ورحل محمد مجاهد الأخ الكبير والصديق والزميل صاحب البسمة الجميلة التي كانت تخفف عنا عناء العمل بل عناء الحياة كلها. رحل الكابتن مجاهد الرجل النقي الصافي الذي يحبه جميع من حوله لم يعرف قلبه الحقد ولا الغل ولا الحسد.. كان متسامحاً قلبه يسع الدنيا كلها بمحاسنها ومساوئها. كان مجاهد يحب الناس جميعاً فأحبه الناس جميعاً.. هذا الحب من الجميع يؤكد علي حب الله له.. رحل وسيرحل غيره كثيرون. نعلم أن الموت له مرارة وألم كبيران ووجع لا يقوي عليه سوي الزمن.. هذه المرارة وذاك الألم لا يشعر بهما من فارق الحياة لكن وقعهما يكون أشد قسوة علي أحبائه. قد يلهينا الزمن بعضاً من الوقت لكن لا ينسينا من نحبهم أبداً حتي ان غابوا عن عالمنا بعد ان كانوا جزءاً مهماً في حياتنا وشغلوا حيزاً كبيراً من عالمنا.. ومحمد مجاهد من أولئك الذين ترك بصمة في نفوس كل من تعامل معهم. رحل الكابتن ميمي وأغلق خلفه أبواب الحياة وأصبح ذكري جميلة في حياتنا.. وليؤكد لنا ان قطار العمر ماض بوجوده أو بدونه وسيمضي بوجودنا أم بدوننا.. وما علينا إلا أن ننتظر أن تأتي محطتنا التي قد تطول أو تقصر ولكنها حتماً ستأتي رضينا أم أبينا إلي أن يختارنا الموت لا نستأخر ساعة ولا نستقدمها. إن بكاءنا ليس علي رحيل مجاهد عن عالمنا إلي عالم آخر نتضرع إلي الله القدير أن يكون أفضل مما كنت به.. إننا نبكي لأنه تركنا وحدنا نتذكر أيامنا الجميلة التي عاشها معنا.. إننا نبكي الكابتن ميمي لأننا لن نراه بعد اليوم في حياتنا التي كان فيها البسمة الحلوة علي وجوهنا والضحكة من القلب والوضوح والصراحة وخفف عنا الكثير من الآلام بابتسامته المعهودة وفوق كل هذا الحب الذي كان يملأ قلبك للجميع صغيراً وكبيرا وهو ما يشعرنا بأنه سيظل معنا.. حتي بروحه وليس بجسده. لن نراك بعد في مكانك.. سنفتقدك كثيراً.. ولكننا أبداً ودائماً نطلب لك الرحمة من الله العلي القدير وأن نلتقي معك في الجنة.