ما نشرته صحيفة "المساء" في صفحتها الثالثة أمس عن ضابط الموساد الإسرائيلي الذي انتحل صفة إمام مسجد في ليبيا لتغطية عمله كجاسوس لإسرائيل. وانضم وتسلل مع الدواعش إلي ليبيا. وشكل مجموعة مقاتلة لاختراق الحدود المصرية مع ليبيا. وتهديد الداخل المصري. يكشف عن تطور خطير في الحرب التي يشنها الإرهاب ضد مصر. الجاسوس الإسرائيلي. كما نشرت الصحيفة اسمه الحقيقي "بنيامين إفرايم". وهو ضابط بالجيش الإسرائيلي من فرقة المستعربين. وهي فئة من الضباط المتخصصين في كل شئون الدول العربية ولهجاتها وطوائفها الدينية. وتعمل بتنسيق مباشر مع الموساد. وقد أطلق الجاسوس علي نفسه اسم "أبوحفص" وتسلل إلي ليبيا مع مسلحين من تنظيم داعش. واستقر في إحدي مناطق مدينة بنغازي شرق ليبيا. والقريبة من الحدود المصرية. وأنه عمل إماماً لأحد مساجد المنطقة. وشكل جماعة مسلحة من مائتي مقاتل عملت علي محاولة اختراق الحدود المصرية وتهديد الداخل المصري. وأن مصدراً أمنياً ليبياً كشف عن دور قامت به المخابرات المصرية في كشف حقيقة هذا الجاسوس. وتقديم معلومات عنه للسلطات الليبية ساعدت في عملية ضبطه وتقديمه للمحاكمة. وقد دعمت "المساء" الخبر بصورة كبيرة وواضحة للجاسوس الإسرائيلي بعد القبض عليه. وهو ما يعزز مصداقية الخبر. ويعتبر انفراداً مهماً للصحيفة. والخبر يكشف عن الجزء "المسكوت عنه" في الحرب التي يشنها الإرهاب. ليس ضد مصر وحدها بل ضد الدول العربية. وهو: من يريد هذه الحرب. ومن يشارك فيها. ومن له مصلحة في هدم الدول العربية وإسقاطها. وإحداث فوضي عارمة ومدمرة في المنطقة تمهيداً لإعادة تشكيل خريطتها بما يخدم أهدافه. بنيامين أفرايم مجرد نموذج. واكتشاف أمره لا يعني أنه الوحيد في صفوف داعش أو غيرها من التنظيمات.. ولا الوحيد علي الأراضي الليبية. بل هو فقط رأس جبل الجليد الذي يوجد في سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي غيرها. ولعلنا لا ننسي الجاسوس الإسرائيلي الذي اكتشفناه في ميدان التحرير في أحداث 25 يناير 2011. أي أن المخطط واضح ومكشوف من البداية. وكل الأجهزة السيادية في مصر والدول العربية تعرفه. وتتعامل معه. لكن أحداً لا يحدث صراحة عنه وعن تفاصيل ما يجري في مواجهته. وهذا يعيدنا إلي نشأة تنظيم داعش ومن وراءه. وإلي كل التنظيمات الإرهابية القديمة والمستحدثة التي تتصارع وتتقاتل علي الأراضي العربية. بل هذا يفسر لنا. لماذا يريد الإرهابيون القضاء علي الجيش الليبي والجيش السوري والجيش اليمني. ويكثفون محاولاتهم ضد الجيش المصري. وكل ذلك باسم الدين. بينما لا يقترب أحد من أولئك الذين يريدون هدم المسجد الأقصي. أحد أعز رموز الدين. أبوحفص الإسرائيلي هو الوجه الآخر ل أبوبكر البغدادي وأمثاله.. وهو ليس جديداً.. فقط هو جعل "المسكوت عليه".. مفضوحاً.