الأمم المتحدة لن تحل المشاكل المتعلقة بين إسرائيل والفلسطينيين التفاوض هو الحل ومائدة المفاوضات هي المنتهي والقصد وغير ذلك لا طائل من ورائه سوي ترديد الخطب والكلمات واطلاق التصريحات.. تعالوا نجلس سوياً ونتفاوض دون شروط مسبقة وعلي الدول المحبة للسلام ان تدفع كافة الاطراف للجلوس سوياً علي مائدة التفاوض. لقد تعمدت ان اذكر كلمة التفاوض والمفاوضات اكثر من مرة وان اضعها في اكثر من جملة وان الف بها وادور مثلما تفعل اسرائيل تماما مع الفلسطينيين ورغم علمي ومعرفتي المسبقة ان التفاوض يعني التنازل طوعا علي ما تم اخذه منك قسراً ورغم عدم ايماني بجدوي التفاوض في أي مشكلة أو قضية. الا ان مهارة اسرائيل لا تضاهي في استخدام لفظ التفاوض بمختلف معانيه ويبدو ان التفاوض مع اسرائيل إلي يوم الدين واذا صدق الفلسطينيون ان لهم حقا قد يحصلون عليه بالتفاوض مع اسرائيل. فهم حالمون اما اذا كانوا يعلمون بانهم من خلال التفاوض قد يتنازلون طوعاً علي ما اكرهوا عليه خلال الستين عاما الماضية. فهم ضائعون. اسرائيل اصابها الهلع عندما تقدمت السلطة الفلسطينية بطلب إلي الأممالمتحدة لتصبح دولة كاملة العضوية في المنظمة الدولية.. الهلع الذي اصاب اسرائيل ليس سببه التقدم إلي الأممالمتحدة ولكن هروب الفلسطينيين من فخ التفاوض الذي استمر سنوات طوال دون فائدة أو عائد.. اسرائيل ترغب في ان تستعيد السلطة الفلسطينية مرة أخري إلي دائرة الخداع المسماة بالتفاوض. فهي لن تعطي الفلسطينين شيئاً ولن تطلب منهم ان يعطوها شيئاً ولكن مجرد الجلوس علي المائدة للتفاوض يسمح لاسرائيل ان تأخذ هي من الارض الفلسطينية ما تشاء وتبني المستوطنات وعندما تثور ثائرة الفلسطينين يتم تهدئتهم بأننا نتفاوض وتمر الأيام ويكتشف الفلسطينيون انهم خسروا خلال التفاوض مالم يخسروه طوال عمرهم في مقاومة الاحتلال.. اسرائيل تمارس دور الساحر وتعزف لها الولاياتالمتحدة من الالحان ما يناسب هذا الدور مرة من خلال التلويح باستخدام الفيتو ومرة بأنها سوف ترفع يدها عن مساعدة السلطة الفلسطينية وعلي الفلسطينيين ان يدركوا انهم سلكوا كل الطرق من قبل وعليهم المضي قدماً في طريقهم الجديد.