«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة في مهرجان مونز السينمائي الدولي لأفلام الحب ال 92
موعد مع الموت للمسافر الوحيد
نشر في آخر ساعة يوم 26 - 03 - 2013

لقطة من فىلم الختام للممثل الإىطالى فالىرىو الحاصل على جائزة أحسن ممثل عن فىلم »التوازن« للمخرج اىفانو ماتاو
يا مسافر وحدك وفايتني .. ليه تبعد عني (وتقهرني)
رحل الشقيق الغالي .. ابن العم .. سافر لوحده.. وفاتني .. حزينة .. مقهورة .. مكسورة النفس والفؤاد.أكبر منه أنا عمرا.. لكنني كنت أعتبره هو الكبير بطيبة قلبه وحنانه الفياض.. وحبه الشديد لي.. ولزوجي.. وإخوتي.. لم نكن أبناء عمومة.. لكن إخوة وأصدقاء بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ.
سافر (حسن بنه) بعيدا.. دون رجعة للحياة الملوثة.. وغدر الدنيا الذي نعيشه.. قلبه المرهف لم يتحمل الهموم والحسرة والألم علي ما آلت إليه الأحوال في بر المحروسة.. التي لم تعد بالتأكيد محروسة.
كان (حسن بنه) دائما سباقا في كل شيء.. لم يستثن الموت.. فسابقنا إليه ورحل بعيدا عنا.. كان مريضا لكنه كان (يخبي) علي محاولا مداراة آلامه وهو يسأل عني يوميا وأنا أرقد وحيدة في المستشفي الأمريكي بباريس في الغرفة (701).. وحيدة كنت أدعو الله أن تكون أنفاسي الأخيرة التي ألفظها في بلدي.. وأن أموت علي أرض مصر.. وأدفن في ترابها.
كان يواسيني.. ولم يخطر في بالي أبدا أن أرثيه.. وإنه سيسبقني إلي الموت.. رحل حسن بنه بعد أن أخذ معه البهجة والفرح.. وصوته يرن في أذني (اطمني عليّ).. وأنا فعلا مطمئنة عليه الآن بعد أن أصبح في رعاية ربه.. وبجوار أبويه.. راقدا في سلام.. بينما نحن قد حرمنا منه.
إن حقيقة الموت شديدة الإيلام علي النفس والإنسان.. يصبرنا عليها قوة الإيمان والاستسلام إلي القدر الذي لا مفر منه ولا هروب.. ورغم أن الأعمار بيد الله.. ولكل أجل كتاب.. إلا أن الموت المفاجئ يسبب للأهل والأحباب صدمة مروعة.. بينما المرض والمعاناة الجسدية تؤهل من كان حول المريض لانتظار الموت الذي يكون فيه راحة (وستر) لكل من الطرفين.

وفي مهرجان مونز السينمائي الدولي لأفلام الحب.. كانت هناك أفلام تتحدث عن الموت والحب ولعل أجملها لأنه كان صادقا.. وترجمة حقيقية لواقع عاشته مخرجته الشابة الصغيرة (جوستين مال) ابنة المخرج الفرنسي الكبير (لوي مال).. الذي كان يعد من أبرز الوجوه في السينما الفرنسية.. وقدم العديد من الأفلام التي تعد علامة بارزة فيها.
وقد أطلقت (جوستين) علي فيلمها (شباب).. وبالمناسبة هو الفيلم الأول لها.. وقد تأثر جميع الحضور من صدق وجمال هذا الفيلم.. فكان طبيعيا أن تجد الجميع بعد الانتهاء من عرضه غارقين في دموعهم مبللة وجوههم.. كان منهم من يبكي (مال) نفسه وما آلت إليه أحواله الصحية في عامه الأخير.. والكثيرون يبكي كل منهم عزيزا غاليا عليه.. رحل بعد تجربة مرضية شديدة وقاسية.
في تجربة (جوستين مال) وحكايتها مع والدها الكثير من التشابه مع حكايتي مع أبي وأمي.. وكثيرون من أبناء جيلي فتح الله عليهم بكنز كبير يغترفون منه.. وهو رعاية والديهم في أيامهما الأخيرة.. رحم الله الجميع.
