الوصول إلي كأس العالم بروسيا كانت له أسباب عديدة.. ليست فقط حالة المنتخبات المنافسة.. وإنما الأهم هو وجود نخبة من اللاعبين المتميزين خلقاً وفناً وموهبة.. يتحلون بروح احترافية رائعة.. ولديهم ثقة في النفس بأنهم لا يقلون أهمية عن كبار نجوم العالم.. فالعامل النفسي أساس بناء شخصية أي لاعب دولي.. من هنا نقول إن وجود كوكبة من النجوم المصريين المحترفين في أوروبا.. خصوصاً في انجلترا جعلهم أصحاب حنكة وخبرة أفادت المنتخب.. وأقصد بذلك محمد صلاح ومحمد النني وأحمد حجازي ورمضان صبحي وأحمد المحمدي.. فضلاً عن وجود كوكبة أخري تلعب في الدوريات الأوروبية والعربية الأخري مثل تريزيجيه ومحمد عبدالشافي وكهربا والحضري ومصطفي فتحي. وبالتأكيد يعد محمد صلاح هو نجم الجيل الحالي بأدائه رفيع المستوي مع ليفربول حالياً.. وروما وبازل سابقاً.. والأهم مع منتخب مصر.. وأجمل ما في الأمر أنه يجمع بين الموهبة والأخلاق الرائعة.. ولم نر منه أي تعال أو غرور في تصرفاته.. واللافت للنظر حقاً أنه مازال راغباً في تطوير نفسه وقدراته.. ومازال لديه حالة من الشغف وحب جارف للكرة وطموحه بلا حدود.. علماً بأنه أغلي لاعب عربي وأفريقي حالياً وعمره "25 عاما".. وبمشيئة الله لديه الفرصة لتحقيق إنجازات عدة في المستقبل القريب والبعيد. محمد صلاح مع ليفربول سجل 8 أهداف من 13 مباراة رسمية شارك فيها.. وصار أحد أهم اللاعبين في البريمرليج هذا الموسم.. ويظهر دائماً في القوائم المثالية في كل بطولة يشارك فيها.. آخرها وجوده في التشكيلة المثالية لنجوم تصفيات المونديال من كل القارات.. ونتوقع له بإذن الله الظهور ضمن كوكبة أفضل لاعبي الدوري الانجليزي لهذا الموسم. محمد صلاح نموذج رائع لأي ناشئ صاعد في كرة القدم.. في رأيي الشخصي إنجازه الأكبر هو إصراره علي تحقيق حلمه باللعب في أوروبا.. وليس اللعب للأهلي أو الزمالك.. وهو حلم لكل لاعب من براعم الكرة حالياً.. فصلاح بهذا ضرب بكل التقاليد البالية المتعارف عليها عرض الحائط.. فاللعب للقطبين ليس هو في الحقيقة الحلم الأكبر.. فطموحه كان أكبر.. والنتيجة هي أن كل أندية العالم الكبري صارت تخطب وده متمنية أن يكون ضمن صفوفها.. وبالمناسبة كاد أحمد حسام ميدو يحقق مثل هذه المكانة الرفيعة التي نالها صلاح.. وهو كان يستحق لولا انشغاله بأمور غير كروية خلال مشواره الطويل في أوروبا بعد انطلاقة رائعة له مع جنت ثم مارسيليا وأياكس الهولندي.. وميدو خرج مثل صلاح مبكراً للملاعب الأوروبية وصار من مشاهيرها في فترة ليست بالقصيرة.. إلا أن صلاح بصماته أكثر وضوحاً وقوة حتي صار صاحب أفضل مسيرة دولية واحترافية في تاريخ الكرة المصرية. محمد صلاح.. ما أروعك.. التحية لك.. وننتظر منك تألقاً تاريخياً مع زملائك في مونديال روسيا.. وإنا لمتفائلون.