"التيك أواي".. سم قاتل بالإسكندرية

انتشرت ظاهرة التسمم الغذائي خلال الموسم الصيفي بالإسكندرية في ظل ارتفاع درجات الحرارة وعرض المأكولات بالمطاعم ومحلات "التيك أواي" مكشوفة بدون أي إجراءات وقاية مما يجعلها عرضة للتلف والتسبب في إصابة من يتناولها بحالات التسمم.
رأفت جاد مدير إدارة مراقبة الأغذية بمديرية الصحة بالإسكندرية قال إن الإدارة تكثف حملاتها طوال الموسم الصيفي نظراً لارتفاع درجات الحرارة وسرعة فساد الأطعمة لمراقبة وضبط محلات المطاعم حرصاً علي صحة المواطنين. مؤكداً أن القانون رقم 96 لسنة 1967 أكد علي منع عرض المأكولات بالمطاعم والمحلات خارج حدود المحل وعدم تعرضها لأشعة الشمس المباشرة أو في درجات حرارة عالية سواء كانت مأكولات طازجة أو محفوظة مغلفة.
أشار إلي أن من أشهر المأكولات التي تعرض خارج المحلات الشاورما التي تسبب إصابة متناولها بالتسمم وذلك لأنها تكون عرضة لعوادم السيارات والرصاص المتطاير بالهواء فضلاً عن الميكروبات التي تتحوصل وتنتقل عبر الهواء من مكان لآخر حتي تستقر علي سطح المأكولات المعروضة بالشوارع.
أضاف "جاد" أنه من أشهر الأطعمة التي تفسد سريعاً خلال ارتفاع درجات الحرارة بالموسم الصيفي هي المكرونة والمعجنات "البيتزا" والكشري والآيس كريم والكسكسي وعصير القصب والسوبيا والترمس واللحوم المطهية كالبرجر والشورما واللانشون والورقيات من الخس والطماطم وغيرها مؤكداً أنه أصبح من الضروري أن تكون جميع المحلات التي تقدم المأكولات مكيفة وذلك لكي تحتفظ بدرجات الحرارة المناسبة للأطعمة وعدم تعرضها للتلف.
طالب مدير مراقبة الأغذية بضرورة تغليظ العقوبات علي المخالفين بالمحلات والمطاعم. مؤكداً أن القانون غير رادع لهم فالغرامة التي يقرها القانون في حالة ضبط كمية من المأكولات الفاسدة لا تتعدي الثلاثين جنيهاً وهو ما يجعل أصحاب المطاعم ومحلات التيك أواي آمنين لعقوبة غير الرادعة ويقومون بمخالفة جميع الشروط الصحية سواء بعرض مأكولات مكشوفة أو في درجات حرارة مرتفعة.
يضيف د.أحمد خليفة بمستشفي جمال عبدالناصر أن أغلب المستشفيات تعاني من استقبال أعداد كبيرة من المصابين بحالات التسمم خلال الموسم الصيفي وارتفاع درجات الحرارة بسبب سرعة تلف المأكولات وتنشيط الميكروبات الضارة بها لتوافر البيئة اللازمة لذلك في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
أضاف أن جسم الإنسان يستطيع التفرقة بين البكتريا الضارة والنافعة والتخلص من البكتريا الضارة فور الشعور بها ولذلك فإن الجسم حين يشعر بوجود بكتريا ضارة بالمعدة يحدث التهاب معوي مما يجعل الجهاز المناعي للجسم يقوم بزيادة إفراز العصارة بالمعدة وسحب المياه من الجسم وضخها بالمعدة وهو ما يجعل الإنسان في حالة شعور بالاسهال أو القيء وذلك لإخراج البكتريا الضارة.
أكد خليفة علي ضرورة توجه الشخص المصاب بحالة التسمم الغذائي إلي المستشفي وذلك لإسعافه لكون هناك أنواع من البكتريا التي تتسبب في حدوث الوفاة أشهر أنواع بكتريا التسمم الغذائي في مصر هي بكتريا الفسيخ التي يمكن أن تصيب الإنسان بالشلل وقد تصل إلي عضلات التنفس مما يودي إلي الوفاة.
تقول د.أسماء البنا الأستاذة بمركز السموم التابع لجامعة الإسكندرية إن أفضل وسيلة لإسعاف الشخص المصاب بحالة تسمم غذائي هو التقيؤ ولكن في حالة شعوره بفقدان في الاتزان عليه الإسراع لأقرب مستشفي لإجراء غسيل للمعدة أو مساعدته علي التقيؤ من خلال تناوله شراب عرق الذهب. لافتة إلي أنه يمكن التخلص من البكتريا المتسببة في التسمم الغذائي خلال 6 ساعات من تناول الوجبة الفاسدة ولكن بعد ذلك سوف تكون البكتريا من الصعب القضاء عليها إلا بعمل غسيل للمعدة.
أضاف أن هناك العديد من محلات المطاعم والتيك آواي التي تقوم برش المطابخ والأماكن المجهزة لإعداد الطعام بالمبيدات الحشرية دون مراعاة أن هذه المبيدات قد تتسبب في الإصابة بحالات تسمم غذائي بعد تناول تلك الأطعمة التي تم طهيها علي الأواني التي ما يزال بها بقايا من المبيدات الحشرية.