استعدت جامعة أسوان لانطلاق المؤتمر الاقتصادي الأول الذي تنظمه بعنوان "نشر إجراءات النزاهة ومعايير الشفافية في القطاعات الحكومية المنوطة بإدارة الاستثمار" خلال الفترة من الخميس القادم الموافق 16 إلي السبت 18 فبراير المقبل تحت رعاية جريدة "المساء". قال الدكتور عبدالقادر محمد عبدالقادر القائم بأعمال رئيس جامعة أسوان إن المؤتمر سوف يتناول الأطر القانونية لمكافحة الفساد وتأثيرها علي الاستثمار بالاقتصاد المصري. والتجارب الدولية لمكافحة الفساد في الإدارة الحكومية وتعزيز النزاهة والشفافية في قطاع الاستثمار. أضاف أن الجلسة الرابعة من المؤتمر سوف تخصص لدور الإعلام في تعزيز النزاهة والشفافية في قطاع الاستثمار وذلك بحضور الكاتب الصحفي الكبير سامي حامد رئيس تحرير "المساء". مشيرا إلي أن المؤتمر سوف يشارك فيه المتخصصون في مجال الاستثمار والاقتصاد من مختلف الجامعات المصرية والهيئات الجهات المعنية في مصر. ومن جانبه قال الدكتور حسن الشقطي مقرر المؤتمر إن الحدث سوف يلقي الضوء علي حجم التدفقات الاستثمارية الأجنبية لمصر والبالغ 6.9 مليار دولار في 2015م تقريبا باعتباره لا يتناسب مع محفزات البيئة الاستثمارية. فحجم الطاقة الاستيعابية للاستثمار الأجنبي المحتملة حسب طبيعة السوق المصرية تتنبأ بأن يصل حجم هذه التدفقات إلي 15 مليار دولار سنويا علي أقل تقدير. قال إن مشكلة مصر ليس في جذب استثمارات جديدة سواء أجنبية أو مصرية ولكن مشكلتها الكبري في الحفاظ علي هذه الاستثمارات بعد قدومها أو حتي التمسك والحفاظ علي الاستثمارات القديمة التي وفدت لمصر وأسست أصولها منذ سنوات طويلة. حيث توجد مخاوف أن تؤدي أسباب لوجستية أو إجرائية أو سلوكية إلي التسبب في هجرة ومغادرة هذه الاستثمارات القائمة. وهذه المخاوف ظهرت بمصر منذ 2011م عندما توقفت كثير من المصانع عن العمل. ويضيف أن هناك علاقة وثيقة بين حالة الانفلات الأمني التي شهدتها الفترة 2011-2013 وبين انفلات سلوكي أو إجرائي أدي إلي ظهور أنواع جديدة من الروتين غير تلك المتعارف عليها في الماضي. أهمها الدفع الاضطراري للمستثمر للرشوة أو التعذيب الإجرائي. بشكل قد يدفعه إما للرضوخ المبالغ فيه لتكرار الرشوة أو التفكير في مغادرة مصر كلها. مشيرا إلي أن مشكلة مغادرة وهجرة الاستثمارات القائمة أكثرت خطورة من صعوبات جذب استثمارات جديدة. لأن الاستثمارات الجديدة تتأثر بمظاهر وتحركات الاستثمارات القائمة. ويري أن الاستثمار الأجنبي بمصر غالبا ما يأخذ شكل الابتزاز السلوكي أو الإجرائي سواء الذي يستهدف الرشوة أم سلوكيات التراخي الإداري نتيجة غياب لمعرفة أو اللارغبة الوظيفية في أداء المهام. ويفترض المستثمر الأجنبي أن الدخول في شراكة مع مستثمر مصري ستحميه من الابتزاز الإجرائي الذي دائما ما يشتكون منه بأنه يقف عائقا أمام توسع استثماراتهم في مصر. واستطر الشقطي قائلا إن المؤتمر الاقتصادي لجامعة أسوان يعالج جزئية السلوك الوظيفي السلبي للموظف الحكومي بقطاعات الاستثمار. بحيث يضمن تقليص حجم الاستثمارات العالقة في دواوين المحافظات والتي ينطلق المؤتمر بتقديرها بنحو يزيد عن 30 مليار دولار حاليا. فضلا عن الحفاظ علي الاستثمارات القائمة من المغادرة. ومن المخطط أن يطرح المؤتمر الاقتصادي لجامعة أسوان عدة مبادرات جديدة. أهمها: تصميم لائحة خاصة لسلوك وأخلاقيات المهنة لموظفي الاستثمار. فضلا عن طرح مبادرة جديدة حول "إحالة الطلبات الاستثمارية" ما بين المحافظات المصرية.