ما حدث في جمعة أول أمس خارج ميدان التحرير لا يمت بصلة للثورة والثوار ويبدو ان هناك من يؤلمه ان يتم تصحيح الثورة وان هناك من يموت غيظا من سلمية الثورة ونقاء الثوار والتفاف الشعب حول مطالبهم وإشادة العالم بأسره بأدائهم خلال الثماني عشر يوما التي توجت في النهاية بخلع المخلوع والقبض علي عصابته وترحيلهم إلي سجن طرة بعدما تحققت نبوءة الثوار وهتافاتهم التي بدأت تحديدا من عام 2004 كان الثوار الذين كان يطلق عليهم حينذاك "القلة المندسة" يهتفون في كل مظاهرة ب "ابني السجن وعلي الثورة هتيجي ماتخلي" وجاءت بالفعل الثورة وأسوار السجون التي شيدها وعلاها رجال النظام السابق كانت حائط النهاية بالنسبة لهم وتاريخهم المخزي. أعود وأكرر ان ما حدث يوم الجمعة أول أمس أمام وزارة الداخلية وأمام عمارة السفارة الإسرائيلية واقتحامها وأمام مديرية أمن الجيزة لا يمت بصلة للثوار.. لقد أبلي الثوار بلاء حسنا داخل ميدان التحرير وتنفس الناس من جديد نسيم الثورة والحرية في الميدان والشوارع المؤدية له وكان فيما يبدو من يراقب الوضع والموقف ويعز عليه ان تنجح الثورة فكان ما كان من عمليات تخريب خطط لها وتم تنفيذها باتقان وتفان منقطع النظير وبالرغم من صعوبة الجزم بمن كان وراء هذه العمليات التي من شأنها ان تضعف موقف مصر الرسمي وتجعل العامة ينقلبون علي الثورة والثوار إلا ان مواقع الفيس بوك واليو تيوب مليئة باللقطات التليفزيونية المرعبة.. بلطجية تحملهم سيارات أمن مركزي وتتوقف أمام المتحف المصري في أيديهم معدات الشغل والتخريب وتم تشوين هؤلاء منذ صباح الجمعة الباكر داخل المتحف.. لم يشاهدهم أحد ولكنهم ظهروا أمام السفارة الإسرائيلية ووزارة الداخلية وأمام مديرية أمن الجيزة. وأطالب بأعلي ما أملك من صوت بضرورة توقيع أقصي عقوبة علي المتورطين في تلك المهازل الذين يخططون لدفع البلاد إلي فوضي حقيقية لا تبقي ولا تذر انهم ليسوا بثوار ولكنهم أعداء للثورة.