لا يوجد لدي الإنسان ما يمكن أن يضحي به أكثر من روحه، تلك النفحة التي أنعم بها علينا رب العالمين لتبعث فينا الحياة، واعتبر سبحانه وتعالي من يعتدي عليها كأنما قتل الناس جميعا، لذلك فإن الشهيد الذي يجود بروحه الغالية في سبيل الله، دفاعا عن وطنه وعرضه ودينه، لا يدخل عند رب العزة في عداد الأموت، بل «أحياء عند ربهم يرزقون»، حسبما جاء في القرآن الكريم. وعندما أعلنت مصر يوم 9 مارس 1969 يوما للشهيد تحتفل به كل عام، لم يكن ذلك فقط تخليدا لذكري بطل عظيم هو الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة آنذاك، والذي استشهد بين جنوده علي الصفوف الأمامية من الجبهة، وهو يقود حرب الاستنزاف. ولكن تخليدا لذكري كل شهدائنا الأبرار، الذين سقطوا ومازالوا يسقطون كل يوم، دفاعا عن تراب مصر الطاهر، وحق الشعب المصري في أن يعيش بحرية وأمان واستقرار، بعيدا عن نيران الإرهاب الأسود. إن يوم الشهيد هو تعبير صادق عن الروح العسكرية الوطنية، التي تتطلب من كل قائد مهما كانت رتبته، أن يضرب القدوة والمثل حتي الاستشهاد بين جنوده. وسيظل شهداء مصر في قلب كل مصري، هؤلاء الذين ضحوا بأغلي ما يملكون في سبيل استقرار واستقلال هذا الوطن، وسيبقي كل منهم سواء كان من القوات المسلحة، أو الشرطة، أو المدنيين نبراسا نهتدي به علي طريق الحرية والعزة والكرامة. لمزيد من مقالات رأى الاهرام