* يسأل حسن أحمد محمد مهنا حاصل علي معهد فني تجاري ومقيم بمدينة بلطيم: ما رأي الدين فيمن يبخلون بما آتاهم الله من فضله؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن البخل هو الامساك عما يحسن السخاء فيه وهو ضد الكرم والبخل من السجايا الذميمة الموجبة لهوان صاحبها ومقته وازدرائه وقد عابها الاسلام وحذر المسلمين منها تحذيراً رهيباً. فقال تعالي: "ها انتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وانتم الفقراء" وقال تعالي: "الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً وقال "ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة" وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس قريب من النار. ويقول علي بن أبي طالب: "عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب ويفوته الغني الذي إياه طلب فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في الاخرة حساب الاغنياء." والبخل خلق لئيم باعث علي المساوئ الكثيرة والاخطار الجسيمة في دنيا الانسان وآخراه أما خطره الدنيوي فإنه داعية المقت والازدراء لدي القريب والبعيد وربما تمني موت البخيل أقربهم إليه وأحبهم له لحرمانه من نواله وطمعاً في تراثه. أما خطرة الأخروي فإنه إذا شح منع الزكاة. والصدقة. وصلة الرحم. وقري الضيف. والنفقة في سبيل الله وأبواب البر. وحرام علي الجنة أن يدخلها شحيح. كما ان البخيل أشد الناس عناءً وشقاء يكدح في جمع المال والثراء ولا يستمتع به وسرعان ما يخلفه للوارث. فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في الاخرة حساب الاغنياء. ومن هنا فجدير بالعاقل علاجه ومكافحته وان يعلم يقيناً أن ما يسديه المرء من عوارف السخاء لا تضيع هدراً بل تعود علي المسدي من الرزاق الكريم قال تعالي: "وما انفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين" وهكذا يضاعف القرآن تشويقه إلي السخاء مؤكداً أن المنفق في سبيل الله هو كالمقرض لله عز وجل وانه تعالي بلطفه الواسع يرد عليه القرض أضعافاً مضاعفة قال الله تعالي: "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم". ومن ذلك جاء في قوله تعالي: "كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم" أن الرجل يحرص علي كنز ماله فلا ينفقه في طاعة الله بخلاً ثم يموت فيدعه لمن يعمل فيه بطاعة الله أو في معصية الله فإن عمل فيه بطاعة الله رآه في ميزان غيره فرآه حسرة وقد كان المال له وان كان عمل به في معصية الله تحسر عليه لانه تركه لمن أفسد عليه منفعته وعمل به في معصية الله. فالمرء يجمع ما لا يأكل ويبني ما لايسكن ثم يخرج إلي الله لا مالاً حمل ولا بناء نقل فليحذر المسلم وليكن علي حذر. * محمد منصور الطبجي دبلوم تجارة من كفرالشيخ:ما حكم الإسلام فيمن يسب الدين؟ ** يجيب الشيخ إسماعيل نورالدين من علماء الأزهر: من الكبائر التي استحكمت فينا لغضب أو نقمة ظاهرة سب الدين فقد أصبحت تسمع سب الدين علنا في كل مكان في البيت في الشارع حتي ظهر ذلك في الكبار والصغار والنساء مثقفين وغير مثقفين واستسهلوا كلمات الشتم والسب ثم انتقلوا إلي لعن الآباء والأمهات ثم وصلوا إلي لعن الله وسبه مع إن الإسلام نهي عن هذا كله والواجب علي المسلم أن يكون عف اللسان. قال تعالي: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم". إن جريمة سب الدين تتضمن جرائم عدة جريمة نحو الذات الإلهية وجريمة نحو الآخرين وهي جريمة التطاول علي مقام الله رب العالمين لأن من لعن دين الله فقد سب الله و من سب الله فقد باء بغضب من الله في أولاه وأخراه. إن سب الدين جريمة تعرض صاحبها للعقاب الشديد وهذا ما أفتي به العلماء فقالوا أن من سب الدين يخرج عن دين الإسلام فعلي من سب الدين فعليه أن يستغفر الله عزوجل ويندم علي فعله هذا وأن يتوب إلي الله فمن استمر علي ذلك فهو منبوذ من الله والناس أجمعين ومطرود من رحمة الله.