في العام الأخير من حياته تعرض المخرج الكبير (لوي مال) لمحنة مرضية شديدة أصابته بالعجز التام وعدم القدرة علي الحركة.. ولا أدري إذا كان من حسن حظه أو سوء حظه أن عقله ظل واعيا يقظا.. بينما كل شيء في حواسه أصيب بالشلل والعجز.. وبقي في منزله الريفي.. ترعاه زوجته الثانية وطفلته الصغيرة التي لم يكن عمرها يتجاوز الثماني سنوات.
في ذلك الوقت كانت (جوستين) في العشرين من عمرها.. وكانت تستعد لامتحاناتها.. وبالتالي لم تكن تتردد عليه كثيرا. وإن كانت في الأيام التي تذهب إليه لا تدخر وسعا في العناية به.. ورغم أنها الشقيقة الكبري إلا أن الصغيرة التي كانت تلازمه تقريبا طوال الوقت كانت تعلمها الكثير في طرق العناية به.. وقد أرادت أن تقدم جوستين هذا الفيلم كنوع من الإعلان عن حبها الكبير لوالدها الراحل.. وأيضا نوع من الاعتذار من أنها لم لكن تملك الكثير من الوقت لتعطيه له.. وهو ما كان في أمس الحاجة إليه.. كما أنها رسالة شكر لكل الأصدقاء الذين لم يتركوا (لوي مال) في أيامه الأخيرة وحيدا.. بل كانوا يترددون عليه للتخفيف عنه.. والترويح عن نفسه.
وغريبة جدا هذه النفس البشرية المعقدة التي ربما لاتجد الوقت وهي (حجة) الزمن التي يلجأ إليها الكثيرون.. ويتحججون بها.. ليعلنوا لمن يحبونهم عن مقدار هذا الحب.. وعندما يفوت الأوان.. يحاولون بشتي الطرق أن يعتذروا.. ويرفعوا صوتهم بالحب.
ومن حسن حظنا أن الموت يأخذ كل شيء.. ولايبقي للميت سوي دعاء ابن صالح يدعو له .. فبارك الله في أبنائنا.. ورحم الله موتانا.

عفوا عزيزي القارئ للحديث عن المرض والموت لكنه في عمري هذا أصبح مرادفا لسنوات الحياة،، فمعظم من أحببتهم تركوني بعد معاناة شديدة.. حمدت الله كثيرا أن أعطاني من الصحة والقوة لأرعاهم وأقوم بكل واجباتي تجاههم ليس فقط أبي وأمي.. لكن أصدقاء مقربون.. وأهل (عزاز) علي النفس كانوا في معزة الأب والأم.
وأنا في الستين من العمر تقريبا.. يزداد إحساسي بفقداني أمي.. ويشتد احتياجي إليها.. ومرارة اليتم عالقة بفمي مع غصة في القلب.. صورتها لاتفارق خيالي.. أدعو لها وأدعو الله دائما أن تزورني في منامي.. والحق أنها لم تخلف لي ميعادا لا في الفرح ولا في الحزن.. سبحان الله أجدها في منامي وأحلامي.. تارة فرحة تبتسم لي .. وتارة أخري تأخذني في أحضانها (تطمئنني)كما كانت تفعل دائما.. لأصحو من نومي مستمدة منها القوة ومن أحضانها الدافئة.. سعيدة بفرحها ومشاركتها لي كل الأشياء الحلوة ورغم مجيئها في (المنام) دائما.. فإنني أقول لها »وحشتيني« يا أمي وأفتقدك كثيرا.

من أجل أمي وكل أم أفعل أي شيء لإسعادها.. والحق أنه مهما كبرنا في العمر وتقدمنا نظل في نظر أمهاتنا أطفالا صغارا نحتاج للرعاية والعناية.
