اللغةُ وعاء جامع للثقافة والهوية.. تحيا بالاستعمال وتموت بالإهمال.. وقد شرف الله سبحانه لغتنا العربية فجعلها لسان قرآنه الخالد.. لكنها. لأسباب عديدة. تراجعت. تاركة مكانها لغيرها. حتي بات إعلامنا وتعليمنا وأحاديثنا اليومية تغص بأخطاء فاجعة.. وتحاول السطور الآتية تصويب الأخطاء الشائعة. وتبسيط القاعدة النحوية. وتبيان الدلالات العبقرية للغة الكتاب العظيم. اللغة وعاء جامع للثقافة والهوية.. تحيا بالاستعمال وتموت بالاهمال.. وقد شرف الله سبحانه لغتنا العربية فجعلها لسان قرآنه الخالد.. لكنها لأسباب عديدة تراجعت تاركة مكانها لغيرها حتي بات إعلامنا وتعليمنا وأحاديثنا اليومية تغص بأخطاء فاجعة.. وتحاول السطور الآتية تصويب الأخطاء الشائعة وتبسيط القاعدة النحوية وتبيان الدلالات العبقرية لآيات الكتاب العظيم. دلالات قرآنية نكرة مكررة ثلاث مرات في آية واحدة: قال تعالي في سورة الروم: "الله الذي خلقكم من ضعفِ ثم جعل من بعد ضعفِ قوة ثم جعل من بعد قوةِ ضعفاً وشيبةً يخلق ما يشاء وهو العليم القدير"54". "ضعف" نكرة تكرارها في الموضع نفسه يفيد أن الضعف الأول غير الثاني وغير الثالث. المراد بالضعف الأول: النطفة "ضعيفة فهي ماء مهين". والضعف الثاني: الطفولة "لأنه بحاجة إلي رعاية في مرحلة الرضاع وعناية خاصة حتي يجتاز مرحلة المراهقة ويصل البلوغ". والضعف الثالث: الشيخوخة "لأنه يعود في مرحلة الشيخوخة ضعيفاً عاجزاً.. ضعيف الفكر.. ضعيف الحركة والسعي والنشاط". واللطيف في الآية أن "قوة" وردت نكرة وكررت مرتين. إذاً.. القوة غيرالقوة. القوة الأولي: قوة فترة الصبا "الصبي قوي مندفع كثير الحركة". القوة الثان: قوة الشباب "قوة الجسم والمشاعر والأحاسيس والهمة والعزيمة والانطلاق في الفكر والأحلام والطموح". "ثم جعل من بعد ضعفِ قوة ثم جعل من بعد قوةِ ضعفاً "القوة الأولي تقود إلي القوة الثانية. هذه الآية الكريمة تلخص حياة الإنسان علي الأرض وأنها تقوم علي خمس مراحل: 1- الضعف: وهو جنين في بطن أمه. 2- الضعف: وهو رضيع في حضن أمه. 3- القوة: وهي صبي مندفع. 4- القو: وهو شاب نشيط فاعل. 5- الضعف: وهو شيخ عجوز هرم. من لطائف العرب: دخل أعرابي علي الخليفة العباسي المأمون وأنشأ يقول: رأيت في النوم أني مالك فرساً ولي وصيف وفي كفي دنانير. فقال قوم لهم علم ومعرفة ورأيت خيراً وللأحلام تفسير. أقصص رؤياك في قصر الأمير تجد تحقيق ذاك وللفأل التباشير. فقال المأمون: أضغاث أحلامِ وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين. أخطاء شائعة قل: كان ثوبه أدكن وكانت جبته دكناء ولا تقل: كان ثوبه داكناً ولا كانت جبته داكنة "كأحمر وحمراء" وذلك "لأن الدكنة لو من الألوان". قل: استصحب فلان زوجته في السفر "أي زوجه" ولا تقل: اصطحب فلان زوجته في السفر. قل: أمره فأطاع أمره وأذعن له وائتمر بأمره ولا تقل: انصاع لأمره. فائدة نحوية نونا التوكيد يراد بهما: نونان إحداهما مشددة مبنية علي الفتح والثانية مخففة مبنية علي السكون كالنونين في قولهم: لا تقعدن عن إغاثة الملهوف وبادرن بمعاونته وهما من أحرف المعاني وتتصل كل واحدة منهما بآخر المضارع والأمر فتخلصهما للزمن المستقبل ولا تتصل بهما إن كانا لغيره وكذلك لا تتصل بالفعل الماضي ولا بأسماء الأفعال مطلقاً سواء كانت طلبية أم خبرية ولا بغيرها من الأسماء والحروف نحو: لا تحملن حقداً علي من ينافسك في الخير وابذلن جهدك الحميد في سبقه وإدراك الغاية قبله فالنون في آخر الفعلين حرف للتوكيد ويصح تشديدها مع الفتح أو تخفيفها مع التسكين وقد اجتمعا في قوله تعالي في قصة يوسف: "ليسجنن وليكوناً من الصاغرين".