ماذا يحدث في حزب الدستور بعد أن ظل الحزب بدون رئيس له لمدة حوالي عامين بعد استقالة د.هالة شكر الله في أغسطس 2015 وعدم التوافق علي طريقة لإجراء الانتخابات؟.. ظهر فجأة رئيسان للحزب.. الأول خالد داوود الكاتب الصحفي.. والدكتور أحمد بيومي.. كل منهما يؤكد انه الرئيس الشرعي للحزب.. وكل منهما يؤكد ان طريقة انتخابه هي الصحيحة. "الحياة السياسية" أجرت هذه المواجهة بين الطرفين. خالد داود أنا الرئيس الشرعي بعد إعلان فوزي بالتزكية الكاتب الصحفي خالد داود: الأزمة ليست جديدة فهي قائمة منذ عامين وربما تعود إلي ظروف نشأة الحزب وتنوع الاتجاهات والآراء.. والأزمة تعود إلي عام 2015 عندما تقدمت د.هالة شكر الله باستقالتها من رئاسة الحزب بعد خلافات بين الأعضاء ولم تتمكن من إجراء انتخابات.. وجاء تامر جمعة قائما بأعمال رئيس الحزب ولم ينجح هو الآخر في طريقه للتوافق علي إجراء الانتخابات فقدم استقالته في أغسطس 2016 وهكذا أصبح الحزب بدون رئيس ولا أمين عام ولا أمانات وأصبح فعليا مجمدا ولكن بشكل غير رسمي.. ومؤخرا طلب مني العديد من الأعضاء انهاء هذا الوضع الغريب وبالفعل تقدمنا بطلب لتشكيل لجنة لإجراء الانتخابات وفوجئنا برفض مجلس الحكماء الذي لا يحق له طبقا للائحة الإشراف علي الانتخابات ومهتمه الفصل في النزاعات وعندما وجدنا ان هذا المجلس منحاز لأحد التيارات المتصارعة تم الاتفاق علي تشكيل لجنة الانتخابات وأعلنت عن فتح باب الترشح ولم يتقدم أحد سواي للرئاسة وبالتالي تم إعلان فوزي بالتزكية يوم 28 يناير الماضي وقدمنا الأوراق إلي لجنة شئون الأحزاب ولم يكن هناك اعتراض أو طعن من أحد.. حتي فوجئنا يوم الجمعة قبل الماضية - 17 مارس - بأن هناك مجموعة معارضة لفوزي بمنصب رئيس الحزب تدعو لإجراء انتخابات موازية وتزعم مشاركة حوالي 260 عضوا فيها وتعلن عن فوز أحمد بيومي.. الأمر الذي دفع المؤتمر العام للحزب أعلي سلطة فيه إلي الانعقاد في نفس اليوم بمشاركة ثلث أعضائه يمثلون النصاب القانوني للتأكيد علي فوزي برئاسة الحزب الذي تم إعلانه في 28 يناير. * ما تفسيرك لهذا الإجراء الأخير؟ ** للأسف الشديد إساءة متعمدة للحزب وتدخل ضمن إطار المحاولات المستمرة لتفكيكه من جانب البعض خاصة وان قرارات المؤتمر العام وفقا للائحة إلزامية لانه السلطة الأعلي داخل الحزب.. والمؤتمر المزعوم الذي أعلن فوز بيومي محل طعون كثيرة حتي ان أحد المشاركين فيه طعن بالتزوير ووجود أسماد مكررة ومد فترة التصويت رغم ان المشاركين في البداية ولمدة خمس ساعات لم يزد عددهم علي 11 فرداً فلماذا المد.. وما يثير الشكوك أكثر هو رفض المعارضين لفوزي لكل الحلول التوافقية التي تم التوصل إليها بمشاركة شخصيات عديدة معهم . * هل هي لعنة البرادعي كما يقول البعض وما هي علاقته بالأزمة الحالية ومن صاحب المصلحة ؟ ** لا يوجد شيء اسمه لعنة البرادعي فهذه جملة يرددها أصحاب الهجوم البشع علي الحزب فالرجل مؤسس الحزب وصاحب الأفكار والمبادئ التي قام عليها أما الخلافات فهي مثلها مثل معظم الأحزاب التي تعاني من خلافات داخلية حاليا.. نحن لسنا أحسن حالا من المصريين الأحرار.. ومستقبل وطن.. والوفد.. وغيرها انها الأجواء العامة التي لا تشجع الأحزاب.. فما بالك ونحن حزب يحسب نفسه علي المعارضة.. ناهيك عن تبرع البعض من البشر بمحاولة التهلل والتطبيل طمعا في كرسي في المحليات أو السلام علي الرئيس.. اضف إلي هذا اننا لم نتعود علي ثقافة العمل الحزبي والاختلاف في الآراء والتعددية لذا تظهر مبادرات فردية للمصلحة الشخصية.. أما عن البرادعي فلا علاقة له من قريب أو بعيد بإدارة شئون الحزب اليوم وكل ما فعله انه كتب "تويتر" تهنئة لي بفوزي برئاسة الحزب. * وماذا تريد من رئاسة الحزب؟ ** مصلحة البلاد في المقام الأول.. حزب يضم الشباب الذي يريد أن يعمل في السياسة في إطار شرعي ملتزم بالدستور والقانون.. لست من أنصار الفوضي.. حزب سياسي يعترض علي سياسات وليس أشخاص في إطار الشرعية والقانون مثلما يحدث في العالم أجمع. د.أحمد بيومي: انتخابي تم تحت إشراف مجلس الحكماء د.أحمد بيومي: عشنا حوالي عامين في فراغ كبير بعد استقالة د.هالة شكر الله من رئاسة الحزب.. وبعدها استقالة تامر جمعة القائم بأعمال الرئيس والأمين العام وخلال هذه الفترة شهد الحزب انسحاب العديد من الأعضاء والقيادات التي أثرت الابتعاد بعد حالة الانقسام التي عاني منها الحزب وحاولنا وضع حد لهذه الحالة حتي يعود الحزب مرة أخري للانخراط في العمل السياسي والحزبي وعندما بدأنا الإجراءات الفعلية لانقاذ الحزب وجدنا هناك خلافا في وجهات النظر وظهور تيار يعترض علي إشراف مجلس الحكماء علي الانتخابات.. وأعلن هذا التيار فوز خالد داود بالتزكية بدون انتخابات ولا يحزنون وهنا تدخل مجلس الحكماء وأعلن بطلان هذه الإجراءات وبطلان انتخاب خالد داود والدعوة لإجراء انتخابات حقيقية وتم تشكيل لجنة للإشراف علي هذه الانتخابات من جانب مجلس الحكماء وجرت انتخابات بحضور 260 عضوا حصلت علي 167 صوتا وتم إعلان فوزي والأمر برمته سيكون الفيصل فيه لجنة شئون الأحزاب لتحديد الإجراءات التي تمت وفقا للقانون والإطار العام. * ولكن وجهة النظر المضادة تقول ان إجراء الانتخابات ليس من مهمة مجلس الحكماء؟ ** هناك مادتان في اللائحة يجب التوقف أمامهما.. المادة الأولي تقول ان قرارات مجلس الحكماء ملزمة ونهائية.. والثانية تقول انه في حالة حدوث أي خلاف في تفسير مواد اللائحة أو أي شيء يتم اللجوء إلي مجلس الحكماء لتحديد الأمور ووضع التفسيرات والقرارات الملزمة.. أما عن التشكيك في المؤتمر فالمؤتمر الذي انتخبني تم بإشراف مجلس الحكماء وبحضور مندوبين من جميع المرشحين وبعض منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية وكان كل عضو يقوم بالتوقيع وكتابة الرقم القومي بل ان بعض الأعضاء قام بانشاء "جروب" تبادلوا خلاله لحظات التصويت عبر الواتس آب.. وكل الأوراق والمستندات ستكون تحت تصرف ونظر لجنة شئون الأحزاب. * هل للدكتور البرادعي تأثير أو تدخل في الأزمة الحالية أو سياسة الحزب مستقبلا؟ ** لاشك ان اسم الحزب ارتبط في بداياته بالدكتور محمد البرادعي الذي كان ومازال لدي الكثير من الأعضاء الأب الروحي ولكن كان المفروض ان يعدل الحزب من سياساته وتوجهاته وألا يظل مرتبطا باسم شخص وسياسات وتوجهات هذا الشخص. * ما هدفك من رئاسة الحزب؟ ** هدفي أن يعود الحزب مرة أخري للانخراط في العمل السياسي والحزبي بشكل بناء للمساهمة في بناء الوطن بكل جدية وأمانة.. هدفي ان يقدم الحزب نموذجا مختلفا للمعارضة إلا وهو المعارضة المحترمة.. فالمعارضة ثلاثة أنواع الأول مستأنسة لا تعارض.. والثاني معارضة من أجل المعارضة ترفض كل شيء.. والنوع الثالث هو المعارضة البناءة المحترمة التي تطرح بدائل وهذا هو النموذج الذي استهدفه.