ومن الأشياء التي تسعد كل أم (لمة) أولادها وأحفادها حولها.. فهذه هي السعادة الكبري والفرحة في حياتها.. وهذا اللقاء يتحول إلي (عيد) كبير في قلبها وحياتها.. ومن الأفلام الجميلة التي تعرضت لعلاقة الأم بأولادها وأحفادها (أنت تشرف أمي) وهو فيلم يوناني فرنسي للمخرجة بريجيت روان.. بطولة نيكول جارسيا هذه الفنانة الفرنسية الرائعة القديرة.. وكل من (إيريك كارافاكا).. (باتريك ميل).. وهذا الفيلم يعد الرابع للمخرجة (بريجيت) التي بدأت حياتها الفنية في عام 0991 بفيلم وراء البحار.
(جو) أو (نيكول جارسيا) تزوجت وأنجبت أربعة أبناء.. أصبحوا اليوم رجالا فارعين ناجحين.. لكنها اعتادت لسنوات طويلة أن تمضي شهر (أغسطس) في إحدي جزر اليونان وتقيم مهرجانا صغيرا مع عمدة المدينة يشبه الكرنفال.. وفي هذه السنة اجتمع الأبناء جميعا وتلاقوا كالعادة لكن عند وصولهم يخبرهم العمدة إنه بسبب (الأزمة) العالمية لم تعد هناك ميزانية لهذا المهرجان.. وبالتالي تم إلغاؤه.. لكن أمام إصرار (جو) تستطيع إقناع العمدة بالمشاركة بأقل جهد.. ويكون عليها أن تفتح أحد المنازل المقفلة دون إذن أصحابه ويقوم الأبناء جميعا بتهذيب الأرض وتنظيفها ليقام الاحتفال كالمعتاد.. الفيلم تدور أحداثه في إطار كوميدي.. وقد استطاعت مخرجته أن تلقي الضوء من خلال هذه الأسرة علي الكثير من المفارقات الاجتماعية وتأثيرها علي معظم الأسر اليوم.. كذلك ماتعاني منه معظم دول العالم من جراء الأزمة الاقتصادية التي تشبه الطوفان.
وليبقي دائما الحب الفطري للأم لأبنائها.. ومبادلتهم إياها.. وسعيد في الحياة من رضيت عنه أمه.
كيف تقول وداعا لشخص تحبه.. أو بمعني أدق كيف يكون الوداع لأحب وأعز الناس (الأم).. أكيد بالدعاء.. والصلاة.. ومحاولة تحقيق الأمنيات التي لم تتحقق ولأنهم أشخاص أو أبناء لايتكلمون كثيرا.. ولايجيدون التعبير عن الحب بكلمات ولو بسيطة.. فقد قرروا أن يترجموا هذا الحب الكبير للأم.. (لأمهم) بتحقيق رغبة قديمة مازالت عالقة في الذهن.. رغم سنوات العمر الكثيرة التي مرت.
كانت الأم تعشق أغاني مطرب شهير (ديف).. وكانت تتغني بها لأبنائها عندما كانوا صغارا.. ليناموا علي كلمات وألحان تلك الأغاني الجميلة.. والآن وقد أصبحت الأم مثل الطفل الصغير.. راقدة في الفراش في استسلام للموت.. كان عليهم استدعاء هذا المطرب الكبير ليشدو بألحانه وأغانيه لها وهي في غيبوبتها قبل أن تغفو وتنام (نومتها الأخيرة) في سلام وكأنهم يهدهدونها.. كما دللتهم صغارا.. لترحل في سلام والفرحة تملأ وجهها.. والسعادة تملأ قلوب أبنائها رغم الفراق.. فقد جاء من أحبته أمهم كثيرا ليغني من أجلها أغنية خاصة لها قبل الرحيل.
الفيلم من إخراج الفرنسي (جويل فرانكا) وهو يعد فيلمه الروائي الأول الطويل.. وهو إنتاج فرنسي بلجيكي.. وشارك في بطولته (سيلفي تستود) باتريك تيمست وفاير يزيو رو نجيوني.

نحن نفرق في أحزاننا.. نتمني لو مد أحد إلينا يده وألقي لنا بطوق نجاة ويجعلنا نطفو علي سطح الأحزان.. بالطبع لن ننساها.. لكنه يجب علينا أن (نتناساها) ونتظاهر بذلك، كي نستطيع الاستمرار في الحياة.. وماتبقي لنا في مشوارها واضعين أمام أعيننا أنه من (اليأس يولد الأمل) وبعد الضيق يأتي الفرج.. ومن الموت تكون الحياة.
وهذا بالضبط ماحدث لبطلة فيلمنا (استونية في باريس) الذي عرض في الختام وهو الفيلم الثالث لمخرجه (إلمار راج) وهو إنتاج كل من استونيا - بلجيكا - فرنسا. وشارك في بطولته كل من العبقرية (جين مورر) و(ليز ماجي).. وباتريك بينو .. وكورانتان لوبيه. وهو عن سيناريو شارك في كتابته المخرج إلمار راج.. وكل من آنياس فوفر وليز ما شبوف.
كانت (آن) ابنة وفية بارة بأمها.. تركت كل شيء في الحياة لرعايتها بعد أن أصيبت بالشلل وباتت في حاجة لمرافق دائم.. تركت (آن) زوجها الذي لم يتحمل رعايتها لأمها.. وظلت تراعي أبناءها الذين انحازوا لصفها.. بل يقومون بمساعدتها في رعاية الجدة.. كانت (آن) تبيع المنتجات الصوفية.. وتصنع المربي لتجني من ثمن البيع ما يكفيها علي الحياة.. التي كانت تخلو بالطبع من كل متع سوي رعاية الأم المريضة وبعد وفاتها كان عليها أن ترحل بعيدا عن هذا المنزل الذي ظلت حبيسة به سنوات طوالا.. وجاءت الفرصة عرض عمل لرعاية سيدة عجوز مسنة في باريس.
فرحت (آن) فها هي سوف تذهب لزيارة المدينة الجميلة.. لكنها لم تعرف أبدا أنها سوف تقوم برعاية عجوز.. عنيدة ترفض الغرباء طباعها شديدة السوء من الصعب إرضاؤها.. ومابين اكتشاف المدينة الجميلة.. بكل سحرها.. تستطيع أيضا بصبرها وذكائها أن تكتشف آلام وأحزان هذه السيدة التي تجعلها منعزلة رافضة الحياة.. وبعد أن كانت »فريدة« رافضة تماما ل (آن) إلا أنها في النهاية تقبلها وتعتبرها كابنتها.. خاصة بعد أن استطاعت أن تقنع (سنبنان) الذي يصغر فريدة بسنوات طويلة بأنها تحبه.. وأنه الوحيد القادر علي إسعاد هذه العجوز في أيامها الأخيرة.
وعجبا لك أيها الحب الساحر الذي لايعرف عمرا ولا زمنا.. وبقدر ما يسبب السعادة الكبيرة والأمل للبعض.. فإنه قد يكون سببا لأحزان كثيرة لاتفارقنا.
وكان الثمن باهظا.. دفعه رجل متزن عاقل زوج.. ورب أسرة سعيد عندما خضع لنزوة أطاحت بحياته كلها.. فقد عرفت زوجته بخيانته ورفضت الاستمرار معه.. وبالتالي كان عليه الخروج من المنزل.. ليجد نفسه في الشارع.. مثله مثل (الشحاذين) فمرتبه لايكفي النفقة ومصاريف الأولاد .. والحياة بمفرده.
شهور عديدة عاش فيها حياة التشرد والملاجئ جعلته يفكر في الانتحار بإلقاء نفسه علي قضبان القطار.. لكن يتم إنقاذه في آخر وقت وفي نفس اللحظة يتلقي اتصالا من زوجته بعد أن اقنعتها الابنة بأنه لابد أن تغفر له.. فلكل منا خطاياه وعلينا أن نعرف كيف نسامح بعضنا البعض ففي الغفران صفاء للنفس والروح.
والغريب أنه كم من الأسر السعيدة أمام نزوات الزوج تتعرض للانهيار.. معتمدا كثيرا علي أن الزوجة لابد أن تغفر وتسامح من أجل أبنائها لأنه في بلدنا الزوجة تخشي الكثير عند الطلاق.. بينما القوانين في الخارج تحمي الطفل والزوجة.. وعلي الرجل أن يعلم أن هناك ثمنا كبيرا يجب دفعه لنزواته.
