اللغةُ وعاء جامع للثقافة والهوية.. تحيا بالاستعمال وتموت بالإهمال.. وقد شرف الله سبحانه لغتنا العربية فجعلها لسان قرآنه الخالد .. لكنها .لأسباب عديدة. تراجعت . تاركة مكانها لغيرها. حتي بات -إعلامنا وتعليمنا وأحاديثنا اليومية تغص بأخطاء فاجعة.. وتحاول السطور الآتية تصويب الأخطاء الشائعة .وتبسيط القاعدة النحوية. وتبيان الدلالات العبقرية للغة الكتاب العظيم. * دلالات قرآنية بكة ومكة قال تعالي: ¢إن أول بيت وُضِعَ للنَّاس للذي ببكَّةَ مباركًا¢ لماذا عبر ب ¢بكة¢ بدلاً من ¢مكة¢ وهما لغتان. لأن بكة مشتق من البَكِّ وهو الازدحام. ومنه قول العرب: تباك القومُ . أي ازدحموا. وذلك لازدحام الناس في موضع طوافهم. والبك أيضًا : دكّ العنق. وسميت بذلك لأنها تدق أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم. وقيل هما متغايران . فبكة موضع المسجد ومكة البلد بأسره. "نَزَّلَ وأُنْزَلَ" قال تعالي: ¢والكتاب الذي نزل علي رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل¢ سورة النساء "136". لماذا قال: ¢نُزِّل علي رسوله . وأنزل من قبل ¢. لأن القرآن نزل مفرقًا منجمًا علي ثلاث وعشرين سنة فقال ¢ نُزِّلَ ¢ أما الكتب السماوية الأخري فنزلت مرة واحدة علي أنبيائها فقال ¢أنزل¢ وهذا هو الفرق بين نزِّل وأنزل قال: ¢أنزلناه في ليلة القدر¢ أي نزل مرة واحدة إلي سماء الدنيا ثم نزل مُفَرَّقًا بعد ذلك . * مباراة شعرية قال الأصمعي لأعرابي: أتقول الشعر؟ قال الأعرابي: أنا ابن أمه وأبيه..فغضب الأصمعي ولم يجد قافية أصعب من الواو الساكنة المفتوح ما قبلها "لَوْ". قال فقلت: أكمل. فقال: هات. فقال الأصمعي: قومى عهدناهم ... سقاهم الله من النو "أصلها النوء وهو النجم أو الكوكب .وقيل : المطر أو العاصفة" قال الأعرابي: النو تلألأ في دجي ليلة ...حالكة مظلمة لو فقال الأصمعي: لو ماذا ؟..فقال الأعرابي : لو سار فيها فارس لانثني... علي بساط الأرض منطو قال الأصمعي: منطوي ماذا؟ قال: منطوي الكشح هضيم الحشا... كالباز "جنس من الصقور" ينقض من الجو قال الأصمعي: الجو ماذا؟ قال الأعرابي: جو السماء والريح تعلو به... فاشتم ريح الأرض فاعلو الأصمعي: فاعلو ماذا؟ فقال: فاعلو لما عيل من صبره... فصار نحو القوم ينعو فقال الأصمعي: ينعو ماذا؟ فقال: ينعو رجالاً للفنا شرعت... كفيت ما لاقوا ويلقوا ! الأصمعي: يلقوا ماذا؟ قال: إن كنت لا تفهم ما قلته ...فأنت عندي رجل بو" البو: الأحمق" الأصمعي: بو ماذا؟ قال: البو سلخ قد حشي جلده ... بأظلف قرنين تقم أو الأصمعي: أوْ ماذا؟ قال: أو أضرب الرأس بصوانة " قطعة من حجر" ...تقول في ضربتها قو قال الأصمعي :فخشيت أن أقول قو ماذا ..فيأخذ العصا ويضربني. أخطاء شائعة قل: في الأقل. وفي الأعم. وفي الأغلب. وفي الغالب. ولا تقل: علي الأقل. وعلي الأعم. وعلي الأغلب. وعلي الغالب. قل: ما زال الخلاف قائماً. ولم يزل قائماً. وما زلت أقرأ. ولا تضع في مثل هذه التعبيرات "لا" بدل "ما". فلا يستقيم استعمال "لا" مع فعل الاستمرار "زال". إلا بأحد شرطين: إما تكرارها. وإما أن تكون الجملة للدعاء. أو للرجاء. قل: مكان وطيء. وخفيض. أي منخفض. ولا تقل: مكان واطئ. قل: نذيع بينكم. وفيكم. ولا تقل: نذيع عليكم. * فائدة نحوية تاء التأنيث التي تلحق الفعل للدلالة علي أن فاعله مؤنث إن كانت ساكنة لحقت بآخر الماضي. مثل: نهضتْ الفتاة بواجبها . وإن كانت متحركة اتصلت بأول المضارع. مثل: هند تصلي وتشكر ربها. أما تاء التأنيث التي تلحق الأسماء فتكون متحركة. مثل: الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة. عظيمة النفع. وقد تتصل التاء بآخر الحروف. مثل. "رُبّ. وثمّ. ولا..." تقول: رُبَّتَ كلمة فتحت باب شقاق. ثُمَّتَ جلبت لصاحبها بلاء. فيندم ولات حين نَدم. تاء التأنيث الساكنة تظل ساكنة إذا وليها متحرك. مثل: حضرتْ زينب. فإن جاء بعدها ساكن كسرت - غالبًا - مراعاة للأصل في التخلص من التقاء الساكنين. مثل: كتبتِ البنتُ المتعلمة. إلا إذا كان الساكن ألف اثنتين فتفتح. مثل: البنتان قالتا إنا في الحديقة.