** لايكاد يأتي احتفال مصر كل عام بيوم الشهيد دون أن يقدم الوطن شهداء جدداً تضاف اسماؤهم إلي قائمة الشرف ومواكب شهداء الوطن من رجال القوات المسلحة والشرطة الذين عاهدوا الله علي الدفاع عن أرض هذا الوطن الغالي وقدموا أرواحهم فداء لترابه المقدس علي مر العصور والازمات. واحتفال مصر والقوات المسلحة بيوم الشهيد والمحارب القديم الذي يواكب ذكري استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس اركان حرب القوات المسلحة الأسبق في التاسع من مارس عام 1969 خلال حرب الاستنزاف تكريماً له ولبطولاته التي جسدت اسمي معاني التضحية والتي كانت وستظل مبعث فخر واعتزاز لكل المصريين بقواتهم المسلحة علي مر التاريخ. لقد جاء اختيار يوم التاسع من مارس من كل عام ليكون يوماً تحتفل به مصر بذكري شهدائها الابطال واتخذت من استشهاد البطل الفريق أول عبدالمنعم رياض رمزاً وتأكيداً ان ينال شرف الشهادة يتوق له جميع قادة وضباط وضباط صف وصناع عسكريين وجنود القوات المسلحة. وربما لايعلم بعض ابناء هذا الجيل أن مصر تحتفل هذا العام بالذكري ال 48 لاستشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض الذي يعد أحد أشهر العسكريين في العالم بالنصف الثاني من القرن الماضي .. حيث حقق انتصارات عسكرية في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف منذ ساعد في تدمير المدمرة الاسرائيلية ايلات و60% من تحصينات خط بارليف الذي كان يقيمها العدو الاسرائيلي علي الضفة الشرقية لقناة السويس .. كما انه يعتبر رمزاً شامخاً لجيل من القادة العسكريين المصريين الذين تم صناعتهم وسط نار المعارك مع العدو الاسرائيلي الصهيوني .. وهو القائل عن ايمان : "بأننا اذا حاربنا حرب جنرالات المكاتب في القاهرة فالهزيمة محققة لأن الجنرالات مكانهم الصحيح وسط جنودهم وأقرب إلي المقدمة منها الي المؤخرة".. فلذلك أطلق عليه "الجنرال الذهبي". ان الاحتفال بيوم الشهيد لايقتصر فقط علي القوات المسلحة ورجالها البواسل الابطال فهو ذكري يحتفل بها كل المصريين الشرفاء لأن الجيش المصري يمثل فخراً للوطن وكان دائما عند ثقة الشعب المصري فيه فهو جيش من الشعب وللشعب. ان جيش مصر يمثل نموذجا للمؤسسة الوطنية التي تدرك مهمتها وتؤديها علي الوجه الاكمل ولايحيد عنها .. لأنه لايوجد مثل الجندي المصري في حرصه علي أمن وامان واستقرار وطنه. إن الاحتفال بيوم الشهيد أحد التقاليد الراسخة الثابتة في تاريخ العسكرية المصرية الشامخة السامية الشريفة قديماً وحديثاً.. لان الشهداء ضحوا بحياتهم ليعيش وطنهم في عزة وكرامة. فرجال القوات المسلحة البواسل الابطال ينطبق عليهم قول الله عز وجل "من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العظيم. إن للشهادة فضلاً عظيماً .. لذا فقد اراد الله عز وجل أن يفهم الناس ان الشهيد لايموت وانما يعطيه الله عز وجل لوناً جديداً من الحياة فيه من النعيم مالا يعد ولايحصي قال الله تعالي "ولاتقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لاتشعرون" سورة البقرة "154". وتحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر