أمهات الشهداء وزوجاتهم.. "وطنية" تمشي علي قدمين الرئيس.. بساطة وتلقائية وإنسانية تحتوي الجميع رسائل التكريم.. وإبداع الشئون المعنوية للقوات المسلحة لا شك أن تكريم الشهداء هو أعظم درجات الوفاء والعرفان الإنساني لما قدموه من تضحيات وفداء لوطنهم.. فقد جادوا بأرواحهم لأجل أن يعيش بلدهم كريماً آمناً مستقراً.. ورغم ذلك فلم يسلم يوم الشهيد الذي أقيم بالأمس من ألسنة أعداء الحياة. فقد حاولوا بكل السبل تشويه هذا العمل العظيم- تضحيات الشهداء وتكريمهم- عبر شاشاتهم ووسائل الإعلام المأجورة وكتائبهم الإلكترونية التي لا تكف عن ترصد هذا الوطن واستهدافه وإهالة التراب علي إنجازاته. .. فهؤلاء لا يروقهم أن ينهض ولا أن يقف علي قدميه شامخاً في وجه التآمر والخيانة والاستهداف المنظم لجيشه وشرطته وأعمدته الراسخة. وينسي هؤلاء العميان أن مصر- شعباً ورئيساً وجيشاً وشرطة- هي المعلم والقائد والملهم كما كانت دائماً منذ فجر التاريخ. في يوم الشهيد قدمت المرأة المصرية "أم الشهيد أو زوجته" نموذجاً فذاً في الصمود والجَلَد وحب الوطن.. فوقفن شامخات يتحدثن بإيمان ورضا بما صنع هؤلاء الأبرار. فها هي إحدي أمهات الشهداء تقول: حينما سمعت خبر استشهاد ابني قلت: "إنا لله وإنا إليه راجعون" ثم توضأت وصليت شاكرة لله علي هذه النعمة التي منحني إياها.. فأصبحت أم الشهيد الذي تحقق حلمه ونال الشهادة".. ثم ها هي أم أخري تقول: إن ابنها الشهيد واحد من ثلاثة ضباط قدمتهم للوطن في القوات المسلحة والشرطة وهي فخورة باستشهاد ابنها. وقالت أم ثالثة: إن ابنها كان وحيدها ونال شرف الشهادة.. ولو أن لديها عشرة أبناء آخرون لقدمتهم للوطن لينالوا نفس الشرف.. هؤلاء الأمهات الصابرات قدمن نماذج مبهرة في تحمل المسئولية والشد من أزر الدولة والرد علي الخونة والمتآمرين. هذه المشاهد الإنسانية علي روعتها أشعلت النار في قلوب أعداء الحياة ممن يحاولون إثارة الفوضي في مصر.. فهؤلاء كانوا يظنون أن عمليات اغتيال أبطال الجيش والشرطة البواسل سوف تضعف الروح المعنوية لزملائهم أولاً ثم المصريين ثانياً لكن ظنهم خاب ومسعاهم فشل وباءت محاولاتهم بالخسران بل إن العكس تماماً هو ما حدث فقد ازداد التحام الشعب بجيشه وشرطته وقيادتهم وأقبلوا بحماس كبير يبنون وطنهم ويحاربون الإرهاب وينتفضون ضد مخططات تفتيت الدولة المصرية. لقد شاهد كثير من أبناء مصر "حفل الشهيد" واستمعوا لعشرات من قصص البطولة من أهالي الأبطال.. ولابد أن العيون ذرفت دموعاً كثيرة وشعرنا بالفخر لصمود هؤلاء الصابرات الراضيات بقضاء الله.. وهي رسالة لابد أنها وصلت لأعداء الوطن هنا وهناك.. لكن هؤلاء قلوبهم مغلقة وإلا لكانوا أدركوا أنهم في ضلال مبين وعليهم ترك معسكر الإرهاب وتحريم تلقي دولارات تميم وأردوغان والأمريكان وغيرهم من كارهي مصر والرجوع للحق ومناصرة الدولة ضد أعدائها. أما ثانية الرسائل التي ينبغي أن يفهمها هؤلاء الأغبياء من يوم الشهيد هي طريقة معاملة قائد مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أنقذ بلادنا من السقوط والانقسام والفوضي.. فقد كان بمثابة الأب الحاني والأخ الأكبر لأسر الشهداء.. تعامل الرجل بتلقائية ما يشعر به من أحاسيس الإنسان الذي يملك قلباً كبيراً يحتوي الجميع.. كان يبكي مثلنا لكنه يتمالك نفسه ورغم ذلك فقد أفلتت منه الدموع مرات عديدة أمام أب مسن يعلن استعداده للانضمام لصفوف الجيش والشرطة في حربهم ضد الإرهاب. ونحن نسأل هذه الفئة الضالة الذين باعوا أنفسهم