يا مسافر وحدك وفايتني .. ليه تبعد عني (وتقهرني)
رحل الشقيق الغالي .. ابن العم .. سافر لوحده.. وفاتني .. حزينة .. مقهورة .. مكسورة النفس والفؤاد.
أكبر منه أنا عمرا.. لكنني كنت أعتبره هو الكبير بطيبة قلبه وحنانه الفياض.. وحبه الشديد لي.. ولزوجي.. وإخوتي.. لم نكن أبناء عمومة.. لكن إخوة وأصدقاء بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ.
سافر (حسن بنه) بعيدا.. دون رجعة للحياة الملوثة.. وغدر الدنيا الذي نعيشه.. قلبه المرهف لم يتحمل الهموم والحسرة والألم علي ما آلت إليه الأحوال في بر المحروسة.. التي لم تعد بالتأكيد محروسة.
كان (حسن بنه) دائما سباقا في كل شيء.. لم يستثن الموت.. فسابقنا إليه ورحل بعيدا عنا.. كان مريضا لكنه كان (يخبي) علي محاولا مداراة آلامه وهو يسأل عني يوميا وأنا أرقد وحيدة في المستشفي الأمريكي بباريس في الغرفة (701).. وحيدة كنت أدعو الله أن تكون أنفاسي الأخيرة التي ألفظها في بلدي.. وأن أموت علي أرض مصر.. وأدفن في ترابها.
كان يواسيني.. ولم يخطر في بالي أبدا أن أرثيه.. وإنه سيسبقني إلي الموت.. رحل حسن بنه بعد أن أخذ معه البهجة والفرح.. وصوته يرن في أذني (اطمني عليّ).. وأنا فعلا مطمئنة عليه الآن بعد أن أصبح في رعاية ربه.. وبجوار أبويه.. راقدا في سلام.. بينما نحن قد حرمنا منه.
إن حقيقة الموت شديدة الإيلام علي النفس والإنسان.. يصبرنا عليها قوة الإيمان والاستسلام إلي القدر الذي لا مفر منه ولا هروب.. ورغم أن الأعمار بيد الله.. ولكل أجل كتاب.. إلا أن الموت المفاجئ يسبب للأهل والأحباب صدمة مروعة.. بينما المرض والمعاناة الجسدية تؤهل من كان حول المريض لانتظار الموت الذي يكون فيه راحة (وستر) لكل من الطرفين.

وفي مهرجان مونز السينمائي الدولي لأفلام الحب.. كانت هناك أفلام تتحدث عن الموت والحب ولعل أجملها لأنه كان صادقا.. وترجمة حقيقية لواقع عاشته مخرجته الشابة الصغيرة (جوستين مال) ابنة المخرج الفرنسي الكبير (لوي مال).. الذي كان يعد من أبرز الوجوه في السينما الفرنسية.. وقدم العديد من الأفلام التي تعد علامة بارزة فيها.
وقد أطلقت (جوستين) علي فيلمها (شباب).. وبالمناسبة هو الفيلم الأول لها.. وقد تأثر جميع الحضور من صدق وجمال هذا الفيلم.. فكان طبيعيا أن تجد الجميع بعد الانتهاء من عرضه غارقين في دموعهم مبللة وجوههم.. كان منهم من يبكي (مال) نفسه وما آلت إليه أحواله الصحية في عامه الأخير.. والكثيرون يبكي كل منهم عزيزا غاليا عليه.. رحل بعد تجربة مرضية شديدة وقاسية.
في تجربة (جوستين مال) وحكايتها مع والدها الكثير من التشابه مع حكايتي مع أبي وأمي.. وكثيرون من أبناء جيلي فتح الله عليهم بكنز كبير يغترفون منه.. وهو رعاية والديهم في أيامهما الأخيرة.. رحم الله الجميع.
