إذا كنت من عشاق الموالد الشعبية لأولياء الله الصالحين أو تابعتهم في أحد الأفلام أو المسلسلات وستجد أن الوضع لا يختلف كثيراً عن إنتخابات مجلس الشعب والشوري القادمة بالإسكندية فهي مولد وصاحبة غايب حتي الآن. ما بين من يقوم بالذكر في حلقات دينيه أو من يركب المراجيح أو يضرب "بمب" أو يمشي في المولد علي غير هدي. المهم أنه يغير جو أو من يشارك في المولد من أجل النشل وسرقة الآخريين وهكذا انتخابات الثغر.. الجهاز التنفيذي بداية "مهلهل" ويسقط صريع الخلافات الداخلية ما بين المحافظ ونائبه أو السكرتير العام ونائب المحافظ والموظفين تائهين ورؤساء الأحياء يقضون اليوم بيومه ولا أحد يعلم ما هي إستعدادت المحافظة للانتخابات ولا يعلم حتي المحافظ من هم أقوي المرشحين ولا يختلف الحال كثيراً بالنسبة لمديرية أمن الإسكندرية المسئولة عن تأمين الانتخابات فمدير أمن الإسكندرية اللواء "خالد غرابه" يبحث عن شرطة مجتمعية لتأمين الشوارع وأقسام الشرطة تارة ثم يعود ليبحث عن الجماعة السلفية لتؤمنه وتؤمن مديرية الأمن تاره أخري. ولأول مرة الأمن يفتح ذراعيه للتيارات الإسلامية بحثاً عن الحماية فما بالكم بحماية الانتخابات وصناديقها بالمناطق الشعبية أو العشوائية بالتأكيد مهزلة.. ونعود للانتخابات بذاتها والإستعداد لها.. أحزاب الإسكندريةالجديدة والغالبية العظمي منها منبثقة من رحم الحزب الوطني المنحل موقفها غايه في الغرابة فالمفروض أنها مشهرة علي مستوي جميع محافظات مصر ولكنك تفاجأ أنها غير معروفة حتي علي مستوي أحياء الإسكندرية فما بالك بالمحافظات.. فكل حزب أعلن عن تأسيسه أو إشهاره بلافتات يحرص فيها مؤسس الحزب ورئيسه علي البحث عن الشهرة لنفسه أكثر من حزبه. ونجد أن بداية اللافتات تكون للدعوة للحزب ثم التأكيد علي انه بحمد الله تم تأسيسه لتختلف اللغة الإعلانية للافتات متجهة إلي الأسلوب الديني سواء بالتمسح بالجماعة الصوفية أو للتيار السلفي دون أن تعرف للحزب السكندري توجهاً معروفاً. والمؤسف والمبكي في آن واحد هو ان الحزب السكندري إن عرف في شرق الإسكندرية فإن لا أحد يعرفه في غربها وغير قادر علي إقامة مؤتمرات حاشدة حتي ولو للبلطجية في دوائر وأقسام الإسكندرية ونسمع عن قيامه بإصدار صحف تتحدث عنه بينما المواطن السكندري نفسه لا يعرفه فما بالكم بالعملية الانتخابية التي ستشمل جميع دوائر الإسكندرية. بالرغم من كل ذلك فالاحزاب السكندرية تعد عدتها للمشاركة في الانتخابات حتي ولو مؤسسيها ولا أمل بالنجاح بقدر أن الأمل في شهرة إنتخابية قد تعود علي الحزب السكندريي أن إستمر بالنجاح في الدورة البرلمانية بعد القادمة أي بعد أربع أو خمس سنوات.. وتأتي للأحزاب القديمة التي عاشرت الحزب الوطني المنحل سنين عمره وإدعت طوال السنوات الماضية أن الحزب يحجبها عن الحياة السياسية والنجاح الانتخابي مثل التجمع والأحرار والوفد والأحدث كالجبهة والغد وغيرها. ..هذه الأحزاب ومرشحوها تعتمد إعتماداً كليا وجزئياً علي تحالف قيادتها في القوائم الموحدة مع الإخوان المسلمين والتيار الأسلامي ما بين الوسط والسلف والصوفيين وغيرها من أسماء متعددة لأحزاب دينية نطلق عليها مجازاً التيار الإسلامي لأنه بغير ذلك لن يشاهد أي مرشح للأحزاب القديمة نور النجاح الانتخابي في عيينه لأسباب عديدة أولها أن أغلبهم وجوه محروقه خاضت العديد من الانتخابات ولم توفق بالنجاح بالاضافة إلي نقص الدعم المادي لدي المرشحين وأحزابهم ولعل الأهم هو إتساع الدوائر الانتخابية وشعبية هذه الأحزاب ورقية وليست شعبية جماهيرية في مختلف الدوائر خاصة في غرب الإسكندرية. بذلك يكون الأمل الفعلي للأحزاب القديمة هي القائمة لينالوا أصوات الاخوان والسلف والتيار الاسلامي. نعود