أمس فقط تذكر المجلس الأعلي للآثار وأمينه العام د. مصطفي أمين أن الهرم الأكبر تعب جداً من كثرة الزيارات ولابد من إراحته وإخضاعه للصيانة! ليست المرة الأولي التي يستقبل فيها الهرم آلاف الزوار.. فإذا كانت النية مبيتة لإغلاقه فلماذا لم يتم الإعلان عن ذلك قبلها بأسبوع مثلاً. خاصة أن حكاية "الاقبال الكبير" معروفة سلفاً. القرار غريب ومريب ومعيب.. ويؤكد أن المسئولين في المجلس الأعلي للآثار متورطون في حكاية الاحتفال الماسوني رغم نفيهم ذلك.. ويؤكد كذلك أنهم اضطروا إلي قرار الإغلاق الذي لم يكن في نيتهم أصلاً حتي لا تحدث فضيحة بجلاجل. كما أن الإغلاق في حد ذاته يعكس رعب المسئولين في مصر عموماً من أولئك الأوباش الذين جاءوا للاحتفال.. فما الذي يخشاه المسئولون من أمثال هؤلاء وإلي أي قوة يستند الذين جاءوا للاحتفال حتي يتم إصدار قرار متعجل ومرتعش بإغلاق الهرم وحرمان المصريين والسياح المحترمين من زيارته. في ظني أن من جاءوا للاحتفال لم يحضروا من تلقاء أنفسهم ولم يدفعوا ما دفعوه إلا بعد ان تلقوا تطمينات مؤكدة بأن الاحتفال قائم ولن يتم الغاؤه.. فمن الذي أعطاهم هذه التطمينات؟.. وأعود وأكرر أن قرار إغلاق الهرم الذي صدر ظهر أمس فقط يؤكد أن الحكاية فيها "إنة".. ولولا أن الحكاية فيها "إنة" ما صدر هذا القرار ولظل الهرم مفتوحاً عادي جداً ومارس أمن المجلس الأعلي للآثار دوره ومارست شرطة السياحة دورها إذا كانت الشرطة عموماً قد وافقت وتكرمت وتنازلت وقررت أن تؤدي دورها ليحلل أفرادها ما يتقاضونه من رواتب يدفعها لهم المصريون الذين لم يشعروا منذ اندحار الشرطة في 28 يناير وحتي الآن بأي وجود للأمن. قرار إغلاق الهرم جاء علي طريقة "الباب اللي يجي لك منه الريح".. فأي ريح يخشاها المسئولون؟1