بعد صراع طويل مع المرض وعن عمر يناهز 74 عاماً رحل البطل المصري أحمد محمد عبد الرحمن الهوان الشهير بجمعة الشوان قاهر الموساد الإسرائيلي. برز دور البطل المصري أحمد محمد عبد الرحمن الهوان الشهير بجمعة الشوان كبطل لأحد أشهر العمليات الاستخبارية المصرية داخل إسرائيل- للشعب المصري وللجماهير العربية حينما تم تجسيده درامياً من خلال المسلسل التليفزيوني "دموع في عيون وقحة" من انتاج التليفزيون المصري بطولة النجم عادل إمام. ولد البطل الشوان وتربي ونشأ بمدينة السويس ثم اضطر الي الهجرة منها هو وعائلته وأمه وشقيقه وزوجته بعد نكسة يونيو 1967 بعد أن فقدت زوجته نظرها نتيجة للقصف الإسرائيلي والذي أدي أيضاً لتدمير لنش صغير ملك للهوان. حاول العمل في القاهرة ونتيجة لظروف البلد الاقتصادية السيئة اضطر للسفر الي اليونان لمقابلة رجل أعمال هناك ذكر في مسلسل "دموع في عيون وقحة" باسم "باندانيدس" وهو يملك العديد من سفن الشحن ويدين للهوان بحوالي 2000 جنيه ولكنه لم يكن موجوداً في اليونان كخطة من الموساد لكي يعاني "الهوان" ويوافق علي أي شئ وفي اليونان قابل "الهوان" الريس زكريا "اللواء عبد السلام المحجوب محافظ الاسكندية الأسبق" بالمخابرات العامة وحاول اقناعه بالعودة ولكن "الهوان" لم يستمع له.. وبعد مرور الوقت قرر الهوان العودة الي مصر لكنه عرف ان بندانيدس قد عاد وذهب لزيارته وهناك قام بندانيدس بتوفير فرصة عمل له علي احدي سفنه الذاهبة الي بريستون بانجلترا. وهناك تعرف علي جوجو الفتاة اليهودية والتي لعبت دورها في مسلسل "دموع في عيون وقحة " الفنانة مشيرة اسماعيل حيث احبها واغرته للعمل معها وطبعاً كان ذلك تخطيطاً من الموساد. بعد سفر السفينة التي كان يعمل عليها ولم يكن أمامه سوي العمل بالشركة التي يملكها والد جوجو وفيها التقي مع أحد رجال الموساد علي أنه سوري واسمه أبو داود وهو في الحقيقة شيمون بيريز حيث طلب منه ان يعود الي مصر ويجمع بعض المعلومات عن السفن الموجودة بالقناة. وعندما عاد الهوان الي مصر قام بفتح محل بقالة لبيع المواد الغذائية وأخذ يجمع المعلومات التي طلبت منه ولكن الشك في قلبه أخذ في التزايد فذهب الي مقر المخابرات العامة المصرية وهناك التقي بالضابط مدحت والذي عرفه بالريس زكريا وحكي له بكل ما لقاه وهنا قرر التعاون مع المخابرات المصرية لتلقين الموساد درساً. بدأ تعاون الهوان مع الإسرائيليين ومعرفة ما يريدونه واخبارهم بما يريده المصريون مما جعله جاسوساً هاماً بالنسبة للإسرائيليين. وبعد حرب أكتوبر المجيدة زادت حاجتهم الي الهوان وسرعة ارسال المعلومات ولذلك قرروا اعطاءه احدث أجهزة الارسال في العالم والذي كان أحدها بالفعل موجوداً بمصر ولم تستطع المخابرات القبض علي حامله وهنا قرر الهوان الذهاب الي إسرائيل للحصول علي الجهاز وهناك قاموا بعرضه علي جهاز كشف الكذب والذي تدرب عليه جيداً مما جعله ينجح في خداعهم جميعاً ليحصل علي أصغر جهاز ارسال تم اختراعه في ذلك الوقت ليكون جاسوساً دائماً في مصر. وبمجرد وصوله الي ارض مصر وفي الميعاد المحدد للارسال قام بارسال رسالة موجهة من المخابرات المصرية الي الموساد يشكرهم فيها علي الحصول علي جهاز الارسال وهنا انتهت مهمة أحمد الهوان. حاول الموساد القضاء علي جوجو التي وقعت في حب الهوان بجرعة زائدة من المخدرات ولكنها لم تمت ومن هنا قررت الانتقام فساعدت المخابرات المصرية علي تأمين الهوان باسرائيل والاتصال به في الوقت المناسب وقد أتت جوجو لمصر وأسلمت وسمت نفسها فاطمة.. وكما جاء في المسلسل ان المخابرات المصرية قامت باجراء عملية لزوجة الهوان والتي قامت بدورها في المسلسل النجمة معالي زايد علي يد طبيب أجنبي متخصص كان في زيارة لمصر للقيام بعدد من العمليات الجراحية وقد نجحت العملية يوم العبور الكبير في السادس من أكتوبر عام 1973 واستردت بصرها. .. رحم الله الشوان وجعله في الفردوس الاعلي مع النبيين والصديقين والشهداء .