للقوي الموجودة علي الساحة بالفعل وهم أعضاء الحزب الوطني السابقين ولكن أعضاء الحزب من أصحاب رأس المال والأسماء المعروفة لن يشاركوا في الانتخابات القادمة خاصة "خالد خيري" و "محمد مصيحلي" و"عبدالمنعم راغب" و"سعداوي ضيف الله" و"الصافي عبدالعال" وغيرهم ربما خوفا من إئتلافات الشباب أو لأنهم لم ينضموا لأي احزاب حتي الآن وربما تكون جماعة الاخوان المسلمين علي وجه التحديد تضع نصب عينها أسماء محددة من أعضاء الحزب الوطني لن تسمح بخوضهم الانتخابات بأي وسيلة.. ولكن هذا لا يمنع أن هناك أحزاباً عديدة إنضم لها أعضاء الحزب المنحل من الصف الثاني والثالث ويعتزمون خوض الانتخابات علي القوائم الفردية معتمدين علي وجود أعضاء للحزب في جميع الدوائر ليقوموا بالدعاية لهم. عموماً هي مغامرة مكلفة مادياً من أجل الدعاية في جميع الدوائر ومن الصعب أن يقوم عضو الحزب الوطني السابق بتنظيم مؤتمرات جماهيرية لأنه سيعرض نفسه للهجوم والبلطجة وبالتالي سيعتمد علي جولات إنتخابية مكثفة وهي مسألة مرهقة لاتساع الدوائر الانتخابية وسيعتمد مرشح الوطني المنحل علي اللافتات الدعائية والتي سيتم تمزيقها من قبل المنافسين .. ولكن الأهم هو ان مرشح الحزب الوطني المنحل لا يضمن ولاء زملائه السابقين له أورغبتهم في معاونته وبالرغم من ذلك فهناك العديد من أعضاء الحزب الوطني يسعون لخوض الانتخابات بجدية سواء من خلال حزب أو علي القائمة الفردية ضاربين عرض الحائط بما يمكن أن يتعرضوا له. أخيراً نأتي للقوة الضاربة بالفعل في انتخابات مجلسي الشعب أو الشوري ويعد عملية تقسيم الدوائر الانتخابية بهذا الاتساع بالاسكندرية وكأنها صنعت خصيصا من أجلهم وهم حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين وهم سيخوضون الانتخابات بالقائمة وجماعة الاخوان المسلمين والتي ستخوض الانتخابات علي المقاعد الفردية وهو ما يفكر فيه أيضا الجماعة السلفية. والحق يقال ان القوتين تمارس نفس الخطوات التي كان يسير عليها الحزب الوطني من دعاية انتخابية مستقرة وجمع بطاقات انتخابية من حملات طرق الأبواب لتطعيم الأطفال بمنازلهم بعد الحصول علي الرقم القومي لكل أسرة. والقوافل الطبية بالمناطق العشوائية والشعبية وحملات التبرع بالدم وتوزيع صنادق الخبز والاعانات الشهرية وصرف المعاشات بالمنازل وغيرها والقوتين تتصارعان في كل منطقة بخلاف التحكم بالمساجد فأصبح قبل ان تصلي في كل مسجد تسأل عما إذا كان المسجد سلفياً أو أخوانياً أو يتبع الأوقاف.. وكل مسجد يوجه المصلين سياسياً من خلال خطبة الجمعة وحسب توجهات شيخ المسجد والحزب التابع له.. كما أن المساجد أصبحت في حد ذاتها دعاية إنتخابية وكل هذا غير متوفر لباقي الأحزاب قديمة أو حديثة وكلاً من السلف والاخوان يملكان رأس المال بغزارة يحسدان عليها وتفوق ما كان يملكه الحزب الوطني المنحل.. كما يملكان ايضا فرق خاصة لحمايتهم سواء في المؤتمرات واللقاءات والتجمعات وغيرها حتي وصل الأمر ان السلف تحمي الشرطة نفسها.. بينما الإخوان تبتعد عن هذه المنطقة وأيضا هذه النوعية من الحماية والقدرة علي الإلتحام بمثيري الشغب غير متوفرة لباقي الأحزاب. وبالتالي أصبح الوضع الحالي بالإسكندرية هو أن أي مرشح يعتزم خوض الانتخابات سواء من خلال القائمة أو الفردي عليه الاستئذان من سلف المنطقة ثم الاخوان وهكذا بكل دائرة خوفاً من الالتحام بهم أو التعدي علي مناطقهم وأحيانا لطلب الحماية. انتخابات الإسكندرية محسومة مقدماً لصالح التيار الإسلامي والفئات سيكون للأحزاب سواء في القائمة أو الفردي ولا أمل لأعضاء الحزب الوطني المنحل بصورة فعليه ومن يخوض منهم الانتخابات بعيداً عن القائمة وحزب يحميه علي أمل النجاح فإنه يغامر بنفسه وبماله.