اللغةُ وعاء جامع للثقافة والهوية .. تحيا بالاستعمال وتموت بالإهمال.. وقد شرف الله سبحانه لغتنا العربية فجعلها لسان قرآنه الخالد .. لكنها لأسباب عديدة. تراجعت . تاركة مكانها لغيرها. حتي بات -إعلامنا وتعليمنا وأحاديثنا اليومية تغص بأخطاء فاجعة..وتحاول السطور الآتية تصويب بعض الأخطاء الشائعة .وتبسيط القاعدة النحوية. وتبيان الدلالات العبقرية لبعض ألفاظ الكتاب الكريم. دلالات قرآنية الفرق بين الموت والوفاة قال تعالي: "اللَّهُ يَتَوَفَّي الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَي عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَي إِلَي أَجَلي مُسَمّيي إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَات لِقَوْم يَتَفَكَّرُونَ" الزمر 42 الوفاة: يقولون وفّي ماله من الرجل» أي استوفاه كاملاي غير منقوص. أي قبضه وأخذه. فلما يقال توفي فلان كأنه قُبِضت روحه كاملة غير منقوصة. والموت هو مفارقة الحياة. وليس فيها معني القبض» ولذلك يستعمل لفظ الموت أحيانا استعمالا. يقال ماتت الريح أي سكنت وهمدت. والذي ينام مستغرقا يقال له مات فلان إذا نام نوماي عميقا مستغرقا. هذا السكون للموت فكأن هذا الشيء الذي يفارق جسد الإنسان بالمفارقة موت والذي توفّي تقبضه ملائكة الموت. * مقام العلماء قال الكسائي - رحمه الله- صليت بهارون الرشيد. فأعجبتني قراءتي. فغلطت في آية ما أخطأ فيها صبي قط !! أردت أن أقول :¢لعلهم يرجعون¢ فقلت : ¢لعلهم يرجعين¢. قال : فو الله ما اجترأ هارون أن يقول لي : أخطأت . ولكنه لما سلمت قال لي : يا كسائي ! أي لغة هذه ؟ قلت : يا أمير المؤمنين قد يعثر الجواد. فقال : أما هذا فنعم!.. قال الذهبي رحمه الله :¢من وعي عقله هذا الكلام علم أن العالم مهما يعلُ كعبه . ويبرز في العلم . فإنه لا يسلم من أخطاء و زلات . لا تقدح في علمه. و لا تحط من قدره . و لا تنقص من منزلته. ومن حمل أخطاء أهل العلم و الفضل علي هذا السبيل حُمدت طريقته. وشكر مسلكه ووفق للصواب¢. * من طرائف القضاة ادعي رجل عند قاض علي امرأة حسناء بدين. فجعل القاضي يميل إليها بالحكم. فقال الرجل: أصلح الله القاضي حجتي أوضح من هذا النهار. فقال له القاضي: اسكت يا عدو الله. فإن الشمس أوضح من النهار. قم لا حق لك عليها. فقالت المرأة: جزاك الله عن ضعفي خيرا فقد قويته. فقال القاضي: لا جزاك الله عن قوتي خيرا فقد أوهيتها. أخطاء شائعة قل: رجَعت الكتاب إلي صاحبه رجْعا. فأنا راجع له. وهو مرجوع إليه. والكتاب مرجوع» ولا تقل: أرجعت الكتاب إلي صاحبه إرجاعاي» قال الله عز وجل: "فَرَجَعْنَاكَ إِلَي أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ" طه 40 وقال: "فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَي طَآئِفَة مِّنْهُمْ" التوبة 83 وقال: "إِنَّهُ عَلَي رَجْعِهِ لَقَادِر" الطارق 8 ولم يقل: علي إرجاعه» وقال: "وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَي رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَي" فصلت 50 ولم يقل: أُرجعتُ» والفعل الثلاثي يفضل علي الرباعي. إلا إذا ورد النص علي العكس. مثل :أوحي الله. فهو خير من وحي الله» وأغفي فلان. فهو خير من غفا فلان. قل: فلانة عضوة في البرلمان » ولا تقل: فلانة عضو. قل: متخصص بالعلم» ولا تقل: إخصائي به. قل: حداني الأمر علي العمل. يحدوني عليه حدْوا» ولا تقل: حدا بي الأمر إلي العمل. فائدة نحوية "خلا - عدا - حاشا" أفعال ماضية تفيد الاستثناء. إن سُبقت ب "ما" فيكون ما بعدها منصوبا يعرب مفعولا به . مثل "حضر الناسُ ما عدا الشيخَ" وإن لم تسبق ب "ما" فيجوز أن تكون أفعالا . أو حروف جر . مثل "حضر الناس عدا الشيخِ". الأفعال التي تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر هي : ظنَّ - خال - حسِب - زعم - جعل - عدَّ - حَجا "ظنَّ" - هَبْ - صيَّر- ردَّ -ترك - تخذ - اتخذّ - رأي "القلبية" - علم - وجد - ألفي - دري . أما الأفعال التي تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر هي : "أعطي - سأل - منح - منع - كسا - ألبس" والأفعال التي تنصب ثلاثة مفاعيل هي :"أري-أعلم - أنبأ - نبّأ - حدّث -أخبر- خبّر".