الأم.. لغة هي أصل الشيء.. وأم القرآن: فاتحته.. وأم الكتاب: اللوح المحفوظ.. وقد كرم الله سبحانه وتعالي الأم أعظم تكريم.. وجاء الدين الإسلامي الحنيف ليضع الأم في المكانة التي تليق بها, وجعل برها من أصول الفضائل كما جعل حقها أوكد من حق الأب لما تحملته من مشاق الحمل والوضع والإرضاع والتربية. واليوم يحتفل العالم بأسره بعيد الأم.. والحقيقة أن الأم لا تحتاج يوما محددا لتكريمها.. فهي المكرمة أبدا.. هي سر الحياة ونبع الحنان الذي لاينضب أبدا.. ولا يشعر بالقيمة الحقيقية للأم إلا من فقدها.. وفقدان الأم هو فقدان الطمأنينة والحنان فالجنة عند قدميها.. وقد جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه واله وسلم يسأله: من أحق الناس بصحابتي ؟ قال: أمك. قال: ثم من ؟ قال: أمك. قال: ثم من ؟ قال: أمك. قال: ثم من ؟ قال: أبوك. ويروي البزار أن رجلا كان بالطواف حاملا أمه يطوف بها فسأل النبي صلي الله عليه واله وسلم هل أديت حقها ؟ قال: لا.. ولا بزفرة واحدة!.. أي من زفرات الطلق والوضع ونحوها وبرها يعني: إحسان عشرتها, وتوقيرها, وخفض الجناح لها, وطاعتها في غير المعصية, والتماس رضاها في كل أمر, حتي الجهاد, إذا كان فرض كفاية لا يجوز إلا بإذنها, فإن برها ضرب من الجهاد. وكانت بعض الشرائع تهمل قرابة الأم, ولا تجعل لها اعتبارا, فجاء الإسلام يوصي بالأخوال والخالات, كما أوصي بالأعمام والعمات. أتي النبي صلي الله عليه واله وسلم رجل فقال: إني أذنبت, فهل لي من توبة ؟ فقال: هل لك من أم ؟ قال: لا. قال: فهل لك من خالة ؟ قال: نعم. قال: فبرها ومن عجيب ما جاء به الإسلام أنه أمر ببر الأم وان كانت مشركة, فقد سألت أسماء بنت أبي بكر النبي صلي الله عليه وآله وسلم عن صلة أمها المشركة, وكانت قدمت عليها, فقال لها: نعم, صلي أمك هذا ما أوصي به ديننا الحنيف ونبينا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم.. لكننا اليوم بتنا نري عجبا.. وكأن العقوق صار نهجا في حياتنا.. جرائم قتل الأرحام تملأ الصحف.. حكايات الجحود ونكران الجميل للأم والأب لا تنتهي وأصبحت سمة شبه عامة إلا لمن رحم ربي. ليكن اليوم نقطة تحول وفرصة للتطهر لكل من في قلبه مرض.. لننحي خلافاتنا جانبا ونهرول إلي امهاتنا نقبل أيديهن ونطلب منهن الغفران قبل فوات الأوان.. وليعلم كل منا أن بر الوالدين اعظم عند الله درجة حتي من الجهاد فقد جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه واله وسلم فقال: يا رسول الله, أردت أن أغزو, وقد جئت أستشيرك, فقال: هل لك من أم ؟ قال: نعم.. قال: فالزمها فإن الجنة عند رجليها. فإلي كل الامهات بشكل عام.. وإلي أمي بشكل خاص كل عام وأنت أكثر حنانا وأكثر دفئا.. كل ثانية وأنت تعطرين حياتي بوجودك وتيسرين أمري بدعائك.. كل عام وأنا أكثر برا بك.. كل عام وأنت بخير. [email protected]