استعادوا شعورهم بالأمن والولاء والثقة بمؤسسات الدولة كتبوا بأصواتهم الانتخابية شهادة وفاة الإرهاب والتآمر رجال الجيش والشرطة.. أداء مبهر في تأمين الانتخابات انتهت الانتخابات الرئاسية ولم تنته الدروس والعبر الواجب استخلاصها من مشاهد المصريين أمام الصناديق.. وهي دروس ينبغي ألا تغيب عنا في تحليل السياق الذي جرت فيه.. فرغم آلة التشويش التي عملت بكفاءة لإثناء المواطنين عن أداء واجبهم نحو بلدهم فقد باءت محاولاتهم بالخسران والفشل.. وعادت ثقة المصريين في دولتهم التي استعادت مع الرئيس السيسي قوتها ومهابتها في الداخل والخارج.. كما عاد الشعور بالأمن الذي فقدناه في أعقاب الفوضي والانفلات التي وقعت في أحداث يناير 2011.. وتحسنت مؤشرات الاقتصاد بشهادة المؤسسات الدولية وبأرقام لا تقبل التشكيك.. كل ذلك بفضل هذا الشعب وصبره وتحمله أعباء الإصلاح بإيمان ورضا وحب لهذا الوطن. وجرأة القيادة التي أقدمت علي القرارات الصعبة دون النظر إلي الشعبية والرصيد السياسي لدي الشعب. ساعات معدودة وتخرج إلي النور النتائج النهائية الرسمية لعملية التصويت في انتخابات الرئاسة. وهي نتائج سوف ترد بقوة علي إدعاءات المفلسين من أعداء هذا البلد في الداخل والخارج. وسوف تقول الأرقام بوضوح عدد الذين أدلوا بأصواتهم في مصر وخارجها. وعدد الأصوات الباطلة والصحيحة ونسبة الحضور والمتخلفين عن التصويت. وهي أرقام تستحق التأمل.. فكثافة التصويت ونوعيته تدلنا بوضوح علي مدي عظمة هذا الشعب الأصيل الذي أبي التخلي عن واجبه وضميره ومسئوليته ولم يستسلم للكسل ودعاوي المغرضين الذين روجوا أن المعركة محسومة لصالح الرئيس السيسي وأن المنافسة منعدمة.. ونقول لهؤلاء: ماذا لو كان الاستفتاء هو الفيصل في اختيار الرئيس؟.. هل كان المصريون سيعزفون عن الذهاب للصناديق لشعورهم بأن الاختيارات محسومة لصالح مرشح وحيد أم أنه واجب ينبغي النهوض به حتي يري العالم كله كيف اختاروا رئيسهم بكل شفافية وحرية دون وصاية أو توجيه من أحد؟!. ما عاشته مصر أيام 26 و27 و28 من الشهر الجاري كان مبهجاً وباعثاً علي التفاؤل بمستقبل هذا البلد. ويؤكد بما لا يدع مجالاً لأي شك أن المصريين شعب أصيل بلا كتالوج ويصعب فك شفرته أو التنبؤ بردود أفعاله أو التأثير علي قناعاته وثوابته الوطنية.. فقد خرج بالملايين من حيث توقع الآخرون أن يلزم بيته. وقد هجر السلبية والعزوف والكسل في وقت راهن الكارهون لمصر علي إحجامه عن المشاركة في الانتخابات. انتصرت إرادة المصريين وحبهم للحياة علي مشاعر الخوف من الإرهاب وعبوات الموت الناسفة. استهان المصريون بالخطر كعادتهم إذ يتعلق الأمر بمستقبل وطنهم ومصيره. جاءت نسبة التصويت مؤلمة لمن راهنوا علي مقاطعة المصريين للانتخابات حتي أن أكثرهم تفاؤلاً توقع ألا تزيد النسبة علي 10 أو 15% علي أحسن تقدير فإذا بها تزيد علي 50% في بعض المحافظات. الأمر الذي أصاب هذه الفئة الضالة بالصدمة والجنون حتي أن بعضهم لا تزال تتلبسه حالة إنكار مرضية لا تري من الكأس إلا بعضه الفارغ وتعمي أن تري إلا الشوك في الورد. لا تدرك هذه الفئة المارقة من الجماعة الإرهابية وأعوانها أن في مصر رئيساً لا تشغله إلا مصلحة مصر وبناء دولتها القوية المستقرة الناهضة. والانتقال بشعبها إلي التنمية الحقيقية ودولة المؤسسات لا دولة الفرد ولا الأهل والعشيرة.. وقد انكشفت ألاعيب هؤلاء ومؤامراتهم ضد مصر وسيناريوهات الفوضي التي كانوا يخططون لإدخال البلد في أنفاقها لكنها تحطمت علي وعي المصريين ورشدهم وحكمتهم وعلي حسن القيادة وإصرارها علي العبور بالبلاد إلي بر الأمان.. فالرئيس يرد علي كل شائعة وكل افتراء بإنجاز أو مشروع جديد. مؤمناً بأن المستقبل لا يبني بالكلام ولا الوعود الزائفة ولا الملاسنات والمعارك الكلامية