في العام الأخير من حياته تعرض المخرج الكبير (لوي مال) لمحنة مرضية شديدة أصابته بالعجز التام وعدم القدرة علي الحركة.. ولا أدري إذا كان من حسن حظه أو سوء حظه أن عقله ظل واعيا يقظا.. بينما كل شيء في حواسه أصيب بالشلل والعجز.. وبقي في منزله الريفي.. ترعاه زوجته الثانية وطفلته الصغيرة التي لم يكن عمرها يتجاوز الثماني سنوات.
في ذلك الوقت كانت (جوستين) في العشرين من عمرها.. وكانت تستعد لامتحاناتها.. وبالتالي لم تكن تتردد عليه كثيرا. وإن كانت في الأيام التي تذهب إليه لا تدخر وسعا في العناية به.. ورغم أنها الشقيقة الكبري إلا أن الصغيرة التي كانت تلازمه تقريبا طوال الوقت كانت تعلمها الكثير في طرق العناية به.. وقد أرادت أن تقدم جوستين هذا الفيلم كنوع من الإعلان عن حبها الكبير لوالدها الراحل.. وأيضا نوع من الاعتذار من أنها لم لكن تملك الكثير من الوقت لتعطيه له.. وهو ما كان في أمس الحاجة إليه.. كما أنها رسالة شكر لكل الأصدقاء الذين لم يتركوا (لوي مال) في أيامه الأخيرة وحيدا.. بل كانوا يترددون عليه للتخفيف عنه.. والترويح عن نفسه.
وغريبة جدا هذه النفس البشرية المعقدة التي ربما لاتجد الوقت وهي (حجة) الزمن التي يلجأ إليها الكثيرون.. ويتحججون بها.. ليعلنوا لمن يحبونهم عن مقدار هذا الحب.. وعندما يفوت الأوان.. يحاولون بشتي الطرق أن يعتذروا.. ويرفعوا صوتهم بالحب.
ومن حسن حظنا أن الموت يأخذ كل شيء.. ولايبقي للميت سوي دعاء ابن صالح يدعو له .. فبارك الله في أبنائنا.. ورحم الله موتانا.

عفوا عزيزي القارئ للحديث عن المرض والموت لكنه في عمري هذا أصبح مرادفا لسنوات الحياة،، فمعظم من أحببتهم تركوني بعد معاناة شديدة.. حمدت الله كثيرا أن أعطاني من الصحة والقوة لأرعاهم وأقوم بكل واجباتي تجاههم ليس فقط أبي وأمي.. لكن أصدقاء مقربون.. وأهل (عزاز) علي النفس كانوا في معزة الأب والأم.
وأنا في الستين من العمر تقريبا.. يزداد إحساسي بفقداني أمي.. ويشتد احتياجي إليها.. ومرارة اليتم عالقة بفمي مع غصة في القلب.. صورتها لاتفارق خيالي.. أدعو لها وأدعو الله دائما أن تزورني في منامي.. والحق أنها لم تخلف لي ميعادا لا في الفرح ولا في الحزن.. سبحان الله أجدها في منامي وأحلامي.. تارة فرحة تبتسم لي .. وتارة أخري تأخذني في أحضانها (تطمئنني)كما كانت تفعل دائما.. لأصحو من نومي مستمدة منها القوة ومن أحضانها الدافئة.. سعيدة بفرحها ومشاركتها لي كل الأشياء الحلوة ورغم مجيئها في (المنام) دائما.. فإنني أقول لها »وحشتيني« يا أمي وأفتقدك كثيرا.

من أجل أمي وكل أم أفعل أي شيء لإسعادها.. والحق أنه مهما كبرنا في العمر وتقدمنا نظل في نظر أمهاتنا أطفالا صغارا نحتاج للرعاية والعناية.
ومن الأشياء التي تسعد كل أم (لمة) أولادها وأحفادها حولها.. فهذه هي السعادة الكبري والفرحة في حياتها.. وهذا اللقاء يتحول إلي (عيد) كبير في قلبها وحياتها.. ومن الأفلام الجميلة التي تعرضت لعلاقة الأم بأولادها وأحفادها (أنت تشرف أمي) وهو فيلم يوناني فرنسي للمخرجة بريجيت روان.. بطولة نيكول جارسيا هذه الفنانة الفرنسية الرائعة القديرة.. وكل من (إيريك كارافاكا).. (باتريك ميل).. وهذا الفيلم يعد الرابع للمخرجة (بريجيت) التي بدأت حياتها الفنية في عام 0991 بفيلم وراء البحار.
(جو) أو (نيكول جارسيا) تزوجت وأنجبت أربعة أبناء.. أصبحوا اليوم رجالا فارعين ناجحين.. لكنها اعتادت لسنوات طويلة أن تمضي شهر (أغسطس) في إحدي جزر اليونان وتقيم مهرجانا صغيرا مع عمدة المدينة يشبه الكرنفال.. وفي هذه السنة اجتمع الأبناء جميعا وتلاقوا كالعادة لكن عند وصولهم يخبرهم العمدة إنه بسبب (الأزمة) العالمية لم تعد هناك ميزانية لهذا المهرجان.. وبالتالي تم إلغاؤه.. لكن أمام إصرار (جو) تستطيع إقناع العمدة بالمشاركة بأقل جهد.. ويكون عليها أن تفتح أحد المنازل المقفلة دون إذن أصحابه ويقوم الأبناء جميعا بتهذيب الأرض وتنظيفها ليقام الاحتفال كالمعتاد.. الفيلم تدور أحداثه في إطار كوميدي.. وقد استطاعت مخرجته أن تلقي الضوء من خلال هذه الأسرة علي الكثير من المفارقات الاجتماعية وتأثيرها علي معظم الأسر اليوم.. كذلك ماتعاني منه معظم دول العالم من جراء الأزمة الاقتصادية التي تشبه الطوفان.
وليبقي دائما الحب الفطري للأم لأبنائها.. ومبادلتهم إياها.. وسعيد في الحياة من رضيت عنه أمه.
كيف تقول وداعا لشخص تحبه.. أو بمعني أدق كيف يكون الوداع لأحب وأعز الناس (الأم).. أكيد بالدعاء.. والصلاة.. ومحاولة تحقيق الأمنيات التي لم تتحقق ولأنهم أشخاص أو أبناء لايتكلمون كثيرا.. ولايجيدون التعبير عن الحب بكلمات ولو بسيطة.. فقد قرروا أن يترجموا هذا الحب الكبير للأم.. (لأمهم) بتحقيق رغبة قديمة مازالت عالقة في الذهن.. رغم سنوات العمر الكثيرة التي مرت.
كانت الأم تعشق أغاني مطرب شهير (ديف).. وكانت تتغني بها لأبنائها عندما كانوا صغارا.. ليناموا علي كلمات وألحان تلك الأغاني الجميلة.. والآن وقد أصبحت الأم مثل الطفل الصغير.. راقدة في الفراش في استسلام للموت.. كان عليهم استدعاء هذا المطرب الكبير ليشدو بألحانه وأغانيه لها وهي في غيبوبتها قبل أن تغفو وتنام (نومتها الأخيرة) في سلام وكأنهم يهدهدونها.. كما دللتهم صغارا.. لترحل في سلام والفرحة تملأ وجهها.. والسعادة تملأ قلوب أبنائها رغم الفراق.. فقد جاء من أحبته أمهم كثيرا ليغني من أجلها أغنية خاصة لها قبل الرحيل.
الفيلم من إخراج الفرنسي (جويل فرانكا) وهو يعد فيلمه الروائي الأول الطويل.. وهو إنتاج فرنسي بلجيكي.. وشارك في بطولته (سيلفي تستود) باتريك تيمست وفاير يزيو رو نجيوني.

نحن نفرق في أحزاننا.. نتمني لو مد أحد إلينا يده وألقي لنا بطوق نجاة ويجعلنا نطفو علي سطح الأحزان.. بالطبع لن ننساها.. لكنه يجب علينا أن (نتناساها) ونتظاهر بذلك، كي نستطيع الاستمرار في الحياة.. وماتبقي لنا في مشوارها واضعين أمام أعيننا أنه من (اليأس يولد الأمل) وبعد الضيق يأتي الفرج.. ومن الموت تكون الحياة.
