جلال الشافعى "الموهبة" وحدها كانت همزة الوصل بينه وبين جماهير كرة القدم، لأنها لا تتفاعل إلا مع "اللعبة الحلوة"، فصاروا ينتظرون وصول الكرة إلى قدمه حتى يمتعهم وينتزع آهاتهم بالمهارة والمراوغة والقدرة على تسجيل أجمل الأهداف. فى وقت قصير، نجح فى تحويل واجهة الجماهير المصرية إلى سويسرا، ذلك البلد الأوروبى الذى لم يعرف عنه المصريون الكثير، لكنهم باتوا حريصين على متابعة مبارياته أولا بأول، بعد أن صار أحد أهم سفراء الكرة المصرية فى الدورى السويسرى. هو محمد صلاح نجم منتخب مصر ونادى بازل السويسرى والملقب ب "ميسى" المصرى.. خرج من نادى المقاولون العرب ليسطر مجدا جديدا داخل الملاعب الأوروبية، من خلال ناديه السويسرى، بل إنه يجهز العدة للانضمام إلى الدورى الإنجليزى.. وعلى الرغم من الحزن الذى ظهر على وجهه فى حواره ل «الأهرام العربى» عندما تحدث عن فشل المنتخب فى الصعود إلى كأس العالم بالبرازيل، فإن فرحته الكبرى كانت بدخوله «عش الزوجية» ليكون أجمل حدث بالنسبة له مع نهاية عام 2013.. والسطور التالية تكشف عن الكثير داخل جعبة "ميسى المصرى". - دعنى أبدأ معك بسؤال يشغل جماهير كرة القدم فى مصر، إلى أى مدى وصلت المفاوضات مع نادى ليفربول الإنجليزى؟ المفاوضات لم تصل إلى المرحلة النهائية، لذلك لا أستطيع أن أجزم بانتقالى إلى ليفربول، لأنه ربما قد تتوقف المفاوضات فى اللحظات الأخيرة، وبالتالى ستتغير وجهتى إلى ناد آخر، أو أستمر مع بازل حتى نهاية الموسم. - هل أنت متأكد من موافقة مسئولى بازل على رحيلك خلال فترة الانتقالات الشتوية؟ إدارة النادى تتمنى استمرارى مع الفريق حتى نهاية الموسم، رغبة منها فى المنافسة على بطولتى الدورى والكأس، بالإضافة إلى بطولة الاتحاد الأوربي، لكن لدى أمل كبير فى موافقتهم على عرض ليفربول، وأعتقد أن خروج الفريق من بطولة دورى أبطال أوروبا سيكون له دور كبير فى تسهيل الأمر وموافقة إدارة النادى على رحيلى. - هل ستشعر أنك حققت كل طموحاتك مع كرة القدم، حال انتقالك إلى ليفربول؟ ليفربول واحد من أكبر الأندية فى العالم، ويضم مجموعة على أعلى مستوى، مثل جيرارد وسيوارزى وغيرهم، بالإضافة إلى أنه ينافس بقوة على لقب الدورى الإنجليزى أحد أقوى الدوريات الأوروبية، وبالتالى فإن الانتقال إلى ناد بحجم ليفربول هو حلم لأى لاعب، لكن على المستوى الشخصى، فإن طموحى مع كرة القدم ليس له حدود، ودائما أحلم بأن أكون أفضل وأرفض الاستسلام، ولا أخشى اللعب مع أى أحد، لأننى أثق فى نفسى كثيرا، وهذا سر النجاح وليس عيبا أن أحلم بالوجود فى أحسن فريق فى العالم ، وإذا لم أحلم وأسع لتحقيق الحلم فلن يكون لى وجود. - هل طلبت منك إدارة بازل ترشيح لاعب آخر بديلا لك فى حالة رحيلك؟ فعلا، طلبت منى إدارة النادى ترشيح لاعب مصرى للتعاقد معه فى حالة رحيلى عن النادى، وقمت بترشيح أكثر من لاعب. - وما الأسماء التى رشحتها للعب فى بازل؟ عفوا، لا أرغب فى الكشف عن أسمائهم فى الوقت الحالى، لكنى أناشد الأندية المصرية أن تمنح لاعبيها فرصة الاحتراف الخارجى، وعدم المبالغة فى طلب المقابل المادى وإعطاء الفرص لكل اللاعبين، سواء للعب فى بازل أم لأى ناد آخر، لأن مصر مليئة بالمواهب القادرة على التألق فى الملاعب الأوروبية. - أنت معرض للسفر إلى إسرئيل مرة أخرى، بعد وقوع بازل فى مواجهة مع مكابى بالدورى الأوروبى.. فما تعليقك على هذه المواجهة خصوصا أن محاولة رفضك السفر فى المواجهة الأولى بدورى الأبطال كانت ستعرضك للعقوبة؟ يبدو أننى موعود بمواجهة هذا الفريق، ويبدو أيضا أن اللعب أمام مكابى هو قدرى، فلا يتخيل أحد أننا سنواجه هذا الفريق مرة أخرى هذا الموسم، أما بالنسبة لمشاركتى فى المباراة من عدمه فهذا يتوقف على استمرارى مع الفريق خلال الفترة الحالية، وأنا عن نفسى لا أتمنى السفر إلى إسرائيل مرة أخرى، لأن الأيام القليلة التى أقضيها هناك مع فريقى تكون من أصعب أيام حياتى، أما على المستوى الفنى للفريق الصهيونى، فهو منافس سهل، أعتقد أننا سنفوز عليه بسهولة. - كيف ترى فرص بازل فى الدورى الأوروبى، خصوصا بعد خروجه من دورى أبطال أوروبا؟ أداء بازل فى البطولة، يؤكد أن الفريق قادر على المنافسة على اللقب وأنه من الفرق المرشحة وبقوة للفوز بالبطولة، كما أن بازل يحظى باحترام جميع الأندية التى تواجهه سواء فى هذه البطولة أم بطولة دورى الأبطال، فقد أصبح الفريق يحظى بمكانه كبيرة ويمتلك لاعبين على أعلى مستوى . - ظهرت بمستوى رائع مع فريق بازل، حتى حصلت على جائزة اللاعب الذهبى فى سويسرا.. ما شعورك بعد الفوز بهذه الجائزة؟ أشعر بالفخر والسعادة وأشكر كل فرد ساعدنى فى تحقيق هذا الجائزة الذى أعتبرها وساما على صدري، والدفعة المعنوية الكبرى فى مواصلة مسيرتى بالملاعب الأوروبية، كما أنها تعتبر الحافز لتحقيق ما هو أفضل من أداء ونتائج خلال الفترة المقبلة سواء مع فريق بازل أم أى فريق آخر، وتحملنى مسئولية كبرى تجاه منتخب مصر. - هل صحيح أن نادى الزمالك رفض التعاقد معك قبل احترافك فى بازل؟ بالفعل.. فاوضنى نادى الزمالك عبر أحد وكلاء اللاعبين قبل تعاقدى مع بازل مباشرة، إلا أن ممدوح عباس رئيس النادى فى ذلك الوقت قال إننى لا أصلح لاعب كرة قدم، وفشلت المفاوضات.. والحمد لله كان ذلك سبباً فى إتمام تعاقدى مع بازل وانطلاقى نحو العالمية. - بالطبع هناك اختلافات كبيرة بين الدورى المصرى والدورى السويسرى، كيف ترى هذه الفروق؟ هناك فروق كثيرة بين البطولتين، وهى بالتأكيد تصب فى صالح الدورى السويسرى، أهمها النظام فجدول المسابقات منتظم بلا تأجيلات، كما يحدث فى مصر، وهذا يعطى للأجهزة الفنية فى الأندية فرصة وضع برامج الإعداد بشكل جيد، ولا مجال للعواطف أو الاستهتار هناك، وهذا الأمر لا يختلف ما بين ناد كبير وآخر صغير، وهو ما يجعلهم يتفقوا علينا برغم أننا نمتلك قدرات فنية أفضل منهم ولكن للأسف دون جدوي. كيف تقضى يومك فى سويسرا.. وهل تأقلمت على العيش هناك بسهولة؟ كان التعايش فى بلد آخر صعبا بل قاس فى البداية، وكنت فى بداية احترافى، تقتصر تحركاتى على الذهاب إلى النادى و«الجيم» والتردد على المطاعم اللبنانية فقط، وهذا كان لأسباب كثيرة، منها انخفاض درجة الحرارة، كما أنى لا أجيد فنون الطهو على الإطلاق، لدرجة أننى لا أستطيع عمل "كوب شاى"، لكن حاليا الوضع اختلف تماما لأنى أصبحت طباخا ماهرا يعتمد على نفسه فى إعداد الطعام، بالإضافة إلى وجود زميلى محمد الننى ومحمود كهربا معى، وهو ما ساعدنى على زيادة حركتى بشكل أكبر، حيث اعتاد الننى على "عزومتنا" باستمرار. - كيف يرى الشارع السويسرى الوضع الراهن فى مصر؟ الشارع السويسرى يتابع الأحداث مثل أى شعب فى العالم، وبصراحة أنا لم أتطرق للحديث مع أى شخص حول الأوضاع فى مصر، وعندما أتحدث عن مصر أتحدث فقط على بلدى الذى يمتلك أول حضارة فى العالم وأنها بلد الأمن والأمان، وفخرى الكبير بأنى مصرى، هذا بالإضافة إلى أننى "ماليش فى السياسة". هل معنى ذلك أنك لا تتابع الأحداث السياسية فى مصر؟ أنا لاعب كرة قدم ولست رجل سياسية، لذلك أتابع الأحداث مثل أى شخص يعيش فى الغربة يريد الاطمئنان على بلده فقط لا غير، يحزن عندما يسمع خبراً سيئاً ويفرح عندما يسمع خبرا سعيدا، ومتابعتى للأحداث فى مصر للاطمئنان على بلدى فقط. - ننتقل للحديث عن منتخب مصر، ترى ماسبب تراجع مستوى المنتخب فى الفترة الأخيرة، والخسارة الفادحة أمام منتخب غانا، مما تسبب فى ضياع حلم الصعود إلى مونديال 2014 بالبرازيل ؟ دعنا فى البداية نعترف بأن المنتخب الغانى منتخب كبير، ويمتلك مجموعة كبيرة من اللاعبين يلعبون فى أكبر الأندية الأوروبية، فى المقابل فإن النشاط الكروى فى مصر متوقف منذ فترة، بالإضافة إلى قلة عدد اللاعبين المحترفين فى مصر، أما بالنسبة لمستوى المنتخب بشكل عام، فإن الأوضاع الأمنية حالت دون خوض مباريات ودية قوية، وتنظيم معسكرات إعداد. - كيف ترى اختيار شوقى غريب لمنصب المدير الفنى للمنتخب؟ أرى أنه اختيار موفق، فالكابتن شوقى غريب يتمتع بخبرة كبيرة بالإضافة إلى أنه أكثر مدرب فى مصر تعايش مع المنتخب قبل تولي مستر برادلى المسئولية، كونه كان المدرب العام للمنتخب مع الكابتن حسن شحاتة لمدة ست سنوات ويعلم كل كبيرة وصغيرة عن المنتخب، وأتمنى أن يكون حظه مع المنتخب أوفر من حظ برادلى لكى يتمكن من تقديم الأفضل وأن يحقق حلم كل المصريين بالصعود لكأس العالم المقبلة. هل أنت حزين على استبعادك من أسماء المرشحين لجائزة أفضل لاعب فى إفريقيا؟ أى لاعب إفريقى يتمنى الفوز بهذه الجائزة وأنا مثلى مثل أى لاعب أتمنى أن احققها ولكن الفوز بها فى الوقت الحالى صعب إلى حد ما لوجود عدد من الأسماء الكبيرة بقائمة المرشحين، لذلك أنا لست حزينا بالقدر الكبير لخروجى من المنافسة، لأنها ليست النهاية فالمشوار ما زال طويلا، ويكفينى فخرا بأنى فوزت بجائزة أفضل لاعب صاعد فى إفريقيا الموسم الماضى والموسم الحالى بجائزة أفضل لاعب فى سويسرا، وأعتقد أننى أسير بخطى ثابتة ستمنحنى الكثير فى المستقبل. - ستتابع مباريات المونديال كأى مشجع، بعد فشل المنتخب فى الوصول إلى البرازيل، فما المنتخب التى ستشجعه فى البطولة؟ أنا من عشاق منتخب السامبا وبكل تأكيد سأقوم بتشجيعه فى كأس العالم ولكن تعاطفى مع المنتخبات الإفريقية سيكون كبير وأتمنى لهم التوفيق وتحقيق إنجاز للقارة الإفريقية، وأتمنى أن تنجح المنتخبات الإفريقية فى تخطى دور ال8 الذى يعد الإنجاز الأكبر للقارة الإفريقية فى تاريخ المونديال. - هناك اهتمام كبير بأخبارك فى الشارع المصرى، وهناك الكثير من الجماهير المصرية يحرصون على متابعة مبارياتك، فماذا تقول لهم ؟ أشعر بهذا الاهتمام وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم دائماً سواء مع المنتخب أم مع فريقى، وأقول لهم إن سبب تألقى هو حبى لكم وإيمانى فى أن أعمل على إسعادكم دائما. أغلب جماهير الكرة المصرية مشغولة بقرار اعتزال محمد أبو تريكة، فكيف ترى هذا القرار؟ "مصر كلها حزينة وليس محمد صلاح فقط".. أبو تريكة بالنسبة لى قدوة أخلاقية قبل كرة القدم تعلمت منه الكثير، فهو فخرا للكرة المصرية والعربية وأنا أرى أنه لايزال قادرا على العطاء، وأنا عن نفسى سأفتقده كثيرا داخل الملعب، خصوصا بعد حالة الانسجام التى حدثت بيننا فى الملعب، وأنا لا أتخيل المنتخب بدون أبو تريكة. أخيرا، مع قدوم 2014، ما طموحاتك فى العام الجديد؟ قبل كل شىء أحمد الله على ما حققته من أمنيات وطموحات، وهو ما يجعلنى أحلم بتحقق المزيد، لذلك فطموحى أصبح أكبر بكثير من السابق، وأتمنى أن يحالفنى التوفيق فى تحقيق الحلم الذى يراودنى منذ الصغر، وهو اللعب فى الدورى الإسبانى أو الإنجليزى، لذلك أتمنى نجاح مفاوضات ليفربول. - وكيف كان عام 2013 بالنسبة لك؟ حققت خلال 2013 كثيرا من الإنجازات، وأنا راض تماما عن المستوى الفنى الذى قدمته فى هذا العام، ونجحت فى تحقيق بطولة الدورى السويسرى وكذلك كأس السوبر، كما نجحت فى تقديم نفسى بشكل أكبر فى الوسط الرياضى العالمى من خلال أدائى فى بطولتى الاتحاد الأوروبى ودورى أبطال أوروبا، وأنهيت الموسم بحصولى على جائزة أفضل لاعب فى سويسرا، أما الحدث الأسعد بالنسبة لى هو إتمام زواجى الأسبوع الماضى، أما بالنسبة للأمنيات التى لم أتمكن من تحقيقاتها، فهى عدم الصعود لكأس العالم بالبرازيل وكانت هناك أمنية شخصية وهى اللعب أمام نادى برشلونة فى دورى أبطال أوروبا، لأننى من عشاق هذا الفريق الكبير.
