كان ندائي لأهل الجود والكرم ودعوتي لهم بألا يتخلوا عنه.. إنه الأب المعذب ر . ع . ي . صاحب رسالة "في مرمي الخطر" التي تناولتها في 24 يناير الماضي وكانت الاستغاثة رقم "3" التي تصلني منه خلال ثلاثة أشهر.. فهو مهدد بالطرد ودخول السجن لعجزه عن سداد إيجار الشقة التي يقطن فيها وابنه وابنته.. وتلقي من المالك المؤجر الإنذار الأخير إما الدفع أو تقديم إيصال الأمانة الذي حرره عليه للمحكمة!! .. و .. وعقب نشري الاستغاثة جاءتني مكالمة من الإسكندرية من فاعل خير دائم المشاركة معنا في التخفيف عن أصحاب الحاجات والغارمين أبدي فيها استعداده للتبرع بالمبلغ المطلوب لإنهاء أزمة "إيصال الأمانة" وأوصاني بتعجيل البشري له حتي يطمئن ويذهب عنه القلق!! عملت بالوصية وسارعت بترتيب لقاء بين صاحب المشكلة ومالك الشقة وحضر الاثنان إلي الجريدة ليتسلم المالك حقه في الإيجار المتأخر وبحسب قيمة التبرع التي رصدها فاعل الخير لانهاء الأزمة وقدرها 6300 جنيه.. وليسترد المستأجر إيصال الأمانة الذي كان يتهدده ويحصل علي إيصالات الشهور التسعة المتراكمة. الملفت أن طوال اللقاء ظل صاحب الشقة يعتذر لي عن أنه لجأ إلي تحرير إيصال أمانة علي المستأجر لضمان حقه خاصة أن الإيجار الذي يأتيه من هذه الشقة يعتمد عليه في مواجهة أعبائه المعيشية. ومضي يؤكد أنه لا يمانع أبداً في تجديد عقد الإيجار له ولفترات أطول لأنه وجد فيه نموذج الساكن المهذب والمحترم!! أما صاحب الرسالة فعلق قائلاً : رغم هذه الانفراجة التي أحمد الله عليها كثيراً لا أعرف كيف استطيع الانتظام في سداد ايجار الشقة فالأسباب التي أدت إلي تراكمه من قبل مازالت قائمة لذا أطمع أن أجد صاحب القلب الرحيم الذي يتحمل عني هذا البند الشهري وقدره "700 جنيه" وبغير ذلك سأتعثر من جديد في السداد.. وسأواجه التهديد بالطرد والمساءلة القانونية ولا لوم علي صاحب الشقة في أي اجراء يتخذه ضدي لضمان حقه!! المحررة : حقيقة بقدر سعادتي بأن الله جعلنا سبباً في تفريج كرب هذا الأب المثقل بالأعباء بقدر إنني لا أستطيع إخفاء دهشتي من هذا اليقين الذي ظل يملأ قلبه ومضت كلماته تؤكد عليه بأن أزمته مع إيصال الأمانة ستجد الإنفراجة في حال قيامنا بتبني مشكلته عبر الباب.. وقد كان!! .. ولعل البشري التي حملناها لصاحب رسالة "في مرمي الخطر" هي دعوة لكل مهموم بألا يفقد الأمل فمن يتوكل علي الله فهو حسبه المهم الأخذ بالأسباب تماماً مثلما فعل القارئ الكريم فقد قام ليزود عن أم ولديه وحبيبة قلبه بحسب وصفه لها من هذا المرض العنيد الذي تمكن منها. فبعد أن استنفد كل ما لديه من مال باع الشقة التي يقطنون بها وانتقل وأسرته لشقة بالإيجار وأمام تزايد فواتير العلاج والجراحات اتجه إلي الاقتراض من بنك ناصر الاجتماعي بضمان المعاش حتي لا يقصر تجاهها في شيء لكن إرادة الله سرعان ما نفدت لترحل شريكة العمر وليبدأ بعدها رحلة أخري لمواجهة الديون التي تراكمت عليه ومنها "إيجار الشقة"! .. ورغم أنه مصاب بانزلاق غضروفي قطني ولديه نسبة عجز 30% ويعاني من السكر نزله وهو من شرف علي الستين من عمره ليعمل بأحد الجراجات ليعمل بالساعة فما يتبقي من معاش "المبكر" قليل بعد استقطاع قيمة القروض المستحقة عليه ولديه ابنة وابن يدرسان الأولي طالبة جامعية والثاني بالثانوي العام.. لكل هذه تعقدت الظروف وتصاعدت الأزمة بينه وبين صاحب الشقة فكتب لنا ثلاث مرات لعل يصل صوته لأهل الخير.. ولم ييأس عندما تأخر الرد بل كان علي يقين أن الله لن يتركه وستكون هذه النافذة سبباً في إنتشاله من دائرة الضيق والقلق التي استبدت به خوفاً من الطرد والسجن تلك الأزمة التي إن تجاوزها اليوم بفضل الله ثم تجاوب فاعل الخير الكريم فإن أسبابها كما قال والحل ولو علي المدي القريب أن يجد من يتحمل عنه سداد إيجار الشقة إلي أن يحصل علي معاشه كاملاً وهذا لن يتحقق قبل خمس سنوات من الآن .. تري من؟