وتقييم بعض مشاريع الاستثمار الغذائي بدول حوض النيل من خلال دراسة للأهداف الفرعية. وهي تطور الموارد الاقتصادية والزراعية بدول حوض النيل وإنتاج الغذاء وتطور التجارة الخارجية الزراعية بدول الحوض وتطور الاستهلاك ومتوسط نصيب الفرد لأهم المجموعات الغذائية بدول الحوض وأخيرا الاستثمار الزراعي وتقييم بعض المشروعات المقترحة في بعض دول الحوض. أضاف أن عدد سكان دول الحوض يزيد علي 420 مليون نسمة يمثل أكثر من 62% من إجمالي سكان قارة أفريقيا مجتمعة والبالغ عددهم 650 مليون نسمة وقدرت كثافة السكان في دول الحوض بنحو 47 شخصا للكيلومتر الواحد المربع ويتراوح معدل النمو السنوي السكان في دول الحوض حد أعلي 3.3% لبوروندي وحد أدني بلغ 1.8% لمصر. قال إن الناتج المحلي لدول الحوض 779 مليون دولار أمريكي وهو يوازي 53% من إجمالي الناتج المحلي الأفريقي وأن توزيع السكان والناتج المحلي الإجمالي ومساحة الأراضي بدول الحوض قد تم تقسيمها وفقا لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أو طبقا لتقسيم البنك الدولي وقد تم تقسيمها إلي ثلاث مجموعات.. مجموعة الدول ذات الدخل المرتفع وهي التي يزيد متوسط نصيب الفرد من الدخل فيها علي 9205 دولارا سنويا.. ومجموعة الدول ذات الدخل المتوسط والتي يتراوح متوسط نصيب الفرد من الدخل إلي 746 دولارا إلي 9205 دولارا سنويا المجموعة الثالثة ذات الدخل المنخفض وهي تلك الدول التي يقل متوسط نصيب الفرد من الدخل عن 746 دولارا سنويا. قال د. نصار: يجب علي دول حوض النيل التعاون فيما بينا حيث إن هناك أراضي خصبة ومياها وثروات بشرية وإمكانيات مالية في بعض الدول وتقدما علميا في البعض الآخر. الاكتفاء الذاتي قال: إن أفريقيا تمتلك من الثروات الطبيعية والأراضي والمياه ولو تعاونت فيما بينها لأمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي من جميع الحاصلات الغذائية وأصبحت سلة غذائية للعالم في التصدير. مصر أكد أن الفرصة ذهبية لاستثمار الوقت والتعاطف الافريقي والحب غير المتناهي لنا والانبهار بالشعب المصري وتورثه العظيمة التي قربت وجهات النظر ومطلوب من القطاع الخاص الاسراع فورا في اقامة مشروعات في أثيوبيا وكذلك في السودان بشقيها الشمالي والجنوبي بشرط أن تذلل الحكومة العقبات وتمنح تيسيرات اضافية. قال يجب علي وزارة الزراعة والتعاون الدولي والموارد المائية ايفاد البعثات العلمية وعلماء الزراعة والري لمساعدة الاخوة الافارقة واستقبال أبناء افريقيا لتدريبهم ليس في فقط في الزراعة ولكن لوجود خطط تعاون وتآخي حقيقية سواء في الطب والهندسة والعمارة.. موضحا أن المستقبل في التعاون مع افريقيا لانها العمق الاستراتيجي لمصر.