للشيطان: ألم تتوجع قلوبكم حينما رأيتم الأطفال الذين حرموا من كلمة بابا للأبد.. الرئيس سيبقي المعلم وأسألكم: كيف رأيتم قائد مصر وهو يحتضن أبناء الشهداء ويداعبهم ويصر علي أن يطعمهم بيده.. هذه اللقطات من المؤكد أن الأطفال الصغار سيحتفظون بها في سجل الذكريات وسوف تكون مبعث فخر لهم في المستقبل بين أقرانهم حينما يعلنون دوماً أنهم أبناء الشهداء وهذا رئيس مصر يقدرهم نظيراً لعطاء آبائهم. حرص الرئيس السيسي علي أن يبعث برسائل إلي قوي الشر من حولنا ومن ينفذون مخططاتهم الإرهابية في سيناء وغيرها من بعض المناطق والذين اقتربت البلاد من القضاء عليهم جميعاً وبتر كل يد تحاول إلحاق الضرر بالوطن والمواطنين ومن بين هذه الرسائل المهمة تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي استعداده لارتداء البدلة العسكرية والقتال جنباً إلي جنب مع رجال الجيش والشرطة في معركتهم ضد الإرهاب لتحيا مصر في حرية وكرامة مؤكداً أن التضحية بالنفس في سبيل الوطن ليست مجرد شعار بل هي حقيقة نشاهدها جميعاً وتحدث بالفعل مثلما قدم شهداؤنا الأبرار أرواحهم برضاء فداء للوطن وذلك ناتج لشعورنا الدائم بأننا علي الحق ويقيننا أننا نحارب خوارج العصر الذين يسيئون للإسلام والأديان السماوية جميعاً. الرئيس السيسي أكد أيضاً أنه لن يجرؤ أحد علي المساس بمصر مادام جيشها وشرطتها بخير. مشدداً أنه لا قدر الله إذا سقطت مصر سقطت الأمة كلها. لأن مصر هي قلب العروبة كما أن رجال الجيش والشرطة قد أوفوا بعهدهم بتقديم أرواحهم ودمائهم فداء لمصر وحماية لأهلها. وطالب أبناء الوطن بأن يوفوا بعهدهم بالعمل والإنجاز وزيادة الإنتاج لرفعة شأن بلدهم والإسراع بتنميته. وفي رحاب الشهداء الأبطال نتعلم دروساً في الوطنية والرجولة والشجاعة.. فالمقاتل المقدم أركان حرب محمود عبده هلال الذي روي قصة استشهاد البطل شريف محمد عمر في انفجار قنبلة بمكان وجوده بأرض سيناء. وهي قصة بقدر ما أثارت الحزن والألم في نفوسنا بقدر ما علمتنا وعلمت العالم كيف يكون معدن المصريين في الشدة وفي الفداء ومهما اشتدت ضراوة الحروب.. فقد رفض هلال وزملاؤه التخلي عن جثة الشهيد البطل وأصروا علي نقلها إلي المستشفي.. ورفض الضباط والجنود الاستسلام لعناصر الشر ولم يغادروا المكان إلا بعد الثأر من تلك العناصر الضالة وكانوا لهم بالمرصاد حتي قتلوهم كالجرذان. في يوم الشهيد جري تكريم الشهيد اللواء أركان حرب عادل رجائي زوج الزميلة سامية زين العابدين مدير تحرير "المساء".. ولأول مرة عرفنا أن الشهيد رجائي هو الذي ألقي القبض علي الإرهابي الخائن عادل حبارة الذي ارتكب أكبر عمل إرهابي واغتال عدداً من جنودنا.. وقد علمنا أيضاً أن الشهيد "رجائي" قاد أيضاً أكثر من عملية لتطهير البلاد من عناصر الإرهاب.. رحم الله الشهيد الذي عرفناه دمث الخلق.. إنساناً بمعني الكلمة. * الشئون المعنوية بالقوات المسلحة بقيادة اللواء محسن عبدالنبي تؤكد يوماً بعد يوم قدرتها علي التعبير عن الحقائق وما يحدث علي أرض الواقع بمصداقية وحرفية شديدة وبصراحة تمكنت من إحداث الفارق الذي يكذب ما يدعيه أعداء الوطن وإظهار الحقائق وأيضاً يستحق ما يبذله اللواء عبدالنبي ورجاله من جهد كل الشكر فقد عملوا بحرفية شديدة وضعتهم في مصاف مبدعي التصوير والمونتاج والإضاءة والصوت وحركة الكاميرا ولعل في أغنيتي صابر الرباعي وأغنية محمد فؤاد التي قدمت في الاحتفال بيوم الشهيد.. أكبر دليل علي ما يتمتع به رجال الشئون المعنوية من احترافية وإبداع.