رغم مرور أربعة وأربعين عاما علي نصر أكتوبر العظيم فإن روح هذا الانتصار - الذي دمر أسطورة الجيش الذي لا يقهر - لاتزال ماثلة في وجدان كل مصري وسوف تظل علي مدي التاريخ نموذجا في مواجهة التحديات وقهر الصعاب أيا كان حجمها.. بطولات أبناء جيشنا العظيم.. لاتزال أعمالهم المجيدة وفي يوم السادس من أكتوبر ..1973 تدرس في أكبر مراكز الأبحاث الحربية والاستراتيجية.. لاتزال بسالة هؤلاء الجنود والأبطال في عبور أكبر مانع مائي تثير الكثير من الأبحاث والدراسات للاستفادة بدروس هذه النماذج من أبناء جيش مصر العظيم.. إن التاريخ قد سجل هذه الملحمة والبطولات النادرة لتكون صورة مضيئة لأبناء هذا الجيش الذين كانوا وسوف يظلون علي مدي الأيام بأنهم خير أجناد الأرض وقد أثبتوا ذلك في معاركهم التي خاضوها في مسيرتهم خاصة في أيام أكتوبر التي لاتزال ذكرياتها ماثلة في الأذهان لتؤكد قوة وعظمة أبناء مصر. إرهاصات وكتابات وأقوال كثيرة سبقت أيام هذا الانتصار الذي زلزل كيان بني صهيون. هذه الأقلام التي رددت أقاويل كثيرة حول إمكانية عبور قناة السويس التي تعتبر أكبر مانع مائي يحول دون عبور أي قوات خاصة أن المواسير المحملة ب "النابالم" سوف تكون في انتظار كل من يحاول العبور. كما أن هناك الساتر الترابي الذي أطلق عليه "خط بارليف" وهو بارتفاع كبير بالإضافة إلي أن هناك مطاراً به طائرات علي أهبة الاستعداد للانطلاق بمجرد سماع أي حدوث يشير إلي أن هناك تحركا من أي اتجاه "تحصينات شديدة" ولقد صدمت حين قرأت عبارات مقال هذا الكاتب لكن صوت ضميري أيقظ الحقائق في صدري فصرت أردد إن نصر الله لجنودنا فوق أي اعتبار والله غالب علي أمره. مضت الأيام سريعا والعيون تترقب والصدور تتطلع إلي آمال تشفي ما فيها من آلام وأوجاع.. وفي الثانية بعد ظهر يوم السادس من أكتوبر دوي صوت في إذاعة القاهرة قائلا: عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس وحطمت خط بارليف الترابي وكل الحواجز وقام الجندي المصري برفع العلم علي أرض سيناء الحبيبة. ويا لها من بشري أسعدت قلوب كل المصريين ولاتزال أصداء هذه الكلمات ماثلة في الوجدان وكأنها قد حدثت منذ لحظات تخطيط رائع وعزيمة ملأت قلب رجل الحرب والسلام "أنور السادات" كما أنها ملأت قلوب هؤلاء الرجال من الضباط والجنود الذين امتطوا القوارب المطاطية وتم تدمير مواسير النابالم ببسالة وجرأة أذهلت قادة إسرائيل واخترق الأبطال ساتر بارليف بثبات وبطولة تؤكد أن هؤلاء الجنود هم من خيرة هذا الوطن. أعمالهم المجيدة علي مدي العصور تزيح الستار عن الكثير من البطولات والأمجاد الجندي البطل الذي شارك في العبور ورفع العلم إلي عبدالعاطي صائد دبابات الأعداء أمجاد تذكر الأجيال علي مدي العصور أن في مصر رجالاً علي أتم الاستعداد لمواجهة التحديات. أعمالهم في مواجهة الإرهاب والإرهابيين في أرض الفيروز أبلغ دليل علي أن حراس مصر الأبطال تضحياتهم مستمرة لقهر أي معتد يريد النيل من مصر التي ستظل بفضل الله آمنة والآية الكريمة في سورة يوسف لعلها أبلغ شاهد "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين". هذه الانتصارات وتلك الروح والعزيمة القوية في حرب الانتصارات في أكتوبر العظيم ليتنا نستلهمها في حياتنا هذه الأيام في كل المجالات عمل دائم وقوة في مواجهة التحديات. وعزيمة لتعمير أرض الفيروز ومد العمران إلي كل ركن فيها.. تحية في هذه الأيام لأولئك الأبطال الذين رفعوا اسم مصر خفاقا بأعمالهم وبطولاتهم الرائعة. "ولينصرن الله من ينصره. إن الله لقوي عزيز".