أثبتت الدراسات مؤخرا ان 30% من الشباب المصري يتوهم ان المخدرات تساعده علي العمل لفترات اطول.. ويري 36% انها تمكنه من نسيان همومه وان 34% من الشباب يري ان المخدرات تساعده علي التغلب علي الاكتئاب و36% يري انها تجعله خفيف الظل.. ويري اخرون من الشباب يصل عددهم إلي 29% انها تزيد الجرأة.. بينما يتوهم 26% منهم انها تزيد الابداع.. و37% من الشباب يري ان المخدرات تجربة لن تسبب لهم اضراراً.. ارقام مخيفة ومفزعة نشرت مؤخرا من خلال صندوق مكافحة وعلاج الادمان والتعاطي مما دعانا إلي ضرورة اجراء حديث من القلب مع عمرو عثمان مدير الصندوق في السطور القادمة:- * منذ متي توليت ادارة الصندوق.. واين كنت قبل ذلك؟ ** توليت مسئولية ادارة الصندوق منذ عامين تقريبا.. وقبلها كنت مديراً لبرنامج مكافحة المخدرات التابع للامم المتحدة.. كما انني اتولي رئاسة لجنة الخبراء لجامعة الدول العربية المعنية بوضع الاستراتيجية عربيا لمكافحة الادمان والمخدرات. وذلك بعد حصولي علي العديد من الدورات الخاصة في هذا المجال دولياً. * ما حقيقة هذه الدراسة التي ذكرناها في المقدمة.. خاصة ان هناك العديد من الاتهامات للصندوق بأن هناك تقصيرا لعدم القضاء علي الادمان والمخدرات؟ ** هذه الاتهامات باطلة. وهذه القضية لن تنتهي بين ليلة وضحاها. فهناك 11 جهة حكومية معنية بمكافحة الادمان والمخدرات منها وزارات التربية والتعليم. التعليم العالي. الثقافة. الصحة. الاوقاف. الاعلام. والداخلية. والمجالس القومية. للشباب. ومكافحة الادمان. والطفولة. * هل يوجد تنسيق بين كل هذه الهيئات والوزارات؟ ** بالطبع.. هناك خطة استراتيجية حددت المهام والادوار لكل هذه الجهات وجاري استكمال باقي الاستراتيجية.. "فأيد لوحدها لاتصفق" مؤكدا بضرورة الاهتمام بالنشء لانهم الامل في بكره. ومحاولة منعهم من التدخين من خلال عدة وسائل سواء الندوات او المسلسلات او الافلام او الكتيبات في المدارس والاندية ومراكز الشباب. * هل التفكك الاسري له دور في عملية الادمان للشباب؟ ** تصور ان هذا الاعتقاد خاطيء.. لان المفاجأة ان احدث الدراسات لدينا اثبتت ان 54% من المدمنين في سن الشباب يعيشون مع اسرهم دون تفكك اي بصورة طبيعية ولايعلم للوالدين عنهم شييء.. ولكن للأسف لايوجد تواصل ولاتفاعل بين الوالدين والابناء.. مع العلم ان الاسرة هي الخلية الاولي لتربية الابناء. * ما هو الجديد في اسلوب مكافحة الادمان لديكم؟! ** نحرص دائما علي تطوير برامجنا خاصة ان مواجهة المخدرات تحتاج إلي جوانب عديدة من خلال الانشطة الادبية والفنية والتثقيفية والدينية لتعديل السلوك بمفهوم اوسع وشامل بدون تعقيد. ومؤخراً تم اصدار اول كتيب ارشادي للرد علي اساليب ترويج المخدرات بين الشباب وطرق مواجهتها ويتم توزيعه حاليا في كافة التجمعات الشبابية ومن خلال رابطة المتطوعين الشباب بالصندوق الذي يصل عددهم إلي 23 الف ونصف شاب وفتاة في 16 محافظة بالاضافة إلي الانتهاء من اعداد مكون تعليمي حول