أمي ثم أمي لحد آخر يوم في عمري.. نهر العطاء والوفاء الذي لا ينضب أبداً.. عطاء بلا حدود وبلا مقابل فهي هبة من الله عز وجل أوصي بها الله في كتابه الكريم قال تعالي: "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً علي وهن.." آية 14 سورة لقمان وذكرت الأم في القرآن لعظيم مكانتها في مواضع كثيرة بالنساء.. وذكر لفظ الأم بالقرآن 28 مرة وأيضاً السُنة النبوية المطهرة وضعت المرأة في أعظم مكانة خاصة الأم "وقضي ربك الا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" ومن أعظم الأحاديث الدالة علي مكانة الأم في الإسلام الحديث المعروف والمحفوظ عن ظهر قلب عندما جاء رجل إلي النبي "صلي الله عليه وسلم" يسأله: من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله؟ قال: "أمك" قال ثم من؟ قال: "أمك". قال ثم من؟ قال: "أمك". قال ثم من؟ قال: أبوك أوصي عليه أفضل الصلاة والسلام بالأم ثلاث مرات ثم الأب مرة واحدة لعظيم شأنها وبعد القرآن والسُنة تغزل في عطاء الأم وفضلها كبار الشعراء يحضرني الشاعر حافظ إبراهيم: الأم مدرسة إذ أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ومن عجائب ما جاء في الإسلام أنه أمر ببر الأم وان كانت مشركة فقد سألت أسماء بنت أبي بكر النبي "صلي الله عليه وسلم" عن صلة أمها المشركة وكانت قدمت عليها فقال لها: نعم. صلي أمك". نعم فالمانع من تخصيص يوم محدد كل عام للاحتفال بها وتكريمها وهذا يجب ان يستمر طوال العام لانها أولي بالمصاحبة لما تحملته من آلام الحمل والولادة والرضاعة والسهر وأمور فوق الوصف. لابد ان تعترف انها كفيلة بتربية 10 أبناء في حين ان عشرة أبناء لا يقدرون علي رعايتها والاهتمام بها عند كبر سنها واعطائها جزءاً من حقها.. وبعد ان تخطيت الخمسين عاماً نصف قرن في هذه الحياة لم ولن أجد مثل الأم في التضحية والعطاء والوفاء حتي وهي تحت الثري عزيزة علي قلبي ما دمت حياً لأنني وكل ابن نعيش بفضل دعائها لي لوجه الله دون مقابل.