وإنما بالعمل والإنتاج والتضحية والصبر.. ولعل ما تحقق خلال السنوات الأربع الماضية علي أرض مصر خير شاهد ودليل. يكفي أن المهاترات الإخوانية توقفت.. والمسرحيات الهزلية التي لعبها الإخوان بعدما سرقوا ثورة يناير لم تنطل علي هذا الشعب.. فهل تذكرون ما ادعاه عبدالمنعم أبوالفتوح القيادي الإخواني عام 2012 بسرقة مليوني جنيه من سيارته بعد الاعتداء عليه من مجهولين علي الطريق الدائري. وهو ما تكرر من محمد البلتاجي الذي ادعي أن سيارته "الشاهين" جري كسر زجاجها وسرقة ربع مليون جنيه منها.. ولم يقل لنا أبوالفتوح ولا البلتاجي أين كانا ذاهبين بتلك الأموال ولمن كانا سيدفعانها.. وفي مقابل ماذا.. ومن أين حصلا عليها..؟! لا تزال هذه الفئة الضالة تعيش حالة إنكار للواقع ويصور لها خيالها المريض أن العودة لما قبل 30 يونيو لا تزال ممكنة. وينسون أن مصر- شعباً وجيشاً وشرطة ورئيساً- في حالة يقظة وتناغم وانسجام وترابط لا تسمح بتكرار مشهد انتخابات الإخوان. ولا بعودة شراء الأصوات والرشاوي الانتخابية ودغدغة المشاعر بشعارات دينية جوفاء وادعاء تطبيق شرع الله وكأن مصر قبل 2011 لم تعرف شرع الله وينسي هؤلاء المارقون أن شعبها أكثر أهل الأرض تديناً وأول شعب يعرف التوحيد والإيمان والبعث والحساب.. وارجعوا لكتب التاريخ!! حاولت الفئة الضالة العودة لمشهد انتخابات 2018. مستندين إلي إعلام الشر. واللعب علي وتر الفقر وغلاء الأسعار لكن محاولاتهم باءت بالفشل وتحطمت علي صخرة وعي الشعب وصموده الذي صار مضرب الأمثال.. اختار الشعب طريق البناء والاستقرار ورضي بالصبر ومشاركة قائده تحمل الأعباء لعودة مصر قوية فتية تعتمد علي نفسها وتبني نفسها بنفسها. قراراتها الوطنية مستقلة وإرادتها حرة.. رضي الشعب بالتضحية وقدم فلذات الأكباد فداء للوطن.. فالأمهات الثكلي والزوجات اللاتي ترملن والأبناء الذين فقدوا العائل ورب الأسرة والآباء الذين فقدوا السند في الحياة.. كلهم كتبوا شهادة وفاة للإرهاب والتآمر والتربص بمصر.. ثم خرجوا في الانتخابات بالملايين ليطلقوا رصاصة الرحمة علي المتآمرين والأعداء والخائنين هنا وهناك. أما من لا يزالون يتنعمون بخيرات هذا الوطن ولا يقدمون له شيئاً إلا النقد الهدام ومحاولات شق الصف وتوهين العزائم لإضعاف الروح المعنوية للشعب. ويخدمون من حيث لا يشعرون مخطط الفوضي الذي يستهدف إضعاف دول المنطقة لحساب أمريكا وإسرائيل وإيران وتركيا وغيرها بمباركة قطرية.. نقول لهؤلاء اتقوا الله في أوطانكم فحب الوطن من الإيمان.. أو اذهبوا إلي مصحات نفسية لعلاج أمراضكم. أظهرت الانتخابات الرئاسية المعدن الأصيل لشعب مصر.. مدرسة الوطنية والولاء والانتماء.. فالآباء والأمهات وفي القلب منهم أمهات الشهداء وزوجاتهم اصطحبوا أطفالهم إلي اللجان فرحين بأداء حق بلدهم عليهم.. تقدموا الصفوف ليقولوا للعالم كله إن التضحية ليست كلاماً ولا شعارات بل أفعال لا يقدر عليها إلا أصحاب الضمائر والقلوب السليمة والبصائر المستنيرة.. لدي هؤلاء قناعات راسخة بأن حق الشهداء سيعود.. ودماء الشهداء لن تضيع هباء. قدم رجال الجيش والشرطة أروع نماذج الحرفية والانضباط والجدية في تأمين الانتخابات.. فسهلوا مهمة الناخبين وقدموا مشاهد إنسانية مبهرة برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والشيوخ بود وابتسامة حانية. المؤشرات الأولية تؤكد فوز الرئيس السيسي ليس بأصوات الناخبين فحسب بل بحب المصريين ودعمهم اللامحدود.. ليفوز بفترة رئاسية جديدة مدتها 4 سنوات سوف يدعمه الشعب بكل قوته ليستكمل ما بدأه ويحقق أحلام المصريين في دولة قابلة للحياة.. لتعود الأمجاد والمكانة المستحقة لدولة تضرب بعراقتها في أعماق التاريخ.. تحيا مصر رغم أنف الكارهين.. تحيا مصر والسيسي رئيسي ودرع الوطن وسيفه.