مشكلة التدخين والمخدرات بالمناهج الدراسية بمرحلة التعليم الاساسي.. والتي تعتبر وثيقة تساهم في تهيئة بيئة مدرسية نظيفة رافضة لثقافة التدخين والمخدرات. خاصة ان هذه المرحلة السنية من النشء هم الفئات الاكثر عرضة للانخراط في هذه المشكلة وسيتم تفعيل هذا المكون في المدارس التعليمية من خلال تطوير المناهج التعليمية بداية من العام القادم. * شيء جميل ان يتفاعل هذا العدد من الشباب المتطوع ببرامج الصندوق ولكن ما هو تأثيرهم في التوعية بمخاطر التدخين والمخدرات؟! ** قال عمرو عثمان: تمكن الف شاب متطوع من الصندوق بخطة عمل عاجلة خلال شهر رمضان الماضي شملت المساجد والكنائس والاندية بطرق غير تقليدية حيث تم التنسيق مع الجمعيات الخيرية المختلفة والتواصل لنشر المواد الاعلامية باخطار التدخين والمخدرات بمناطق مصر القديمة وشبرا والمظلات و6 أكتوبر والعباسية والسيدة ومصر الجديدة. كما طرح الشباب فكرة تصميم امساكية شهر رمضان وتم توزيعها علي كافة فئات المجتمع وذلك لتوسيع قاعدة الاستفادة لاكبر عدد ممكن من الشباب ووصل عدد المستفيدين من الحملة إلي 5 آلاف مواطن. ورصد الشباب مشاهد التدخين والمخدرات داخل الدراما واعداد دراسة بشأن عدد هذه المشاهد وتحليل مضمونها وكشف تأثيرها علي الاطفال والشباب. كما تم مؤخرا تشكيل اول لجنة عليا لمواجهة المخدرات بمحافظة الشرقية وتجهيز اماكن العلاج المجاني لمرضي الادمان علي مستوي المحافظة وانشاء فرع للخط الساخن لعلاج الادمان "16023" جدير بالذكر ان الشباب سيمثل في اللجنة العليا لمواجهة المخدرات. * وماذا عن الخط الساخن؟ ** الخط الساخن 16023 يعمل علي مدار 24 ساعة ويقدم خدمات في ثلاثة اتجاهات المشورة والعلاج والتأهيل بالمجان وبسرية تامة علي ايدي شباب متدرب ومتخصص في هذا المجال. * هل المناخ العام من انتشار الفساد والمفسدين والبطالة وغياب الوعي الديني يشجع علي زيادة الاقبال علي المخدرات؟ ** بالفعل انتشار المخدرات مرتبط بالسياق العام للمجتمع.. فتصور ان بعد ثورة 25 يناير جاءت اعداد غفيرة من الشباب من تلقاء نفسها للعلاج. فكانت الثورة والروح التي بعثت في نفوس المصريين مفجرة لهم من اجل ان يكون مواطنا صالحا وللتخلص من هذه المشكلة اللعينة. * لو أردت ان تبعث رسا ئل قصيرة لمن توجهها؟ ** الشباب: ادعوه للتواصل مع الصندوق والتفاعل مع الانشطة والبرامج التي يقدمها الصندوق لمواجهة مشكلة البطالة حتي يكونوا "شباب فاعل وغير مفعول به". ** رسالة للأسرة: أهم الطرق واقصرها لحماية الابناء من الادمان والمخدرات والتدخين مصادقتهم علي مبدأ "ان كبر ابنك خويه" والا يقتصر ذلك علي الشباب فقط ولكن يجب متابعة ايضا الفتيات والتعرف علي اصدقاء الابناء وحذار من اصدقاء السوء. ** الاعلام: علي وسائل الإعلام المختلفة تخصيص فقرات ومساحات للتوعية بمخاطر التدخين والادمان في البرامج لرصد سلبيات هذه القضية وايضا لكتاب المسلسلات الدرامية والافلام لتقديم النماذج الايجابية في هذا المجال.