رغم مرور واحد واربعين عاماً علي نصر اكتوبر العظيم الا ان السعادة الغامرة التي امتلكت الوجدان لاتزال ماثلة في الذهن بل ومحفورة في القلب. فقد انتشلتني هذه اللحظات الفاصلة من حالة الكآبة التي كنت اعيشها بعد مرارة هزيمة 67. وحين جاء صوت الخير من اذاعة القاهرة ليعلن علي الملأ عبور قواتنا المسلحة قناة السويس اكبر مانع مائي. انها الفرصة الكبري لقد ارتفعت الرءوس بعد تلك الهزيمة القاسية لاخوتنا وابنائنا دون ذنب أو تقصير واصبح لمصر جيش استطاع تحطيم اسطورة الجيش الذي لايقهر وانهار خط بارليف ذلك الساتر الترابي الذي وضعه الاسرائيليون ليكون حائلا دون عبور ابطالنا لقد اخترقه الجنود الابطال. الفرحة والسرور لاتزال ملء السمع والفؤاد لن تخمد علي مدي الايام والسنوات. لقد اثبت هؤلاء ان اية حصون او تحصينات لن تقف في طريق خير اجناد الارض. لقد جاءت استغاثة قادة اسرائيل بأمهم الرءوم امريكا. طالبوا بسرعة نجدتهم لان جنود مصر رفعوا الاعلام فوق ارض سيناء وتقدموا ببسالة يحطمون ويأسرون جنود الجيش الذي لايقهر حسرة انتابتهم وكآبة علت وجوههم وتهاوت الحصون أمام جيش مصر العظيم. ولاشك ان هذه البطولات ليست غريبة علي ابناء ارض الحضارة.. عبدالعاطي صائد الدبابات الابطال الذي اسروا عساف ياجوري ومعه الجنود يضعون ايديهم فوق الرءوس امتثالاً لامر رجالات جيش مصر. بطولات نقتطف منها بعض اللقطات فقد سجل التاريخ بأحرف من نور هذه التضحيات الغالية والوطنية التي امتلكت مشاعر ووجدان هؤلاء الابطال. ولقد تذكرنا هذه الكوكبة من الابطال الذين اصيبوا في معركة النصر العظيم حين تم استعراضهم في احتفالات القوات المسلحة بعيد النصر العظيم في هذه المناسبة الغالية. وهذه الاشارة من جيشنا تؤكد ان مصر وشعبها لايمكن ان ينسي تضحية هؤلاء الابطال ورغم اصابة هؤلاء الابطال الا ان صورتهم التي جاءت في العرض العسكري تؤكد ان هذه الوجوه الناصرة بزيهم العسكري لديهم اصرار وعزيمة يستنهضون بها همم شبابنا للتضحية وبذل اقصي الجهد من اجل مصر الغالية! من الذكريات التي لاتنسي لهذا الشعب العظيم في يوم النصر الخالد ان سجلات اقسام الشرطة لم يسجل بها اي بلاغ سرقة او ارتكاب جريمة في اي ركن من اركان الوطن مما يؤكد ان الجيش والشعب انصهروا في بوتقة واحدة واشرأبت الاعناق تطاول عنان السماء فرحاً بهذا النصر العظيم الذي تواكب مع ايام شهر رمضان لقد خاض رجالنا ضباط وجنود تلك المعارك وهم صيام وقد تساقط الشهداء وهم يحملون في قلوبهم نوراً ويتطلعون إلي رب العالمين ان يلحقهم بالشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. في نفس الوقت ان ذكريات هذا النصر تعيد للاذهان كلمات الرئيس الشهيد انور السادات بطل الحرب والسلام حيث قال رحمه الله: "الآن اصبح لمصر جيش وسيف" لعل هذه الكلمات وتلك الذكريات تدفع كل ابناء مصر للالتفاف ابناء جيشهم العظيم الذي حمي ثورتيهم يوم 25 يناير و30 يونيو. نتناسي خلافاتنا ونتعانق ونمضي معاً دعما وتأييدا لهؤلاء الرجال الذين نذروا انفسهم لخدمة هذا الوطن خاصة اننا قد رأينا بشائر النصر في مشروعات تحاول تعويض ما فات. ولعل مشروع قناة السويس الجديدة اكبر دليل. ان نداء قائد هذه المسيرة قد امتلك مشاعر المصريين ورأينا الوطنية قد تجلت في ابهي صورها حين تم جمع 64 مليار جنيه في غضون ثمانية ايام فقط. ليت دعاة الفتنة والتخريب يرتدعون وتتوقف انشطتهم الهدامة فقد لفظهم الشعب بكل طوائفه ولم تعد تنطلي عليه حيلهم الماكرة باسم الدين والدين منهم براء. تحية لهذا الشعب العظيم في ذكري يوم النصر الخالد وتحية لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي الذي اعاد مصر لابنائها نتطلع إلي الوقوف معه للمشاركة في التنمية والتعمير وتحقيق طموحات شعبنا خاصة البسطاء يا ابناء مصر حان وقت العمل. الوطن ينتظر منكم الكثير من التضحيات والعمل الجاد.. دعونا نعد لمصر امجادها!!