قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بتشكيل لجنة لإعادة دراسة موقف مطار النزهة وإعادة العرض بعد انتهاء اللجنة من الدراسة يعيد إلي الأذهان قضية السماوات المفتوحة وقراره بتشكيل لجنة للدراسة بعد أن كاد أصحاب الصوت العالي والمنتفعون أن يحققوا نصرا لحسابهم الشخصي بغض النظر عن الآثار الكارثية التي كان سيخلفها قرار تطبيق السماوات المفتوحة في مطار القاهرة علي صناعة النقل الجوي بصفة خاصة والاقتصاد القومي بصفة عامة. وطالما بدأت اللجنة الدراسة وجب علينا أن نكشف بعض الكواليس التي لو أخذتها لجنة الدراسة في الحسبان لتأكد للجميع أهمية وضرورة.. بل حتمية الإبقاء علي مطار النزهة وتشغيله كمطار تبادلي مع مطار برج العرب. ولعل أهم أسباب التي يتجاهلها البعض أن تصميم مطار برج العرب وبعد إجراء التعديلات يستوعب مليوناً و400 ألف راكب سنويا في حين بلغ عدد الركاب العابرين له حاليا حوالي مليونين و800 ألف راكب وهو ما يسبب تكدساً للركاب شبه مستديم سواء في السفرأو الوصول كما يشكل هذا الأمر ضغطا كبيرا علي الأجهزة الأمنية وغير الأمنية في مطار برج العرب. بالطبع بعد الزيادة الكبيرة في أعداد الركاب عن الطاقة الاستيعابية للمطار خطط القائمون علي الطيران المدني وقرروا حتمية سرعة توسعة مطار برج العرب وإنشاء مبني جديد لرفع قدرته الاستيعابية إلي 4 ملايين راكب سنويا لاستيعاب الزيادة الحالية التي تفوق قدرته والزيادات المتوقعة في أعداد المسافرين.. وبالفعل سيبدأ خلال الأسابيع القليلة القادمة بدء مشروع رفع كفاءة مطار برج العرب وإنشاء مبني جديد بقرض "جايكا" اليابانية حيث يستغرق هذا المشروع 4 سنوات تقريبا.. وهو ما دفع شركة المطارات لتطوير مطار النزهة ورفع كفاءته وإطالة ممر الهبوط لاستيعاب هبوط الطائرات الصغيرة والمتوسطة والزيادة في حركة الركاب علي مطار برج العرب التي تصل إلي 800 ألف راكب سنويا لحين الانتهاء من توسعته وإنشاء المبني الجديد. أما مشكلة العشوائيات وهي تقع علي مسافة 600 متر علي جانب واحد من الممر الذي يبلغ طوله ألفين ومائتي متر وتم التغلب عليها بإنشاء سور خرساني تقرر أن تقوم القوات المسلحة بتوريده وتركيبه. يبقي سبب رئيسي يدفعنا للإبقاء علي مطار النزهة وتشغيله ليكون تبادليا مع مطار برج العرب الذي يضم حاليا ممرا واحدا لهبوط وإقلاع الطائرات لأنه في حالة تعطل الممر لا قدر الله أو طلب تشغيله كعمليات للقوات المسلحة سيضطر الطيران المدني تحويل هبوط الطائرات في مطار القاهرة بدلا من الهبوط في الاسكندرية ولنا أن نتخيل حجم الأزمة وقتها خاصة ركاب الترانزيت وكيفية سفرهم علي رحلاتهم. أتمني أن تضع اللجنة التي تقوم بدراسة أمر مطار النزهة كل شيء في حسبانها وألا نتسرع بقرار إغلاقه ختي لا نندم في وقت لا ينفع فيه ندم. وعمار يامصر!