تعاني فئة من الشباب المقبل علي الزواج من عقبات كثيرة وهم في طريقهم لتجهيز عش الزوجية من تأجير للمسكن وتجهيزه حيث أصبحت السلع المعمرة الآن من الضروريات وليست من الكماليات كما كانت في الماضي مثل البوتاجاز والسخانات خاصة الكهربائية والتي تستهلك فاتورة مغالي فيها والغسالات "الفول أوتوماتيك" و"الهاف أوتوماتيك" وذلك بعد أن أصبحت الفتاة بعد الزواج تتمسك بعملها من جهة لإثبات شخصيتها والاعتزاز بدورها الإيجابي بجانب زوجها في حياتهما الزوجية. أكد "شريف رمضان" موظف بشكة ويستعد للزواج أنه لا يستطيع حل المعادلة الصعبة التي تتمثل في راتبه البسيط واحتياجاته التي يجب أن يوفرها لسكن الزوجية خاصة أنه في البداية رأي بادرة أمل في انتشار تلك المعارض ولكنه عندما قام بزيارتها اكتشف بأنها لا تفي بالغرض المقامة من أجله حيث يتم الإعلان عن سلع رخيصة وفي متناول الجميع ولكنها في أغلب الأحيان كماليات مثل التوستر والمكواة الكهربائية ولكن السلع المعمرة مثل الغسالة والمكنسة الكهربائية وخلافه تعرض بأسعار مغالي فيها إذا كانت ستسدد بالقسط ولذلك اضطر للبحث عن عمل إضافي بجانب وظيفته حتي يستطيع توفير ما يلزمه من سلع لابد من تواجدها. أضاف "محمد بشير" موظف أن أغلب الشركات الآن تقوم بخدمة موظفيها بتجهيز معارض لبيع تلك السلع وبأسعار مناسبة ولكنها شأن تلك المعارض أيضاً يكون السعر مضاعفاً للقسط مما يضع الموظف في حيرة من أمره فهو بين نارين من ناحية لا يستطيع الاستغناء عن راتبه بأكمله كقسط لمشترواته. أكدت "نبيلة السيد" أنها مخطوبة منذ ثلاث سنوات وبالرغم من أنها تساعد خطيبها في تجهيز عش الزوجية إلا أنهما عانا الأمرَّين في شراء السلع الضرورية مثل الثلاجة والبوتاجاز ولم يستطيعا إكمال ثمنها وقامت عائلتها بمساعدتهما لإتمام زفافهما في موعده. أشارت "مني أحمد" مدرسة إلي أن الموظف مظلوم لأن راتبه ضعيف ولا يستطيع توفير احتياجاته لذلك لجأت مع مجموعة من صديقاتها لعمل "جمعية" تسدد شهرياً وتحصل عليها من هي في احتياج أكثر لها ولذلك تمكنت من شراء كل ما نحتاجه ولكنها مازالت إلي الآن تسدد في أقساط الجمعية وتضيف بأن تسديدها لتلك الجمعية بالرغم من أنه يستنزف كل راتبها ولكنه أرحم لأنه بدون فوائد ولكن الصعوبة عندما تتزوج لأنها ستكون في أشد الحاجة لمرتبها لمساعدة زوجها في أعباء الحياة والتي تتزايد بصورة مخيفة. أضاف "محمد إبراهيم" أنه عمل علي فترتين كي يتمكن من تجهيز عش الزوجية ولذلك لم يستمتع فترة خطبته حيث إنه من المقرر إتمام الزواج في عيد الأضحي وبالرغم من مساعدة خطيبته له إلا أنه في بعض الأحيان يجد نفسه في ضائقة مادية ويؤكد أن الشباب مظلوم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة لذلك يلجأ معظمه للسفر أملاً في الحصول علي فرصة عمل توفر له راتباً كبيراً يستطيع معه تكوين نفسه والزواج بيسر. أكد "أحمد عبدالحليم" فرد أمن بأحد الأندية بأنه لابد وأن يراعي المسئولون عن تلك المعارض بأن أغلب المشترين من الشباب الذي لايملك سوي راتبه الضئيل وتفعيلاً لمبدأ التكافل الاجتماعي لابد أن يضعوا هامش ربح معقولاً لهم ووقتها ستكون أسعار تلك السلع مناسبة للجميع ولكن للأسف الجميع يريد الثراء سريعاً وحتي لو كان علي حساب الغير لذلك أصبحت تلك المعارض خالية من الزبائن وأصبح الإعلان عن النقسيط في السلع المعروضة كأنه دخان في الهواء بعد أن فقد مصداقيته للفوائد الكبيرة التي يضعونها علي التقسيط وكأنهم يعاقبون من يريدون الشراء بالقسط. أضافت "وفاء السيد" بأن ارتفاع أثمان تلك السلع الضورية ليست مقصورة فقط علي السلع المستوردة ولكنها أيضاً علي السلع المصرية التي لابد وأن تكون في متناول الجميع فمن حق أي شاب أو فتاة يؤثث منزلاً أن يشتري تلك السلع الضرورية لأنها أصبحت أساسية في كل نزل وليست سلفاً كمالية فمن غير المعقول أن يتجاوز ثمن البوتاجاز المستورد ثلاثة آلاف جنيه وبالرغم من ذلك فإن نظيره المصري يتراوح من 500 إلي 1000 جنيه.. ولكن بالرغم من انخفاض السعر بنسبة كبيرة إلا أن معظم الشباب لا يستطيعون أيضاً شراءه ويضطرون للشراء بالقسط الذي يستنزف منهم أموالاً طائلة. أضاف "نجيب أدهم" أنه صاحب محل بيع تلك السلع في إحدي المناطق الشعبية ولأنه يعلم تماماً ظروف الشباب فهو يبيع معظم السلع بسعر الجملة مع هامش ربح بسيط ولذلك يلجأ إليه الكثير خاصة العرائس للشراء منه وعنده نظام تقسيط ولكن بفائدة قليلة ويفضل البيع لأبناء منطقته لأنه يعرفهم كي يضمن حقه خاصة أنه لايطالبهم بأوراق أو ضمانات سوي صورة البطاقة الشخصية فقط وذلك لإثبات حقه وأضاف أن المناطق الشعبية تتميز بأن جميع الأهالي فيها متعارفين ومتعاونين والكل يساعد بعضه ويقف بجوار أي شخص في محنتة وهناك كبير للمنطقة يتم اللجوء إليه إذا حدثت أية مشكلة ولذلك فهو يبيع وهو مطمئن بأنه سيحصل علي حقه وأن هناك من سيسانده إذا وقع في مشكلة مع أحد. أجمع معظم الشباب خاصة الفتيات أنه لابد أن يكون للجمعيات الأهلية دور إيجابي وفعال لمساعدة المقبلين علي الزواج بتوفير احتياجاتهم في مقابل قيام الشباب التعامل مع الجمعية في تسديد أثمان أو أقساط السلع التي قاموا بشرائها.