الأم هي نموذج يفوح بالرحمة يتواجد في كل أسرة، كتلة من الصبر وصورة حية للعقل والحلم، لا يعرف التاريخ دينًا أو نظامًا كرم المرأة باعتبارها أمًا وأعلى من مكانتها مثل الإسلام. وصى الإسلام بها وجعلها تالية لتوحيد الله وعبادته، وجعل برها من أصول الفضائل، كما جعل حقها أوكد من حق الأب، لما تحملته من مشاق الحمل والوضع والإرضاع والتربية. وهذا ما يقرره القرآن ويكرره في أكثر من سورة ليثبته في أذهان الأبناء ونفوسهم، وكانت البداية عندما خلق الله أمنا حوة حتى تشارك سيدنا أدم عليه السلام في الحياة، الأمر الذي يؤكد أهمية المرأه في ودورها الجوهري في المجتمع . وجاء الاهتمام بالأم في القرآن الكريم في العديد من السور والآيات كما في قوله تعالى "وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا". ومن أقوى الأدلة التي توضح أهمية الأم في الإسلام، أنه أذا ماتت الأم ينزل ملك من السماء يقول يا ابن آدم ماتت التي كنا نكرمك من أجلها فاعمل لنفسك نكرمها. "أمك ثم أمك ثم أمك".. بتلك الكلمات أوصى رسولنا الكريم رجلا عندما جاء إليه ويسأله من أحق الناس بصحابتي؟ فرد عليه محمد صلي الله عليه وسلم وأوصاه بأمه ثلاث مرات متتالية، فاهتم الإسلام بالأم وأكد برها وأهميتها في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية، وجعل الله الجنة تحت أقدامها. وفي السنه النبوية العديد من الأحاديث التي أكدت رعاية الإسلام للأم وتوصيته بها، ومن أهم الأحاديث ما جاء به الإسلام أنه أمر ببر الأم وإن كانت مشركة، فقد سألت أسماء بنت أبى بكر النبي صلى الله عليه وسلم عن بر أمها المشركة وكانت قدمت عليها, فقال لها نعم, صلي أمك. وجاءت عناية الاسلام بها لما تعانيه من مشقة وتعب منذ أن تكون حاملاً حتى آخر يوم فى حياتها فهى تضحى من أجل أطفالها وتؤثرهم على نفسها وتسعد لسعادتهم وتحزن لحزنهم وتنام وهى تفكر فى أبنائها، وتتعب من أجلهم كذلك تسهر لراحتهم فالإنسان لو فكر فيما تتحمله الأم من مشقة وتعب خاصة أثناء عملية الولادة وهى تتألم وتصرخ وفى نفس الوقت تكون سعيدة بمولودها الجديد وتتعب من أجله حتى يصير شاباً كبيراً. لذلك كان عقاب الله فى الدنيا قبل الآخرة لمن أغضب وجحد والديه وخاصة الأم، وهناك بعض الروايات تشير إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من منكم يستطيع أن يأتينى من تراب الجنة فجاء شاب وذهب وأحضر تراباً من تحت قدم أمه وجاء به وقال هذا من تحت قدم أمى ألم تقل الجنة تحت أقدام الأمهات".