أحسنت أمانة المؤتمر الأدبي السادس عشر لإقليم شرق الدلتا الثقافي باختيار ¢الأدب وقضايا الوطن¢ عنواناً للمؤتمر الذي سعي إلي تأكيد درور الأدب وقدرته علي الفعل والإنجاز في هذا الظرف الصعب الذي تمر به البلاد. كما أحسنت الأمانة. التي تولاها الكاتب محمد خليل .باختيار العلامة د.محمود إسماعيل ابن المصورة وأستاذ التاريخ بآداب عين شمس والمفكر المستنير الكبير . رئيسا للمؤتمر . حيث مثلت رئاسته إضافة مهمة للمؤتمر بقيمته وقامته العالية. أما عن إقليم شرق الدلتا برئاسة الرجل المحترم محمد مرعي. فقد بذل جهداً طيبا في تنظيم المؤتمر والخروج به علي نحو يجعل منه نموذجا جيدا للمؤتمرات الأدبية الناجحة والمطلوبة الآن بشدة. وكذلك الفرع الثقافي بالدقهلية برئاسة عاطف عميرة. وكل العاملين بالإقليم الذين كانوا شعلة نشاط خلال أيام المؤتمر الثلاثة. الأجمل في هذا المؤتمر الذي عقد بكلية الآداب بالمنصورة أن مكان الإقامة كان داخل الجامعة أيضاً ماجعل نسبة الحضور في الجلسات كبيرة . أضيف إليها طلاب الجامعة من المهتمين بالأدب الذين حرصوا علي الحضور. صحيح أن عقد المؤتمر في قصر الثقافة كان أفضل. لكن ما باليد حيلة فالقصر الذي تم تطويره وترميمه منذ عدة شهور يخضع الآن لعمليات ترميم جديدة ولاأدري من المسئول عن ذلك. المؤتمر افتتحه حسين صبرة رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية نائباً عن صبري سعيد رئيس هيئة قصور الثقافة .ونائب رئيس جامعة المنصورة د.زكي زيدان . ود.رضا سيد عميد كلية الآداب. ومحمد مرعي رئيس إقليم شرق الدلتا. في حضور د.محمود إسماعيل رئيس المؤتمر . والكاتب محمد خليل أمين عام المؤتمر. كيانات قزمية ولعل الكلمة التي استهل بها د.محمود إسماعيل فعاليات المؤتمر تعكس التوفيق الذي لازم أمانة المؤتمر في اختيار عنوانه ومحاوره. حيث أكد د.إسماعبل أن أزمة الوطن الآن نتاج التطرف الديني في الداخل . وأخطار الثورة العلمية في الخارج. الدين الذي جاء رحمة للعالمين تحول إلي إيديولوجية لسفك الدماء وسبي النساء. والعلم الذي تخلي عن رسالته في عمران الأرض . وتحول إلي تكنولوجيا لخراب العمران. والأنكي . ماجري من تحالف بين الإرهاب الديني الإسلاموي والتفوق التكنولوجي الصهيوني - الأمريكي لإعادة رسم خريطة العالم العربي في صورة كيانات قزمية طائقية وإثنية متصارعة. من هنا - وكما يقول د.محمود إسماعيل- تبدأ استراتجية المواجهة بدور طليعي للأدباء والمبدعين. هذا الدور ليس بدعة نقترحها من جانبنا. بقدر ماهو قدر بشر به الحكماء في كافة عصور التاريخ. واضطلع به الأدباء لقيادة الأمم والشعوب لصناعة التاريخ. المؤتمر احتشد له العديد من الأدباء والنقاد الذين قدموا مجموعة من الأبحاث سواء في محوره الرئيسي أو في محوره الفرعي الخاص بأدباء الإقليم. قدم د.عبدالمنعم أبوزيد بحثاً بعنوان ¢حرية الإبداع ودورها في تأسيس الهوية والانتماء لدي الشباب .. قراءة في نماذج من شعر أمل دنقل وأبو القاسم الشابي. وجاء عنوان بحث د.سامية أبو النصر تحت عنوان¢ المرأة المصرية والعربية.. دور الأدب في تشكيل وعي المرأة. وعن دور المثقف في معالجة القضايا الاجتماعية جاء بحث د.