وهذا بالضبط ماحدث لبطلة فيلمنا (استونية في باريس) الذي عرض في الختام وهو الفيلم الثالث لمخرجه (إلمار راج) وهو إنتاج كل من استونيا - بلجيكا - فرنسا. وشارك في بطولته كل من العبقرية (جين مورر) و(ليز ماجي).. وباتريك بينو .. وكورانتان لوبيه. وهو عن سيناريو شارك في كتابته المخرج إلمار راج.. وكل من آنياس فوفر وليز ما شبوف.
كانت (آن) ابنة وفية بارة بأمها.. تركت كل شيء في الحياة لرعايتها بعد أن أصيبت بالشلل وباتت في حاجة لمرافق دائم.. تركت (آن) زوجها الذي لم يتحمل رعايتها لأمها.. وظلت تراعي أبناءها الذين انحازوا لصفها.. بل يقومون بمساعدتها في رعاية الجدة.. كانت (آن) تبيع المنتجات الصوفية.. وتصنع المربي لتجني من ثمن البيع ما يكفيها علي الحياة.. التي كانت تخلو بالطبع من كل متع سوي رعاية الأم المريضة وبعد وفاتها كان عليها أن ترحل بعيدا عن هذا المنزل الذي ظلت حبيسة به سنوات طوالا.. وجاءت الفرصة عرض عمل لرعاية سيدة عجوز مسنة في باريس.
فرحت (آن) فها هي سوف تذهب لزيارة المدينة الجميلة.. لكنها لم تعرف أبدا أنها سوف تقوم برعاية عجوز.. عنيدة ترفض الغرباء طباعها شديدة السوء من الصعب إرضاؤها.. ومابين اكتشاف المدينة الجميلة.. بكل سحرها.. تستطيع أيضا بصبرها وذكائها أن تكتشف آلام وأحزان هذه السيدة التي تجعلها منعزلة رافضة الحياة.. وبعد أن كانت »فريدة« رافضة تماما ل (آن) إلا أنها في النهاية تقبلها وتعتبرها كابنتها.. خاصة بعد أن استطاعت أن تقنع (سنبنان) الذي يصغر فريدة بسنوات طويلة بأنها تحبه.. وأنه الوحيد القادر علي إسعاد هذه العجوز في أيامها الأخيرة.
وعجبا لك أيها الحب الساحر الذي لايعرف عمرا ولا زمنا.. وبقدر ما يسبب السعادة الكبيرة والأمل للبعض.. فإنه قد يكون سببا لأحزان كثيرة لاتفارقنا.
وكان الثمن باهظا.. دفعه رجل متزن عاقل زوج.. ورب أسرة سعيد عندما خضع لنزوة أطاحت بحياته كلها.. فقد عرفت زوجته بخيانته ورفضت الاستمرار معه.. وبالتالي كان عليه الخروج من المنزل.. ليجد نفسه في الشارع.. مثله مثل (الشحاذين) فمرتبه لايكفي النفقة ومصاريف الأولاد .. والحياة بمفرده.
شهور عديدة عاش فيها حياة التشرد والملاجئ جعلته يفكر في الانتحار بإلقاء نفسه علي قضبان القطار.. لكن يتم إنقاذه في آخر وقت وفي نفس اللحظة يتلقي اتصالا من زوجته بعد أن اقنعتها الابنة بأنه لابد أن تغفر له.. فلكل منا خطاياه وعلينا أن نعرف كيف نسامح بعضنا البعض ففي الغفران صفاء للنفس والروح.
والغريب أنه كم من الأسر السعيدة أمام نزوات الزوج تتعرض للانهيار.. معتمدا كثيرا علي أن الزوجة لابد أن تغفر وتسامح من أجل أبنائها لأنه في بلدنا الزوجة تخشي الكثير عند الطلاق.. بينما القوانين في الخارج تحمي الطفل والزوجة.. وعلي الرجل أن يعلم أن هناك ثمنا كبيرا يجب دفعه لنزواته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.