صاحب البيت الذي يهدد السكان بالطرد لعدم سداد الإيجار لا يكون دائماً عديم القلب مثلما يصفه البعض ولكنه غالباً يكون هو الآخر يعاني لهذا قام بتأجير شقته ليستفيد من دخلها وعندما يشاء القدر أن يكون المستأجر من المتعثرين قد يمهله شهراً أو اثنين ولكنه يبدأ في المطالبة بحقه لأنه في حاجة إليه. كثيراً ما يتردد علينا مثل هذه الحالات التي تأخر عليها الإيجار شهوراً وأمهلهم الملاك شهوراً حتي فاض بهم. نحرص عادة علي مساعدة مثل هذه الحالات لأنها تكون مساعدة مزدوجة للمالك والمستأجر "شوق محمد" استعانت بنا بعد أن منحها صاحب الشقة مهلة أسبوعا واحدا فقط للسداد أو البحث عن مكان آخر. لم نتمكن من تدبير ولو جزء من متأخر الإيجار الذي وصل إلي 7 شهور لأن زوجها أصيب بفشل كلوي وتقرر له نقل دم مع كل جلسة غسيل في الوقت الذي انقطع دخلهما بعد توقف نشاطهما في تصنيع وبيع منتجات الألبان لعدم وجود رأسمال. بعد نشر محنتها سدد اثنان من فاعلي الخير إيجارها المتأخر وبقي أن نجد من يعينها برأسمال تستأنف من خلاله نشاطها وتكمل المشوار مع زوجها المريض وأطفالها الثلاثة. أما دعاء محمد فقد هجرها زوجها منذ حوالي عشرة شهور ولجأت للقضاء للحصول علي نفقة ولم يصدر فيها الحكم. بحثت عن عمل بمؤهلها المتوسط أو بدونه فلم تجد في الوقت الذي تراكم عليها إيجار الشقة ونفد صبر صاحب البيت عليها. نشرنا قصتها فتعاطفت معها سيدة كريمة سددت منها متأخر الإيجار ووعدتها بتوفير فرصة عمل تناسبها حتي تؤدي رسالتها تجاه أولادها الثلاثة.