مفاجآت مدوية من العيار الثقيل شهدتها مباريات الدوري العام لكرة القدم في الفترة الأخيرة.. بدأت بانتفاضة فريق مصر المقاصة ضد قطبي الكرة المصرية العملاقين الأهلي والزمالك عندما تفوق عليهما بالفوز بثلاثية في مرمي كل منهما.. وفي الوقت الذي راودت جماهير الزمالك آمال عريضة في إمكانية نجاح المارد الأبيض في استثمار السقوط المفاجئ لمنافسه التقليدي واللدود المارد الأحمر وذلك من خلال تحقيق الفوز علي الاسماعيلي متصدر المسابقة ليكون نقطة انطلاق جديدة يعود عن طريقها لاستعادة توازنه ولغة الانتصارات والاقتراب خطوة نحو المربع الذهبي لأندية القمة بالمسابقة. وحدث ما لم يكن متوقعاً وأخفق الزمالك في ا ستثمار هذه الفرصة.. وخسر الفريق أمام دراويش الاسماعيلي بهدف نظيف لمهاجمه كالديرون الكولومبي.. وكانت هذه الهزيمة بمثابة المسمار الأخير في نعش المدرب نيبوشا المدير الفني للزمالك والذي لم يعد هناك بديل عن رحيله من القلعة البيضاء للبطولات بعد إخفاقه في اثبات وجوده وبناء فريق قوي ومنظم ومنضبط جماعياً وفردياً يليق بالمارد الأبيض وطموحات جماهيره في المنافسة علي البطولات والصعود لمنصات التتويج. وامتدت غرائب الدوري إلي السقوط المدوي والمفاجئ لفريق المقاصة قاهر القطبين عندما سحقه نادي النصر الصاعد هذا الموسم للعب مع الكبار في دوري الأضواء والشهرة برباعية مزيكا تلاعب خلالها نجوم النصر بوصيف الدوري الموسم الماضي حيث كان في مقدورهم زيادة غلة الأهداف إلي نصف دستة علي أقل تقدير. النصر حقق هذا الفوز الكاسح عن جدارة واستحقاق نتيجة لتألق نجومه وقدرتهم علي اختراق وكشف الثغرات في دفاع المقاصة المفتوح علي مصراعيه كالشوارع بلا ضابط أو رابط حتي ان عماد سليمان المدير الفني للفريق وقف عاجزاً مع لاعبيه في إيقاف هذا الطوفان النصراوي بقيادة مدربه السيد عيد.. بينما كان من أهم أسباب سقوط المقاصة ان تفوقهم علي القطبين إصاب لاعبيه بحالة من الغرور وهو ما أفقدهم أهم عوامل الفوز ألا وهو احترام المنافس.. فاللاعب عندما يحترم منافسه فهو يبذل أقصي ما لديهم من جهد بجانب التسلح بأعلي درجات التركيز وبإرادة الفوز وهو ما يؤهله في النهاية للوصول لهدفه في المباراة بحصد نقاطها ونفس الكلام ينطبق علي سموحة أمام الأسيوطي الصاعد. النادي الاسماعيلي برازيل مصر وأفريقيا أصبح المستفيد الأوحد من تلك الغرائب الكروية فقد جاء فوزه علي الزمالك بعد خسارة الأهلي من المقاصة بمثابة دفعة معنوية بل وحسابية كبيرة للاعبيه ومدربهم الفرنسي الكفء ديسابر بأن من حقهم التمسك ليس بحلم المنافسة علي درع الدوري هذا الموسم بل والفوز به.. ولِمَ لا.. فالأهلي المرشح الأول للبطولة سقط أمام المقاصة بثلاثية.. كما ان الحديث عن ان المارد الأحمر بات الأقرب للدرع كلام مبالغ فيه بدليل التعادل مع طنطا كما لم يمض من عمر المسابقة نصفها هذا من ناحية.. ومن ناحية أخري سنجد ان دراويش الاسماعيلي أحد أضلاع مثلث القمة للكرة المصرية مع القطبين استعاد هذا الموسم الكثير من بريقه وقوته ونشاطه بعد تدعيم صفوفه بنخبة مميزة من اللاعبين بالإضافة إلي نجاح ديسابر المدرب الفرنسي استطاع ان يحقق الاستقرار الفني للفريق من خلال الوصول للتشكيلة المثالية التي أعادت لبرازيل مصر الحيوية والنشاط والايجابية الهجومية والصلابة الدفاعية بقيادة نجومه كالديرون وإبراهيم حسن وحسني عبدربه والحارس الموهوب محمد عواد إلي آخر تلك المجموعة من اللاعبين الموهوبين المخصلين الذين نجحوا ببراعة في اعتلاء قمة الدوري نتيجة لإرادتهم وروحهم القتالية العالية في الملعب وإصرارهم علي استعادة أمجاد الدراويش وإسعاد الجماهير. قاد هذا النيولوك لدراويش الاسماعيلي الفريق لتطور الأداء العام جماعياً وفردياً فتوالت الانتصارات ليتصدروا مشهد الكرة المصرية عن جدارة بمستوي فني وبدني وتكتيكي رائع ومقنع كانت محصلته سلسلة من الانتصارات المهمة والمؤثرة مع المنافسين علي القمة ليصبح من حق نجوم الاسماعيلي التمسك بحلم الفوز بالدوري مهما كانت التحديات وقوة وخطورة منافسيهم وفي مقدمتهم بالطبع القطبان العملاقان الأهلي والزمالك.