أرسلت قارئة رسالة تقول فيها انها متزوجة منذ نحو 5 سنوات وبعد الزواج بثلاثة أعوام دب خلاف مع زوجها وألقي عليها يمين الطلاق ولم يتبعه بأي إجراء آخر وبعدها بأيام عادت المياه إلي مجاريها وتم الصلح وتكرر الخلاف مرتين وفي كل مرة يتم الصلح بعد توسط الأهل والأصدقاء. اضافت ولكن وقد وقع الطلاق ثلاث مرات وجدت نفسي أصر علي الانفصال عنه.. ولكنني اكتشفت بأن هذا الطلاق لم يوثقه مأذون أو أي جهة رسمية.. أي انه طلاق شفهي.. البعض قال لي ان الذي لم يوثقه.. لا يعتد به بينما ابدي البعض الآخر معارضته لهذا الكلام.. وقالوا ان القاء اليمين في وجه الزوجة يعد طلاقا حقيقيا وتسأل هل الطلاق الشفهي يعتد به؟ والحقيقة التي لم اجد ما افتي به لأنني لست من رجال الدين أو المتفهقين في شئون الأحوال الشخصية ولكنني وقعت أمام حيرة هذه الزوجة وغيرها من الزوجات اللاتي تعرضن لمثل هذه المواقف وقد عرفت ان هناك آلافاً من هذه الحالات تقع كل يوم وتصبح الأسر مهدرة بالشقاق والأولاد مهددين بالضياع. فهناك حالات اخري حيث يقوم الزوج بتطليق زوجته من خلال مأذون أو جهة رسمية ولكنه يخفي خبر الطلاق عنها ويعيش معها معيشة الأزواج وكأن شيئا لم يحدث وهذه حيرة أخري بل ربما تعد كارثة أخري للزوجة التي تعيش زوجة محرمة شرعا علي زوجها وطبعا هناك آلاف اخري مثل هذه الحالات والمآسي تتعدد وتتكرر ونحن في حالة غياب كامل!! والمفروض ان ينشط رجال الدين وأهل الفتوي والتشريع وان يقدموا فتاويهم الحقيقية عن مثل هذه الحالات ثم اتساءل إذا كان الزواج في العصر الحديث لا يعتد به الا إذا كان زواجا موثقا من خلال المأذون أو القضاء أو الشهر العقاري أو التوثيق وبالتالي فإن الطلاق ينبغي له ان يكون موثقا مشهرا فلا تتعرض الزوجات إلي حيرة وإلي الظلم والتعرض للمؤامرات. والتوثيق بصراحة يترتب عليه أوضاع قانونية واجتماعية من هنا فكما ان الزواج الحقيقي لابد من اشهاره من خلال المأذون والجهات الرسمية فإن الطلاق يجب ان يكون كذلك. والحقيقة ان حالات الطلاق في مصر اصبحت ظاهرة بعد ان زاد عددها لتصل إلي ما يقرب من مليون حالة في العام والحقيقة ان سبب ذلك يرجع أساسا إلي الأعباء المالية التي تزايدت بشكل ضخم فهناك مشاكل خاصة بايجاد السكن المناسب والاقساط التي اصبحت ترهق الاسرة الصغيرة وتكاليف الحياة مع غلاء الاسعار خصوصا وان الاسعار تتزايد باستمرار.. فما اسهل ان يقول الزوج لزوجته "انت طالق" ولا يدري انه بمجرد النطق بهذه العبارة فإنها تعني انهيار اسرة وقد يضيع بسببها الابناء سواء كانوا اطفالا أو في سن المراهقة!! والحقيقة ان هناك مشاكل متعددة لحالات الطلاق وفي أغلبها مشاكل مالية والزوج والزوجة عندما تعاهدا علي الزواج كانا يظنان ان الحياة لونها بمبي علي طول الخط ولا يدرون ان هناك مشاكل قد تحدث لأتفه سبب ولهذا فمن غير المعقول انه بمجرد حدوث خلاف يقع طلاق وانفصال ومشاكل ما انزل الله بها من سلطان. ونفس الحال بالنسبة لاحجام الشباب عن الزواج لقد أدي ذلك إلي زيادة حالات العنوسة حتي تكاد تصبح ظاهرة وعندما تسأل أي شاب لماذا لم تتزوج.. تأتي الاجابة سريعا كيف وأنا لا املك ثمن شقة وإذا أردت الحصول علي وحدة سكنية من وحدات وزارة الاسكان نجد انهم يضعون شروطاً لا تتفق ابدا مع الأحوال المالية شباب في مقتبل حياتهم العملية؟! وكيف اتصرف في الأحوال المعيشية والأسعار كما هو معروف "نار"؟! بصراحة اقول ان علي وزارة الاسكان ان توفر وحدات سكنية لكل من يريد الزواج وان لا تضع الوزارة شروطا تعجيزية أو مجحفة أو شديدة والوزارة يجب ان تعلم ان الدستور كفل مسئولية الدولة في توفير السكن الملائم للمواطن وارجو ان تضع وزارة الاسكان في حساباتها ان المواطنين ليسوا جميعا اثرياء وحتي لا تعتبر الوزارة نفسها مسئولة عن العنوسة وانتشارها عليها بالفعل ان توفر السكن الملائم بأسعار التكلفة للشباب الذي يريد ان يكون اسرة وان يكون له بيت مستقل.