لم تقم ثورة 25 يناير المجيدة لمواجهة موضوع "التوريث" فقط.. كان موضوع خصخصة الشركات وما يحدث فيها ماثلاً أمام أعين المصريين. حتي بلغت الحلقوم. وكانت خصخصة شركة عمر أفندي. القشة التي قصمت ظهر البعير. الآن من يصدق أن "القومية للأسمنت" وهي تقريباً الشركة الوحيدة من شركات الأسمنت التي لم تخصخص. من يصدق أنها تخسر؟!! في يوم من أيام الخصخصة كانت شركة الحديد والصلب في حلوان. الشركة التي أسستها الدولة ودفعت فيها دم قلبها. وأوصلتها بالواحات بخط سكة حديد. ينقل لها الحديد.. هذه الشركة القومية الكبري التي ساهم معنا الروس في إنشائها أصبحت بقدرة قادر تخسر. بينما شركات الحديد "قطاع خاص" في نمو سريع. أن تكسب وتزدهر. الآن بعد ثورتين مجيدتين. 25 يناير. و30 يونيه. يبدو أن هناك دورة أخري للتاريخ. إذا لم نتعلم الآن وقد أصبحت أسعار الأسمنت ومواد البناء ناراً. وقفز سعر طن الأسمنت من 900 إلي 1100 جنيه خلال أسبوع. نجد من يقول لنا إن القومية للأسمنت تخسر. كيف تخسر وعمالها أحفاد الفراعنة. ومحاسبوها أولاد عم أحمد زويل.. والوطن بكامله في حاجة للتعمير والبناء إلي أي شيكارة أسمنت تنتج تتلقفها فوراً أيدي عمالنا الأبرار الأحرار. ها هم عمال الشركة يواصلون إضرابهم لليوم الثاني عشر. صحيح أن الإضراب ليس هو حل الموضوع.. لكن ما لا يُدرَك كله. لا يترك كله.. عبدالمنعم الجمل. رئيس النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب أكد أن العمال حققوا إنتاجاً بزيادة 112% عن المستهدف العام الماضي.. إذن أين المشكلة؟!!.. يقول وعمالها يقولون: إن الشركة المكلفة بتطوير القومية للأسمنت وهي كانت محدداً لها 400 مليون جنيه تقريباً قفزت إلي ما يقرب من ملياري جنيه في عامين. وإذا بالتطوير يتحول إلي تخسير متعمد. ولم يتحرك المسئولون للمتابعة والحفاظ. علي المال العام. كما نشر في الزميلة "الأخبار" يوم الخميس الماضي 3/8. وإذا نسينا فلن ننسي تجربة طرة للأسمنت الماثلة أمام أعيننا.. شركة كان يعمل بها 3 أفران.. توقفت الآن جميع أفرانها عن العمل. الفرن الأخير توقف منذ 5 أشهر تقريباً.. أنا لا أعرف المستثمر الذي يشتري شركة كهذه حتي لو كانت تخسر.. هل وظيفته هي وقفها.. أم أن وظيفته زيادة إنتاجها. كي يكسب؟!.. ومنذ متي كان بيع الشركات يشمل الأرض. بحيث إن مستثمر طرة للأسمنت لا يهمه الإنتاج بقدر ما يهمه أنه يمتلك 250 فداناً هي الأرض التي تملكها الشركة. وسعرها يعادل ما دفعه فيها مئات المرات!! وماذا بعد؟!.. ماذا تنتظر الحكومة؟!.. وهل أجدبت العقول المصرية.. التي بنت الأهرامات أن تدير القومية للأسمنت. قبل أن تلحق بمثيلاتها.. ما يحدث في القومية للأسمنت "تخريب" ونحن في عهد البناء لا التخريب والمشروعات التي أنشأتها الدولة في عهد الرئيس السيسي خير شاهد علي أننا في عصر بناء لا تخريب!! لم يبق إلا أن نقول: لابد من الضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه أن يدمر لا يعمر.. ومصر والحمد لله غنية بالكفاءات.. بالمناسبة أين هو خالد بدوي؟!.. وما هو دوره؟!!