محمود سعيد. أما بحث الشاعر مسعود شومان وهو من أهم ماقدم في المؤتمر فجاء تحت عنوان¢نحو أطلس للتراث والمأثور الشعبي في دلتا مصر .. خريطة شرق الدلتا عتبة للمكاشفة¢. المحور التطبيقي وجاء المحور التطبيقي ليدرس إبداعات أدباء شرق الدلتا . حيث قدم د.إبراهيم حسن حسين دراسة بعنوان مسارات التربية الجمالية لدي شعراء مصر في شرق الدلتا.وكتب احمد السرساوي عن الطاقة الانفعالية للمكان في الجملة الشعرية. وتناول د.شعبان عرفات لبن القضايا الفكرية والفنية في القصة القصيرة .. دراسات في ابداعات شرق الدلتا. وتحت عنوان مرثيات سردية للبطل المأزوم جاءت دراسة الأديب فكري داود. وقدم الكاتب محمد عبدالله الهادي قراءة في أربع روايات تحت عنوان الحب وأشياء اخري. وتناول د.محمد يوسف تسعة أعمال سردية لمؤلفين من شرق الدلتا تحت عنوان ¢حتي في غزة يمكنك أن تطالع العديد من المشاهد المصرية. بينما اختارت الكاتبة فاتن شوقي ثمانية دواوين من الشعر العامي للكتابة عنها تحت عنوان روافد الشعر العامي ومناهله عند الشعراء. وكتب الشاعر فتحي البريشي دراسته عن عدد من شعراء العامية في الإقليم. وقدم عبدالعزيز اسماعيل قراءة نقدية لنماذج ابداعية في الكتابة المسرحية وهكذا تناول المحور التطبيقي أشكال الإبداع كافة في الإقليم من شعر فصحي وعامية ورواية وقصة قصيرة ومسرح. كما تضمن المؤتمر شهادات لكل من ابراهيم ابوبكر. مجدي شلبي. صلاح مصباح. السيد زكريا. عبدالبر عيسي. فضلا عن أمسية قصصية وأمسيتين شعريتين. توصيات وفي الختام صدرت مجموعة من التوصيات المهمة . منها: رفض كافة أشكال التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني . يستنكر المؤتمر كل ما تقوم به عناصر الإرهاب الغاشمة ضد الوطن والمواطنين في وقت يحتاج الوطن فيه إلي كل لحظة أمن وأمان .. يستهجن المؤتمر المادة الإعلامية لكافة وسائل الإعلام التي تدعو إلي الفرقة. وتشتيت الرأي العام وشغله عن القيام بأعمال الإنتاج والتنمية ومحاولة إهدارالوقت لأبناء المجتمع. ضرورة استغلال مالدي الهيئة العامة لقصور الثقافة من أراض خالية بما يحقق دخلا ماديا للهيئة ويوفر فرص عمل تسهم في توفير فرص للعمل . يوصي المؤتمر بأهمية وضرورة زيادة ميزانية الهيئة لتتمكن من أداء رسالتها في تبصير وتنوير المجتمع وتنقية مفاهيمه الثقافية من براثن الثقافات الهدامة .. يوصي المؤتمر أيضا الهيئة العامة لقصور الثقافة بأهمية التعامل مع الكتاب المطبوع في الأقاليم الثقافية ¢مشروع النشر الإقليمي¢ تعامُلها مع كافة إصدارات الهيئة وسلاسلها المختلفة ومعاملة المبدعين أصحاب كتب النشر الإقليمي مادياً نفس معاملة نظرائهم من الكتاب أصحاب سلاسل الهيئة .. يوصي المؤتمر بأهمية الانتقال بمؤتمرات اليوم الواحد إلي عواصم المراكز والقري الكبيرة لتحقيق عدالة خدمة التوعية الثقافية .. يوصي المؤتمر بأهمية التعامل مع كافة الأجناس الأدبية. وما يستجد منها مستقبلا علي قدم المساواة مع كل الأجناس الأدبية. يؤكد المؤتمر دعمه جميع مؤسسات الدولة الدينية والثقافية والفنية وغيرها من المؤسسات وعدم النَّيْل من أي منها . يوصي المؤتمر بسرعة الانتهاء من تجهيزات بيوت وقصور الثقافة التي تم افتتاحها دون تجهيزات. وذلك حتي تتمكن من أداء رسالتها الثقافية في الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن.