لا يمكن لذاكرة الشعب المصرى والعربى أن تنسى الساعة الثانية من ظهر هذا اليوم المجيد عام 73، عندما كان الناس صائمين وتلهب صدورهم وأجسادهم ووجوهم حرارة الشمس ولهيب الثأر الذى يغلى فى الرؤوس، كان شعبنا لا يصدق أن عصابة من البشر انتصرت عليه فى ست ساعات وحولت مشروعه القومى العربى إلى بخر فى الهواء، كان رفض الهزيمة والإصرار على النصر وتحدى كل الدنيا هو الطريق الوحيد لإعادة مجد المصريين. كان الشعب قد اتفق مع قادة جيشه العظام على أن يشد الحزام ويمتنع عن الطعام إلا ما يسد رمقه وتقديم كل أبنائه رهن الوطن حتى يتحقق النصر، كان التوقيع ضمنيًا ومبكرًا، بداية من البطل الشهيد عبدالمنعم رياض ومحمد فوزى إلى الفريق سعد الدين الشاذلى والجمسى والمشير أحمد إسماعيل وحسنى مبارك ومحمد على فهمى وغيرهم من أبطال العبور فى هذا اليوم الخالد فى تاريخ شعبنا. ولأن الجيوش العظيمة هى التى تمثل شعوبًِا عظيمة، جاءت الساعة الثانية من ظهر العاشر من رمضان ولم تتأخر وسمع الناس هدير شعوبهم: الله اكبر يدك أركان العدو، تساقط خط بارليف والساتر الترابى وأبطلت خطوط النابالم ودكت حصون العدو ودهست أقدام الأبطال تجبر وغرور الجيش الذى لا يقهر. هذا الشعب الذى يحمل فى شفرته الجينية إنه هو من صنع الحضارة والطب والعلوم وعلمها لكل الدنيا، ومن هنا جاءت مصر أم الدنيا، هذا لم يصدق أو يستسلم أبدًا إنه هزم وحتى عندما اعترف زعيمه بالهزيمة خرج بالإجماع ليعلمه تراتيل النصر والإرادة والعزيمة التى خرجت تشق عنان السماء ترفض الاستسلام. تذكرت اليوم مرارة الهزيمة وروعة الانتصار، إذ يصادف هذا اليوم الاثنين الخامس من يونية يوم هزيمتنا فى عام 1967 ويوم نصرنا وعبورنا العظيم فى العاشر من رمضان وبعد أن محونا أى أثر للعدوان الصهيونى، فاليوم هو يوم المصريين هو يوم النصر، فليكن العاشر من رمضان يومًا دائمًا للنصر وللإرادة والعزيمة وليسجل التاريخ دائمًا أن هذا اليوم هو يومنا.